كيف نعزز قدرة الأطفال على الصمود و التغلب على مخاوفهم خلال الجائحة

0

مع تفشي جائحة كورونا COVID-19 وتزايد عدد حالات الاستشفاء، أصبح الإغلاق إحقيقة واقعة مرة أخرى. فقد مرّت أشهر طويلة من خطط فاشلة، وتعليم عن بعد، وتباعد إجتماعي، مما تسبب بشعور العديد من العائلات بأنها على حافة الإنهيار. ولأن الأطفال عادة ما يتصفون بالمرونة ، فهم يميلون لإتباع تعليمات من يقومون على رعايتهم. وبناء على ذلك، هناك بعض الأمور التي يمكن للوالدان القيام بها، لتعزيز قدرة المواجهه لدى أطفالهم في الاوقات الصعبة.

ذكروهم أنه بإمكانهم إنجاز مهام صعبة.
Premium Freepik License

من الجيد إخبار الأطفال بأن العيش في وسط هذه الجائحة أمر صعب للغاية، ولكن ذكّروهم بأنهم قد قاموا بأشياء صعبة في الماضي أيضاً. اقضوا بعضاً من الوقت معهم في تذّكر المواقف التي خرجت عن سيطرتهم، وكيف تعاملوا معها. فهذا الأمر سيمضي في النهاية ولن يؤثر بهم.

أخبروهم أنه يسهل القيام بتلك الأمور عندما يساعدنا الآخرون بها. فلا يمكننا التغلب على الجائحة وحدنا، ولكننا نقوى معاً. من المؤكد أن هذا ليس آخر الصعوبات التي ستواجه أطفالنا في الحياة، ولكنها ستبني فيهم القدرة على التعامل معها في المرّات القادمة.

رحبوا بالحزن والأمل معاً

أحياناً، بينما نحاول الحفاظ على الأمل والشعور الإيجابي لدى أطفالنا، نتجاوز عن غير قصد الحزن العميق المصاحب لهذه الجائحة. بدلاً من ذلك، حاولوا ايجاد طريقة ليختبروا الخسارة ويعبروا عن حزنهم. إن خسارة البعض أفراداً من عائلاتهم أو أصدقائهم بسبب الوباء، يعد خسارة كبيرة للغاية.

ولكن خسارةَ عادةٍ محبّبة، كزيارة الأصدقاء والأجداد، والذهاب إلى المدرسة ودور العبادة، أو اللعب في فريق رياضي، أو الذهاب في عطلة، كلها أمور يمكن تخطّيها. لكن بدلاً من التفكير بالحزن والأمل على أنهما نقيضين، ساعدوا الأطفال على دمج هذين الشعورين معاً. وبذلك، نكون قد ساعدنا الأطفال على تخطي الخسارة بطريقة تساعدهم على النمو والتطور.

اكتبوا قصصاً وابتكروا عادات جديدة
freepik.com

إحدى الوسائل التي تساعد الأطفال على دمج الأمل والحزن معاً، هي كتابة قصصٍ حول تجربتهم. فمثلاً يمكنهم رسم صور تعبر عن حالة الأعياد أو المدرسة قبل الوباء وخلاله. وبعدها، اطلبوا منهم أن يتخيلوا أن الوباء قد انتهى، لأنه حتماً كذلك. وليتخيلوا كيف ستكون حياتهم في المستقبل. هناك طريقة أخرى لذلك، وهي ابتكار عادات جديدة. بالتأكيد، هذا يتضمن الزيارات من خلال الانترنت، بدلاً من الزيارات الشخصية.

ولكن لا بد من التفكير بأمور أخرى غير البدائل الإفتراضية. فعلى سبيل المثال، استبدال الموعد الاسبوعي للعب كرة القدم مع الفريق، بلعبة عائلية كل اسبوع وفي نفس الوقت. او يمكنكم تحديد موعد اسبوعي لخبز المأكولات مع طفلكم بدل الوقت الذي اعتاد به اللعب مع رفاقه. الهدف هو إبتكار عادات جديدة لعائلتكم، إضافة إلى إعادة تنظيم العادات القديمة. فدمج العادات مع بعضها يمكن أن يشعر الاطفال بالاستقرار والأمان.

الحد من اطلاعهم على وسائل الإعلام والأخبار.

يتأثر الأطفال بالكثير مما يدور حولهم، حتى لو اعتقدنا أنهم غير مدركين لما يحدث. انتبهوا لما قد يسمعه الأطفال أثناء التحدث عبر الهاتف، أو الاستماع إلى الأخبار. أما بالنسبة للأطفال الذين يستخدمون الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فعليكم التأكد من أنهم لا يطّلعون على التقارير الإخبارية، ووسائل التواصل الإجتماعي، التي يمكن أن تكون مليئة بالحزن والكآبة.

هذه الفكرة مفيدة للأطفال وللبالغين، ولأن الأطفال يقلّدون مربيّهم، فهم يتأثرون بالتوتر والقلق الذي يتعرّض له كبارهم. ضعوا بعين الاعتبار أخذ إجازة لبضعة أيام، أو عطلة نهاية اسبوع بعيداً عن وسائل الإعلام والأخبار.

تذكروا أن الوباء يشكل صدمة لكم ولأطفالكم.
freepik

يقرّ العديد من الخبراء بأن Covid -19 هو تجربة سلبية للأطفال. ولذلك علينا أن نتوقع ردود فعل لهذه الصدمة. يمكن أن تكون ردود فعل بعض الأطفال على شكل تغيرات سلوكية، أو صعوبات في التنظيم الذاتي، أو ردّات فعل عاطفية شديدة، أو عدم القدرة على إنجاز مهام بسيطة، أو عمل مدرسي. ما يميز هذا الوباء هو أنه يشكل صدمة مشتركة، مما يعني أن الأطفال وأهلهم سيختبرون ذلك معاً. فالأزمات المشتركة تخلق فرصا فريدة للترابط أثناءها.

لكنهّا أيضا تتسبب بتخبط الأطفال في حال تخبط آبائهم. ولهذا السبب، من الضروري أن يجد المربّون منافذ صحية للطفل كالعائلة أو الأصدقاء أو المستشارون، لخوض التجربة بأنفسهم. في حين أن أفضل طرق لمساعدة الآباء لأبنائهم، في هذا الوقت، هي مساعدة أنفسهم لتخطي حزنهم وصدماتهم.

ملخص

أخيرا، تذكروا أن الأطفال يكتسبون الكثير في وجود المربين الجيدين. فهم يساعدون الأطفال على ركوب أخطر الأمواج، والخروج منها أقوى وأكثر استعداداً لمواجهة الصعوبات التالية. وطالما أننا نساعد أطفالنا على تحمل الحزن والأمل معاً، ونذكرهم بأنه بمقدورهم تخطي الصعوبات، فإننا نقدم لهم فرصاً للنمو ونخلق فرصاً ايجابية للتواصل مع أطفالنا لا يمكن تخّيلها.

اترك رد