لماذا يتكلم الأولاد مع أنفسهم؟

0

ما دور حديث الاولاد مع أنفسهم في بناء شخصيتهم ؟ وهل هذا الحديث مؤشر الى الذكاء أم إلى شيء آخر ؟

جميع الناس بما فيهم الراشدون يتحدثون الى أنفسهم.

الفرق ان الكبار يتحدثون إلى انفسهم في الخفاء بينما الأولاد يتحدثون إلى أنفسهم في العلن.

يشير عالم النفس بيجه ان حديث الأولاد مع انفسهم مرتبط بنموهم ونضوجهم، فهم يفتقرون إلى تشكيل فن المحادثة ويحاولون بهذه الطريقة ان يحلوا هذه المشكلة.

يسمي بيجه حديث الأولاد مع النفس ” الحديث الإناني

حديث الاولاد مع أنفسهم والنمو:

ومؤخرا طرح الباحثون سؤالاً : هل هناك ارتباط ما بين الحديث مع الذات والنمو؟ وخلصوا الى نتائج في هذا المضمار.

وجدوا ان الأولاد يتحدثون مع الآخرين أكثر مما يتكلمون مع أنفسهم.

والأولاد ما بين عمر اربع وثماني سنوات يتحدثون الى أنفسهم بنسبة ٢١ بالمئة. وهذا الحديث مع الذات له اسبابه وأغراضه.

يرى الباحث الروسي ليف فيكوتسكي أن حديث الأولاد مع الذات هو انعكاس للحديث مع المجتمع. ويعتقد أن هذا الحديث مع النفس جزء هام في نمو الولد. والأولاد برأيه يتكلمون مع انفسهم لسببين:

اولاً ليرسخوا ما يعرفونه مسبقاً وثانياً ليعلموا أنفسهم أكثر

هل الحديث مع الذات دليل ذكاء؟

تشير الدراسات الى ان الحديث مع الذات يساعد الولد على تكوين بعض مهمات النمو. ولكن هذا التصرف لا يرحب به معظم المدارس .

يبدو ان الذكاء عامل وراء هذا الحديث مع الذات. فالولد الذكي يقضي معظم الوقت بالتحدث مع نفسه.

ان قمة حديث الولد مع ذاته هو عمر الأربع سنوات وبعد الثماني سنوات تنزل النسبة.

وأشار باحثون آخرون الى الأولاد يتحدثون مع أنفسهم ليعبروا في الخفاء عن مفاهيم يريدون ان يصبحوا بارعين فيها وهذا يفسر لماذا نرى الأولاد الأكبر سناً أهدأ.

والمثير للاهتمام ان الحديث مع الذات مرتبط بجودة الأداء لا سيما عند الأولاد الأذكياء.

اذن الأولاد يتكلمون مع انفسهم للتعبير عن مشاعرهم ولفهم البيئة التي يعيشون فيها ولتطوير لغتهم وتنمية القدرة الذاتية على التطور والتعبير عن أفكارهم.

اترك رد