ماذا فعلت هذه الأم لحماتها التي أفسدت أولادها؟

0

كانت تعرف أن حماتها سوف تفسد أولادها وتحولهم إلى صغار مدللين أشقياء. ولكنها لم تكن تنتظر هذا، بعد أن ماتت…

أم لثلاثة أولاد قامت بمراجعة لحياتها بعد وفاة حماتها. قالت بصراحة ما الذي كانت تظنه عنها في البداية، ولأي درجة أخطأت بحقها.

هذه الرسالة التي كتبتها، والتي نقدمها لكم من التربية الذكية، ستجعل الدموع تترقرق في عينيكم.

“لقد سحبت البساط من تحت قدميّ دائماً. أعطيت أولادي كل ما يريدون. أنت لم تقولي لهم أبداً لا، مهما طلبوا.

طبق آخر من الحلوى. سكاكر قبل العشاء. بضع دقائق إضافية في الحمام. نقود ليشتروا مثلجات. لقد بذلت جهدي في التعبير عن الاحترام والتقدير تجاهك، مع محاولة ضمان أن لا تفسدي أولادي.

كنت أعتقد أنك تحولينهم إلى أطفال فاسدين مدللين أنانيين، وأنت تعطينهم كل ما يطلبونه. كنت أتصور أنهم لن يتعلموا أبداً أن يتشاركوا،أن يعيروا، أن ينتظروا…لأنك تلبين كل رغباتهم منذ اللحظة التي يفتحون فيها فمهم ويشيرون إلى شيء ما بإصبعهم.

كنت تحتضنين أطفالي بين ذراعيك وقتاً طويلاً بعد أن يناموا. ألم تكوني تفهمين أنني أريد أن يتعلموا كيف ينامون وحدهم مثل الكبار؟ كنت تهرعين مذعورة بمجرد أن تسمعي أقل صوت يوحي بالتذمر منهم. كيف كنت تريدين أن يتعلموا كيف يهدأون لوحدهم ؟

أنا ألومك لأنك كنت تشترين لهم أفضل الهدايا وأغلاها، لأعياد ميلادهم وللمناسبات. كيف كان يمكنني أن أجاريك ! ما الذي كنت تظنين أن أولادي يفكرون به عندما يرون أن أفضل الهدايا التي يتلهفون لفتحها، لا تأتي من أهلهم ؟

وكم كانوا يحبون قضاء بعد الظهر برفقتك… كنت تحضرين وجباتهم المفضلة للعشاء – ثلاث أطباق مختلفة من أجل ثلاث صبيان مختلفين. وكان لديك دائماً مفاجأة صغيرة ! هدية، حلوى، لفتة صغيرة…لم أكن أريد أن يربطوك بالهدايا والحلويات.

كنت أعتقد أنهم يجب أن بحبوك لما أنت عليه، وليس لما تقدمينه لهم. حاولت أن أقول لك هذا ولكنك لم تريدي أن تصغي إليّ. كنت تواصلين تدليلهم وإفسادهم بكل الطرق الممكنة…

أمضيت وقتاً طويلاً أسأل نفسي لماذا كنت تفعلين هذا، وما الذي يمكن أن أفعله لأجعلك تخففين من تصرفاتك قليلاً. كنت أعرف جيداً أن الجدات يفترض أن ” يفسدن الأولاد ” قبل أن يرجعنهم إلى أهلهم وجيوبهم ملأى بالبونبون، لكن معك أنت كانت المسألة أبعد بكثير. فقد كنت أجد فعلاً أنك… تبالغين كثيراً.

ثم رحلت.

كان عليّ أن أضم أولادي إلى صدري، وأخبرهم أن جدتهم ماتت. هذا لم يبدو ممكناً – كان من المفترض أن تكوني هنا من أجل كل المناسبات المميزة في حياتهم : الشهادة الثانوية، الديبلوم، الزواج… لكنهم خسروا جدتهم بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ.

لم يكونوا جاهزين ليقولوا لك : وداعاً.

خلال كل هذه السنوات التي كنت أرغب فيها بكل لهفة أن تتوقفي عن إفسادهم، لم أفكر أبداً لأي درجة كنت تحبينهم. كنت تحبينهم لدرجة أنك كنت تظهرين لهم هذا بكل الطرق الممكنة. في مطبخك. في هداياك. في السكاكر والكاتو. في حضورك أنت أيضاً.

حبك لهم لم يكن يعرف حدوداً. قلبك كان يطفح حباً من كل الجهات- من مطبخك، من حقيبتك، من كلماتك ومن عناقك وذراعيك اللتين لا تتعبان. أعرف أن لا فائدة من الغرق في الحسرة والندم…ولكنني أعاود التفكير في هذا مراراً، وأندهش عندما أرى لأي درجة كنت مخطئة.

