لماذا ينقل الأطفال أسرار البيت إلى الخارج.. وكيف علينا التصرف في هذا…

0

لماذا ينقل الأطفال أسرار البيت إلى الخارج.. وكيف علينا التصرف في هذا الحال؟

ذهبت الأم إلى منزل أهل زوجها مصطحبةً طفلتها، كانت الأجواء متوترة بينها وبين الزوج بعض الشيء. حاولت حماتها أن تسألها عن سبب هذا التوتر فغيّرت الموضوع بطريقة لطيفة. ليس من عادتها أن تنقل أسرار بيتها إلى الخارج، مهما كانت الأمور معقدة. مر بعض الوقت، ثم ما لبثت أن أتت حماتها وقالت لها “لكنكِ مخطئة يا هدى، ما الذي جعلكِ تجيبين زوجكِ بهذه الطريقة؟ الأمر لا يستحق كل هذا الانفعال”.

صُدِمَت هدى وبدأت تفكر في نفسها، هل أخبر زوجي والدته بما حصل البارحة؟ ثم ظهرت ابنتها التي تبلغ من العمر أربع سنوات من خلف جدتها وهي تضع يديها خلف ظهرها تنظر إلى الأرض، كأنها تدرك أنها ارتكبت خطأً كبيراً. وأدركت هدى أن ابنتها قد أخبرت حماتها كل شيء.

أجابت نور وهي تبكي “لم أكن أقصد أن أغضبكِ.. قالت جدتي إنني إذا أخبرتها بما حصل ستحل المشكلة وتجعلكِ تتصالحين مع والدي”.
ما الذي يدفع الطفل إلى نقل الأسرار؟ وكيف علينا التصرف في هذه المواقف المحرجة؟
سلوك نقل الأسرار لدى الأطفال إما مكتسب وإما ناتج عن ضغوطات خارجية

حين يكون سلوك نقل الأسرار مكتسباً

أتذكرين تلك الحوارات الصباحية مع الجارة، حين تكونين جالسةً وطفلك أو طفلتكِ يلعب في الغرفة نفسها؟ إنها سببٌ أساسي لمشكلة نقل الأسرار! لماذا؟
لعدة أسباب أولها أن الطفل دقيق الملاحظة وحتى لو لم يكون يبدو لكِ مركزاً في تفاصيل الحوار، هو يصغي إلى ما تقولين! دعونا نواجه الحقيقة.. معظم “صبحياتنا” هي عبارة عن “أتعلمين ماذا حصل مع فلانة؟ فلانة تشاجرت مع زوجها البارحة.. ابن فلان ضرب زميله في المدرسة وتصرف بطريقة وقحة مع المعلمة..”

ونريد لأطفالنا ألا يقوموا بالنميمة أو نقل الأسرار..

الحل: يبدو أن العادات القديمة بجعل الطفل يجلس في غرفة أخرى أو يلعب في زاوية أخرى من المنزل مع صديقه أو أخيه، كانت عادات مفيدة وفي محلها! هذا ما من الأفضل فعله في هذه الحالة.

حين يكون هذا السلوك ناتجاً عن ضغوطات خارجية
  • حوافز مادية: “أخبرني بما حصل مع أمك، وسأشتري لك لعبة جديدة”. ولمَ لا إن كانت النتيجة هي الحصول على ما يريد. لن تمنعه أي مبادئ حينها لأنه لا يدرك أصلاً مدى سوء فعله.
  • حوافز معنوية: “أخبريني بما حصل في المنزل اليوم، لا تخافي أنتِ تقومين بتصرفٍ صحيح، نحن نحاول أن نحل المشكلة”. سيظن الطفل هنا أنه يقوم بأمرٍ صائب، ولن يدرك عواقب ما يفعل. إنه نوع من التلاعب بعواطف الطفل. وفي هذه الحال يجب معاقبة الشخص الذي قام باستدراج الطفل على سلوكه لا الطفل نفسه.
  • ضغوطات عاطفية: “إن لم تخبرني ما حصل هذا يعني أنكَ لا تحب جدتك”.. إنه نوع من الابتزاز العاطفي. وغالباً ما سيتكلم الطفل كي يبرهن للطرف الآخر أنه يحبه.
    ما علينا فعله:
  • سأبدأ بالنصيحة الأولى والأساسية في التربية، التي أستخدمها في كل مقالاتي.. كونوا قدوة! ببساطة لا تتكلموا عن أسرار الآخرين أمام الطفل.. وإن كنتم تؤمنون بأنه سلوك سيء فعلاً، حاولوا أن تبدأوا بأنفسكم، وبأن لا تمارسوه.
  • إن أتى يخبركم عن صوت جاركم وهو يتشاجر مع زوجته وما سمعه من حديثهما.. إمنعوه، وفسروا له أنها أسرار عائلية لا شأن لنا بها ومن العيب جداً التنصت على الآخرين.
  • إن عرفتم أن أحد أفراد الأسرة أو الجيران أو المقربين يحاول استدراج الطفل للحصول منه على أسرار. تحدثوا إليه وأخبروه أن هذا الأمر يؤثر على سلوك الطفل بشكلٍ سلبي جداً، وأنكم قد تضطرون إلى التخفيف من زياراتكم له أو ربما قطع العلاقة به نهائياً إن تطلب الأمر ذلك.
  • تحدثوا مع الطفل عن الأمر، وأخبروه أن هذا التصرف قد يسبب مشاكل كبيرة.
  • ارووا للطفل قصصاً مفادها أن نقل الأسرار تصرفٌ معيب، ربما عن فيلٍ أخبر زرافةً أن العصفور يكره التمساح، فأخبرت هي بالتالي التمساح عن الأمر، فهجم على العصفور كي يأكله، لكن العصفور هرب (طبعاً بأسلوبكم الخاص ومع تفاصيل مشوقة). وأنهوا القصة بتوضيح العبرة، حين ننقل أسرار الآخرين قد نسبب لهم الأذى دون أن نقصد. من الأفضل عدم التدخل فيما لا يعنينا.
اترك رد