كيف نتصرف حين يتراجع طفلنا سلوكياً

0

تراجع السلوك

كيف نتصرف حين يتراجع طفلنا سلوكياً

قد تشكل كل الفترات الانتقالية التي تتطلب من الطفل الصغير التكيف عبئاً نفسياً عليه (على سبيل المثال: ولادة طفل جديد، دخول روضة الأطفال أو المدرسة، انفصال الوالدين، الموت، الانتقال إلى منزل آخر). بالتالي فقد تؤدي هذه الفترات إلى تراجع بعض الأطفال. وغالباً ما يكون هذا التراجع المفاجئ مؤقتاً.

يحتاج الطفل الصغير إلى وقت للتكيف مع الوضع الجديد المرهق بالنسبة إليه. والعودة إلى مرحلة من مراحل النمو التي يعرفها ويتقنها هي وسيلة تجعله يشعر بالأمان.

كيف تتصرفين حين يتراجع طفلنا سلوكياً
  • تقبلي سلوكيات التراجع لدى طفلكِ، طالما أنه يحاول التكيف مع وضع جديد ومرهق. فلا يجب ان ننسى أن بعض الراشدين ينعزلون أو يأخذون إجازات حين يمرون بموقف صعب. بعض الأطفال يقومون بالأمر نفسه: يتراجعون بعض الشيء بغية التكيف والعودة من جديد.
  • امنحي طفلكِ اهتماماً إيجابياً. فعلى سبيل المثال، إذا عاود تبليل فراشه، شجعيه وادعميه حين لا يقوم بالتبول في فراشه. لا تركزوا كثيراً بشكل سلبي على سلوكيات أطفالكم التي تدل على التراجع.
  • تجنبي لوم طفلك وتأنيبه. فذلك لا يفيد بشيء ولا يساعده على التصرف وفقاً لسنه. حاولي ألا تركزي كثيراً على حقيقة أن طفلكِ أصبح الآن “الأكبر” بعد ولادة أخيه الصغير.
  • ركزي على ما يحاول الطفل أن يعبر عنه عبر تراجعه، أصغي إلى ما يعيشه طفلكِ وادعميه كي يتكيف مع الوضع الجديد.
  • ثم طمئنيه بوجودكِ الدائم وحبكِ. على سبيل المثال قولي له “أنتَ تطلب مني أن أهزك وأن أعطيكِ لعبتك الصغيرة. هذا يجعلك تطمئن وتشعر بالارتياح. أنت قلق لأنه يتعين علينا الآن الاعتناء بأختك الصغيرة. لكننا سنكون دائماً هنا لأجلك”.
  • كوني متفهمة ولبي احتياجات طفلك. فهو يحتاج إلى الوقت كي يتكيف مع الوضع الجديد. بالتالي، كلما ازداد استعداده للتغيرات القادمة، كلما انخفضت نسبة إثارة القلق والضغط من ناحية رؤية طفلكِ للوضع الجديد.
  • كوني على ثقة، أنه حتى لو لم يتعرض كل الأطفال لهذا التراجع في الفترات الانتقالية المهمة، فإن هذه العودة إلى الخلف تُعَد أمراً طبيعياً في نمو الطفل وتطوّره.
freepik.com
متى يجب استشارة طبيب

من المهم توضيح أن التراجع في السلوك ليس تشخيصاً مرضياً بحد ذاته. ولا يوجد بالضرورة معيار ثابت للتراجع. التراجع في السلوكيات التي تؤثر في تعلّم الطفل ونموه العام هو الأكثر إثارةً للقلق.

على سبيل المثال إذا لاحظتِ أن طفلك الصغير لم يعد يستطيع الافتراق عن لعبته مطلقاً وأن هذا الأمر يمنعه مثلاً عن القيام بأنشطة التزيين المقترحة (كالرسم أو القص). أو أنه عاد إلى استخدام اللهاية بشكل كبير لدرجة أن الامر يمنعه عن اللعب والتكلم بشكل صحيح، لفترة امتدت إلى عدة أيام أو أسابيع. سيكون إذاً من الأفضل استشارة أخصائي أو طبيب للتأكد من أن التراجع لن يستمر أكثر.

كذلك، إذا امتدت فترة التراجع فمن الأفضل استشارة أخصائي صحي. فالطبيب قادر على تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة التهاب في المسالك البولية. في حال عاد الطفل إلى تبليل سرواله بعد أن قام بالتخلص من الحفاضات نهائياً منذ بضعة شهور.

كما أنه من المهم حينها استشارة طبيب نفسي، حين يتراجع الطفل على عدة أصعدة (على سبيل المثال: مص الإصبع، الخوف من الظلام، تغير في السلوكيات..وما إلى ذلك) وتستمر فترة التراجع لعدة أسابيع.

قد يساعد الطبيب المختص في إيجاد حلول لمشكلة القلق التي يعاني منها طفلكِ من خلال تقديم المشورة السليمة للوالدين.

للتذكر
  • الاضطرار إلى التكيف مع وضع جديد قد يكون أمراً مثيراً للقلق بالنسبة للطفل، الذي قد يبدأ بالتراجع كردة فعل.
  • قد يعتبر التراجع ظاهرة طبيعية في نمو الطفل وتطوره.
  • إذا استمر التراجع لعدة أسابيع أو كان يؤثر على تعلّم الطفل الصغير، من الأفضل استشارة أخصائي أو طبيب.

اقرأ أيضاً: طفلي تراجع سلوكه إلى مرحلة عمرية أصغر : ماذا أفعل ؟

اترك رد