طفلكم مصاب باضطراب التوحد: كيف تتخطون مرحلة الصدمة وتبدأون بالتحرك؟

0

حين نتحدث عن التوحد، هناك جنديان مجهولان يكافحان في معركة ضد المجهول، لحماية وإنقاذ طفلٍ مما يسميانه “وحش التوحد”. لا يوجد ألمٌ وقعه أعظم من أن ترى طفلكَ يبتعد كلما اقتربتَ منه. لكن لا بد من الصمود، ولا بد من تحدي كل العقبات لمساعدة الطفل على التقدم قدر المستطاع. هل طفلكم مصاب باضطراب التوحد، تعرفوا معنا عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية كيف تتخطون مرحلة الصدمة وتبدأون بالتحرك؟

التوحد رحلة طويلة الأمد. إذا كان طفلكم لمصاب باضطراب التوحد.. ستمرون خلال هذه الرحلة بعدة مراحل كأم:

مرحلة الصدمة: لا يوجد أم أو أب يملكان القدرة على تخطي الأمر بسهولة وبسرعة. ولا يوجد أم بشكل خاص ستتمكن من تقبل فكرة المجهول الذي ينتظر إبنها الذي انتظرته وحلمت بأن يكون ذاك الطفل “المثالي” المميز الناجح الإجتماعي.. هي مرحلة لا بدّ من مواجهتها.. لكن يجب تخطيها بأسرع وقتٍ ممكن. كيف؟ ستتعرفون على ذلك عبر هذا المقال.

مرحلة البحث عن معلومات: ستواجهان كماً هائلاً من المعلومات الخاطئة حول هذا الإضطراب وحول العلاجات الخيالية، والطرق المثالية.. لكن إحذري سيدتي.. حتى هذا المرض لم يسلم من جشع البشر. لا يوجد علاج نهائي لمرض التوحد، يوجد مكاملات غذائية ورحلة علاج طويلة.. يُضاف إليها بعض الأمل والكثير من الصبر والإيمان.

مرحلة البدء بالتحرك: ستبحثان عن مراكز علاج وأطباء وأخصائيين، ستقومان بكل الفحوصات اللازمة، ستحاولان بذل أقصى جهدكما كوالدين.. سأتوجه هنا إلى الأم لأنها تتواجد مع طفلها لفترة أطول، سيّدتي سيخفى سرٌ عنكِ ستدركينه لاحقاً. تطوّر إبنكِ بيد الله أولاً.. بيدكِ ثانياً.. ومن ثم بيد الأخصائيين والأطباء.

كيف تتخطين كأم مرحلة الصدمة وتدخلين مرحلة التحرك بسرعة ولماذا؟
طفلك مصاب باضطراب التوحد: كيف تتخطين مرحلة الصدمة وتبدأين بالتحرك؟
Freepik License

لا بد من تخطي هذه المرحلة بسرعة ولعدة أسباب، أهمها أن طفلكِ يمتص الذبذبات السلبية من حوله. طفل التوحد شديد الحساسية، يدرك سريعاً أنكِ لستِ بخير ويمتص هذه الطاقة السلبية، ويتأثر بها. ثانيها أنّكِ الشخص الداعم الأول لإبنكِ، وإن كنتِ ضعيفة سيكون دون شك ضعيفاً.

لتخطي هذه المرحلة بأسرع وقتٍ ممكن:

كفي عن البحث عن الأسباب: مشاهدة التلفاز، كونكِ أماً عاملة، نوع الغذاء الذي تناولته أثناء الحمل، حالتكِ النفسية أثناء الحمل، اللقاحات. أولاً ما من سبب واحد مثبت علمياً حتى الآن. ثانياً، مهما كان السبب لن يؤثر في طريقة العلاج.

تذكري أن التدخل المبكر يساعد طفلكِ بشكل كبير في تنمية مهاراته والتحسّن. و فكري بأنكِ أنتِ الدعم الأول لطفلكِ، إن ضعفتِ سيضعف. طفلكِ يحاج إلى أن تؤمني به كي يؤمن بنفسه. ولكما تأخرتِ أكثر

يجب أن تعلمي أن طفلكِ مميز، طفلكِ مختلف. ورحلتكِ معه ستكون مختلفة. كل ما في الأمر أنه يعاني من مشاكل على الصعيد الحسي، ومن ضعف في التواصل وفي المهارات الإجتماعية. وكي يتمكن من التحسن هو يحتاج إلى المساعدة بأسرع وقتٍ ممكن.

لا تصغي إلى أحد: لديكِ مهمة صعبة جداً عليكِ اجتيازها وحدكِ. كي تدخلي إلى عالم طفلكِ التوحدي المختلف، عليكِ أن تعزلي نفسكِ عن العالم الخارجي وعن كل المؤثرات الخارجية. فليؤجل الجميع أسئلتهم، فليؤجل الجميع انتقاداتهم واتهاماتهم، لا وقت لديكِ للإنشغال بهذه السخافات. أمامكِ مهمة عظيمة عليكِ البدء بها.

كيف تساعدين طفلكِ التوحدي حين يمر بنوبة غضب في مكان عام؟

لا تستمعي إلى كلمات الناس ولا تأبهي إلى نظراتهم: تخيلي أنكِ وطفلكِ بمفردكما وحاولي تهدئته. وانحني اتجاهه ينفس مستواه كي يراكِ. فطفل التوحد يفهم الصورة وإيماءات الوجه وحركات الجسد أكثر من الكلمات.

استخدمي الأغنية المفضلة لديه، أو حاولي تشتيت انتباهه بأمور يحبها، أو ربما عبر غمره وحمله خارج المكان بهدوء.تذكري أن جميع الأطفال يمرون بنوبات غضب، ليس فقط أطفال التوحد.

لا تشعري بالإحراج، أو تحاولي عزل طفلك. حاولي اختيار المكان الهادئة التي تتناسب مع وضعه والتي لا تحتوي إلى مؤثرات حسية مزعجة جداً.

لتجنب هذه النوبات، أخبريه مسبقاً إلى أين ستذهبون، وأريه صوراً عن المكان ومقاطع فيديو. فأطفال التوحد يحبون الروتين ويحبون أن يعوفوا ما الذي سيحصل قبل حدوثه. عنصر المفاجأة يوترهم كثيراً ويدخلهم في نوبات بكاء وصراخ.

اترك رد