كيف يربي الأهل أولادهم في اليابان ؟ ولماذا من الضروري أن نعرف طريقتهم ؟

0

تتميز الثقافة اليابانية بتفردها في مجال الانضباط والتربية والتعليم. ثقافتهم غنية بالقيم الأخلاقية كاحترام المسنين، الأدب واللطف… حتى أنه من النادر أن نرى طفلاً هناك يبكي في مكان عام ! لذلك قمنا ببحث صغير وعثرنا على المبادئ التي يتبعها الأهل اليابانيون في تربية أطفالهم، والتي يمكنكم أن تستلهموا منها بعض الأفكار.

علاقة عميقة ومتينة بين الأم والطفل

ترتكز إحدى الأسس التربوية لدى الأسر اليابانية على بناء علاقة قوية بين الأم وطفلها. لا تترك الأم طفلها بمفرده إطلاقاً. بل تصطحبه معها أينما ذهبت، وتتركه يفعل ما يشاء حتى يبلغ الخمس سنوات من عمره. هذه الطريقة التي تٌعتبر متساهلة تتيح للطفل النمو والتطور النفسي وتزيد عمق الرابط بأمه.

يشير مصطلح ” amae” في الثقافة اليابانية، إلى أساس العلاقة بين الأم وطفلها. يعبر ذلك عن الرغبة بالارتباط العميق. وتعني ال” amae” بشكل خاص أنه بإمكان الطفل دائماً الاعتماد على دعم وحب والديه، وأنهما يستطيعان بدورهما الاعتماد على ولدهما في مرحلة الشيخوخة والمرض.

لقد أثبت بعض العلماء اليابانيون والأمريكيون أن التربية القائمة على التشجيع والدعم الإيجابي من قِبَل الأهل، تقلل بشكل كبير فرص الحصول على طفل يعاني من مشاكل سلوكية.

نظام تربوي لا بفشل

يتكون النظام التربوي للأطفال في الثقافة اليابانية من ثلاث مراحل:

  • تتميز المرحلة الأولى بالحرية الكاملة والحب اللامتناهي الذي يخصصه الأهل لطفلهم حتى عمر 5 سنوات. حيث يعتبر الطفل كاملاً، ولا يُسمح بلومه.
  • تبدأ المرحلة الثانية من عمر 5 سنوات حتى عمر 15 سنة عندما يكون الطفل مذعناً لأهله. وهو يتعلم، في هذه المرحلة، ما هي القواعد التي يجب احترامها من أجل العيش في المجتمع، ويبحث عن دوره في الحياة.
  • تبدأ المرحلة الثالثة حين يبلغ الطفل 15 سنة عندما بُعتبر الطفل على نفس قدر المساواة مع والديه. بمعنى آخر، يُعتبر الطفل راشداً بشكلٍ كامل.

لا يتفهم البعض هذا النظام. ومع ذلك، فإنه يهدف إلى جعل الطفل عضواً متكاملاً في المجتمع يعرف قيمته الخاصة، الغرض من وجوده، ودوره في المجتمع.

يتم تخصيص أهمية كبيرة للأسرة وللأهل

على الأرجح تعد الأسرة من أهم عناصر التربية في الثقافة اليابانية

تقوم الأم بتربية الطفل، ولا يدخل الحضانة حتى عمر 3 سنوات. وإن لم يكن الحال كذلك، فيكون الطفل محاطاً بأجداده أو باقي أفراد الأسرة لبقية الوقت، حتى يترعرع في بيئة دافئة وودية.

هناك عامل آخر مهم جداً، وهو أن الطفل يتربى على فكرة أن والديه هما النموذج الذي يجب أن يقتدي به. فقد اعتاد على رؤية كيفية قيام والديه بالأمور واتباع مثالهما. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطفل يكرر فعل ما يراه لا ما يُطلب منه القيام به. هذا هو السبب الذي يدفع المجتمع الياباني إلى اتباع هذه الطريقة في التربية.

اهتمام خاص بالبعد العاطفي

خلال تربية الطفل في الثقافة اليابانية، أول ما يقومون بتعليمه إياه هو الذكاء العاطفي. يبدأ الطفل في استيعاب أهمية احترام مشاعر الآخر وخاصة التعاطف من خلال والدته. لأنها تقوم باحترام مشاعر طفلها ولا تحاول الضغط عليه أو إحراجه إطلاقاً. كما تعلمه فهم واحترام الآخرين (البشر والحيوانات وحتى الأشياء).

على الرغم من أن طريقة تربية الأطفال التي يعتمدها الأهل اليابانيون تبدو غير مألوفة مقارنة بتلك التي يستخدمها باقي الأهل، إلا أن النتائج كافية لإثبات أهميتها وصحتها. لذلك يمكن لهذه الطريقة أن تلهمكم وتساعدكم في تربية طفلكم بطريقة جيدة وتطوير علاقتكم معه.

اترك رد