كنت مخطئة في الطريقة التي كنت أنظر فيها إلى كرمك. أولادي الذين أصبحوا مراهقين الآن، يحبونك من كل قلبهم ويفتقدونك بشدة. وليست هداياك ولا نقودك ما يفتقدونه. بل أنت.

ما يفتقدونه هو أن يركضوا نحو الباب ليستقبلوك ويقفزوا عليك قبل حتى أن تضعي قدمك في الداخل. ما يفتقدونه هو عندما ينظرون إلى مدرجات ملعب كرة القدم ويرونك، أنت أكبر معجبيهم، تبتسمين لهم ابتسامة عريضة وتلوّحين لهم بيديك. ما يفتقدونه هو أن يكلموك ويصغوا إلى عباراتك المثقلة بالحكمة والتشجيع والحب.

لو استطعت أن أكلمك مرة أخرى بعد، لكنت قلت لك إنه في كل لحظة عزيزة على قلبي، في كل مرة أراهم يصلون إلى مستوى جديد في حياتهم، وفي كل مرة يدهشونني بمثابرتهم، مواهبهم ونجاحهم، أفكر فيك. وأتمنى لو أنهم تشاركوها معك.

عودي، وأحبيهم لمرة أخيرة كما لا يستطيع أحد في العالم أن يحبهم ما عدا جدتهم. اجلبي لهم الحلوى والمفاجآت. كافئيهم بهدايا مدهشة لأبسط المناسبات. حضري لهم كل أطباقهم المفضلة بعناية طوال ساعات.

خذيهم إلى كل الأماكن التي يريدون أن يذهبوا إليها. وكل هذا، لأنك تحبينهم بكل بساطة.

كم أحب من كل قلبي لو تعودين.

لو تعودين لتجلسي ساعات لا تنتهي على المدرجات معي. عودي وانظري إلى نظرته المصممة، جهوده بدون تحفظ، حركاته الصغيرة القلقة. أنت وأنا نعرف أننا يمكننا أن ندرس وجه ابني ونعرف فوراً إذا كان واثقاً بنفسه، خجولاً، إذا كان عطشاً أو ضجراً.

يمكنني أن ألقي نظرة خاطفة نحوك وأعرف أن لا أحد في العالم يحبه بقدري وقدرك. عودي وانظري إليه في ثوب التخرج بينما هو يتسلم ديبلومه. انظري إلى الهواء يتلاعب بشعره ويبعد خصله عن جبينه.

سيغمرك مثلي الإعجاب الذي يثيره فينا هذا الولد الذي أصبح رجلاً. ابقي معي ونحن نتساءل، بدون أن نتبادل أي كلمة، عن هذه السنوات التي مرت بسرعة البرق.

وكلما رجوتك أكثر، فهمت أكثر أنك لم ترحلي بالفعل.

لقد فهمت الآن. أعرف أنك أحببتهم بكل الطرق الممكنة. أعرف أن كونك جدتهم أسعدك وأعطاك سبباً جديداً للحياة. أعرف بالتأكيد أنك لا يمكنك أن تعودي، ولكن أعرف أيضاً أن حبك لهم سيبقى دائماً. حبك ساعد في نموهم وحماهم بطريقة لا أستطيع أن أصفها بالكلمات. حبك يمثل جزءاً كبيراً مما هم عليه الآن، وما سيصبحون عليه لاحقاً عندما يكبروا. لهذا، ولكل هدية، ولكل قطعة حلوى، ولكل مرة احتفظت بهم لوقت أطول قليلاً بين ذراعيك، ولكل مرة واسيتهم أكثر قليلاً، ولكل مرة تركتهم ينامون متأخرين أكثر قليلاً…أنا أشكرك إلى الأبد. وأتمنى من قلبي أن تعاودي فعل ذلك مرة أخرى أيضاً، وأيضاً”.

بعد أن هزتها عاطفتي الحزن والحب، كتبت هذه الكلمات المؤثرة لحماتها.

إذا أتيحت لنا الفرصة لنمضي، ولو يوماً واحداً بعد، بصحبة الأشخاص الأعزاء الذين فقدناهم، ماذا سنقول لهم ؟ إذا كان الخوف، الرفض والمشاجرات الصغيرة التافهة في الحياة اليومية يبعدنا عن بعضنا، ما الذي يبقى لنقوله لهؤلاء الأعزاء الذين ما زالوا بقربنا ؟

إذا وجدتم أنتم أيضاً في هذه الرسالة، التي نقلناها لكم من آي فراشة، شهادة حب مدهشة نابعة من القلب، لا تنسوا أن تشاركوها مع كل من تعرفونهم، وخصوصاً العزيزين على قلبكم.

اترك رد