درس من الحياة للجيل الجديد : أهمية غرس القيم الجيدة في أولادنا

0

توجه شاب إلى مطبعة كبيرة باحثاً عن وظيفة مهمة. وبعد أن نجح في المقابلة الأولى، كان عليه أن يقابل المدير من أجل المقابلة النهائية.
نظر المدير إلى سيرته الذاتية ووجد أنها ممتازة فسأله :

  • هل تلقيت منحة من أجل دراستك ؟
  • فأجابه الشاب :”لا”
  • هل أبوك هو من تحمل نفقات دراستك ؟
  • أجاب الشاب :”نعم”
  • أين يعمل أبوك ؟
  • أبي حدّاد.

طلب المدير من الشاب أن يريه يديه. كانت يدا الشاب ناعمتين بدون أي عيوب.

  • هل سبق لك أن ساعدت أهلك في عملهم ؟
  • لا، أهلي كانوا يريدون دائماً أن أدرس وأن أقرأ كتباً أكثر. كما أن أبي يعرف كيف يقوم بعمله أفضل مني.

قال المدير :”أريد أن أطلب منك خدمة : عندما تعود إلى منزلك اليوم، اغسل يديّ أبيك وعد لتراني غداً صباحاً”.
شعر الشاب أن حظه في الحصول على الوظيفة كبير. عندما عاد إلى المنزل، سأل أباه إذا كان يستطيع أن يغسل يديه.
شعر أبوه أن الطلب غريب. كان سعيداً ولكن مشاعره كانت مضطربة ومدّ يديه لابنه. غسل الشاب يديّ أبيه رويداً رويداً. كانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها أن يديّ أباه كانتا خشنتين وأن هناك تشققات وخدوش عديدة فيهما.
كانت بعض الخدوش مؤلمة لدرجة أن بشرته كانت تقشعر عندما يلمسها.

كانت المرة الأولى التي يفهم فيها الشاب ما الذي يعنيه لهاتين اليدين أن تعملا كل يوم كي تستطيعا أن تدفعا تكاليف دراسته. الكدمات على اليدين هي الثمن الذي عليه أن يدفعه من أجل تربيته ونشاطاته الدراسية ومستقبله.

بعد أن فرغ الشاب من تنظيف يدي أبيه، بقي صامتاً وبدأ بترتيب وتنظيف ورشة أبيه. في ذلك المساء، تكلم الأب وابنه طويلاً.

في صباح اليوم التالي، توجه الشاب إلى مكتب المدير. لاحظ المدير الدموع في عيني الشاب عندما سأله :”أتستطيع أن تخبرني ماذا فعلت وماذا تعلمت أمس في منزلك ؟”

أجاب الولد :”لقد غسلت يديّ أبي. وعندما انتهيت، بقيت وقمت بتنظيف الورشة. أعرف الآن أنني لولا أهلي لم أكن لأصل إلى هنا اليوم. بعد أن ساعدت أبي، تيقنت كم هو صعب أن أنجز شيئاً بنفسي. فهمت أهمية وقيمة أن أساعد عائلتي”.

صرح المدير قائلاً : “هذا ما أبحث عنه عند الناس. أنا أريد أن ألتزم مع شخص يستطيع أن يقدّر مساعدة الآخرين، شخص يعرف الصعوبات التي يواجهها الآخرون عندما يقومون بأشياء في الحياة. أنت مقبول في العمل”.

الولد المدلل، المحمي، يعيش بعقلية “لديّ الحق”، ويضع نفسه دائماً أولاً متجاهلاً جهود أهله. عندما ندع أولادنا يتبنون هذا السلوك، هل نظهر لهم حبنا لهم أم ندمرهم ؟

تستطيعون أن تعطوا لولدكم منزلاً كبيراً، غذاءً جيداً، دورات تعليمية، وقتاً لاستعمال أحدث التكنولوجيات، ولكن عندما تنظفون الأرض أو تدهنون الحائط، دعوهم يجربون.

بعد أن تأكلوا، اطلبوا منهم أن يقوموا بغسل الأطباق.
مهما كانت درجة ثرائكم، هذا يغرس فيهم القيم الحميدة. ذات يوم، سيصبح شعركم أبيض، كما والد هذا الشاب.
الشيء الأهم هو أن يتعلم ولدكم كيف يقدّر جهودكم، كيف يواجه الصعوبات وكيف يتعلم العمل مع الآخرين ويجعل الأشياء تتحسن.

اترك رد