الحقيقة التي لا يتقبّلها أحد!

0

ينشأ التوتر في العلاقات بين الأهل والأولاد بسبب عدم قبول أحد الوالدين بمشاعره تجاه طفله، وخوفه من إظهارها والتهرب منها. وهذا الأمر يتعلق بشكل خاص بالعلاقة بين الأب وابنته، فالأب يهرب واضعاً جداراً بينه وبين طفلته، ولا يعرف أن ما يحتاج إليه طفله أو طفلته هو الحنان والاهتمام ومشاركته في ألعابه. فعندما ينغلق الأهل على أنفسهم، يرد الطفل على هذا بالانغلاق على نفسه والقيام بأعمال شغب، لأنه يستنتج أن لا أحد يحتاجه أو يحبه، فيبدأ هو أيضاً ببناء جدار حوله. هكذا يعزل الناس انفسهم عن العالم. كل هذه الأمور ستكتشفها إذا نظرت بصدق في أعماق نفسك.

الأهم هو أن يتخلى الوالدان عن قناعاتهما بأنهما أذكى من أولادهما وأن يشعرا تجاههما بالاحترام. ومن الضروري أن نفهم جميعاً أن الأولاد أكثر حكمة وأكثر ذكاء من والديهما، لأن الوالدين راكما خلال حياتهما كماً هائلاً من العقد وانغلقا على نفسيهما، في حين أن الأولاد ما زالوا منفتحين على هذا العالم وأحراراً من العقد.

خلال تعاملك مع الطفل أو الشخص الراشد، من المهم أن تمنحه حرية الاختيار، لأن حالة الحرية هي الجوهر الأعمق في حقيقة كل إنسان. فأنت عندما تمنح حرية الاختيار للإنسان، سواء كان صغيراً أو كبيراً، تساعده على التطور، فيعتبر عندئذ أن سلوكك هو سلوك محبة واحترام تجاهه ويتخذ القرار الذي يرضي الطرفين. وحتى إذا لم يناسبك قراره تماماً فعليك أن تقبل به لأنه أكثر دراية بما يناسبه. فأنت عندما تعتبر نفسك الأذكى تخدع نفسك، وكلما بكرت في إدراك ذلك كان ذلك أفضل بالنسبة لك.

فلاديمير جيكارنتسيف

اترك رد