مراحل تطور اللغة والمهارات الحركية عند الطفل من عمر 3 إلى 5 سنوات

0
تطور اللغة والمهارات الحركية

ينجح الطفل في هذا العمر، بتركيب جملٍ صغيرة. ومع الوقت، سوف يضيف إليها عدداً أكبر من الكلماتٍ، وستصبح هذه الجمل أكثر اكتمالاً. يمكننا أن نلاحظ أنّه فهم مبادىء تركيب الجمله الأساسية، من خلال الأخطاء التي يرتكبها. على سبيل المثال، حتّى لو أخطأ عندما قال “نأكل نحن” بدلاً من “نحن نأكل”، فقد فهم أنّه، بشكلٍ عام، هذه هي طريقة إعراب الأفعال في صيغة الجمع.

  • مع عمر ال3 سنوات
    يصبح تركيب الجملة فعل- فاعل- مفعول به- واضحاً وكذلك استخدام كلمة “أنا” في الجمل. في هذا العمر ينبهر الطفل بالقصص كما أنّ لديه ما يُفضّله منها. أصبح على يقينٍ بمفهوم الوقت (البارحة، اليوم، غداً) وبدأ يطرح الأسئلة، أحياناً لمجرّد متعة طرحها. يبدأ أيضاً بسرد ما فعله وما رآه.
  • مع عمر 4 سنوات
    إنّه عمر سؤال “لماذا” بالإضافة إلى غيره من الأسئلة. أصبح الطفل الآن يستطيع التمييز بين أوقات النهار المختلفة: الصباح، الظهر وبعد الظهر، المساء والليل. وهو يستخدم حروف الجرّ أكثر.
  • مع عمر ال5 سنوات
    يصبح الطفل متمكّناً من اللغة بطلاقة ويستطيع التعبير. محادثته تحتوي على إضافاتٍ أكثر، كما أصبح ما يسرده له صلة أكبر بسياق الكلام. ممّا يعني أنّه استوعب إمكانية اختلاف رؤيته للأمور عن رؤية الآخرين.
    إليكم مثلاً سيوضّح مكان استخدام الكلمات مع تطوّر الطفل. تعطي الأم طفلها حذاءً جديداً. إذا اتصل أحدٌ ما لاحقاً بهذا الطفل هاتفياً ليسأله ما الذي اشترته له أمّه، يمكن للطفل أن يستجيب عن طريق نوعين من ردّات الفعل تختلفان باختلاف عمره: في عمر الثالثة، يحاول جميع الأطفال إظهار الحذاء للمتصل عبر الهاتف، ولكن في عمر الرابعة، جميعهم أو معظمهم يستخدمون الكلمات بدلاً من عرض الشيء.
فوائد اللعب الحرّ

من عمر 3 إلى 5 سنوات، تزداد ألعاب الأطفال تعقيداً. لذا، يأخذ اللعب الحرّ بعداً آخر، بما أنّه يتيح أمام الطفل إمكانيّة الإستكشاف، وتطوير فضوله، ويجعله أكثر إلفة مع إيجاد الحلول للمشكلات. يمكن للطفل الآن، في محيطٍ آمن مليء بالدفء ومع دعم أحد البالغين، أن يُخطط لنشاطاته، أن يتصرّف بحسب رغباته وأن يفكّر بعد ذلك بالنشاط الذي انتهى من القيام به.

.freepik.com
يتعلّم الطفل، مع هذه القدرة الجديدة على التخطيط للّعبة، أن ينوي النيّة لكي يحقّق شيئاً محدّداً.

لذا، يركّز ويتخيّل ما يرغب بفعله. يستخدم إذاً عمليّات تفكيرٍ معقّدة ككبح المشاعر، الذي يسمح له بأن يتحكّم بتصرّفاته ومشاعره، أو المرونة العقليّة، التي تساعده على الإنخراط في نشاطاتٍ مختلفة. فهذا ما سيسمح له بالتعامل مع ألعابٍ أكثر تعقيداً ونضجاً.

بمجرّد اختياره للعبة أو النشاط الذي يثير اهتمامه، يبدأ بالتصرّف وفقاً لذلك. يتعلّم حينها كيف يصبح منظّماً وكيف يستكشف محيطه. وخلال هذه العمليّة، ربّما يقرّر التعديل في اللعبة التي اختارها في البداية أو التخلّي عنها. ستجبره هذه القرارات على التعامل مع الأطفال الآخرين، ومع البالغين. في بعض الأحيان، عليه أن يتفاوض مع الآخرين، ويراقب عواقب اختياراته. من المهمّ مرافقة الطفل في هذه المرحلة لتشجيعه على التفكير أكثر.

أخيراً، ومع انتهاء اللعبة، يمكن للطفل الذي يتراوح عمره بين 3 و 5 سنوات أن يفكّر بما قد حدث منذ قليل. ربّما سوف يتساءل إذا أعجبته اللعبة، وهذا سينشّط ذاكرته. يمكن للشخص البالغ أن يساعد الطفل على التفكير بشكلٍ أعمق لكي يدفعه قُدُماً في تطوّره. يمكنه أيضاً أن يصل بين ما كان يتوقّعه وما حدث بالفعل. ستمكّنه هذه الطريقة في التفكير من فهم تصرّفاته أكثر وفهم تأثيرها على محيطه وعلى الآخرين. بالتالي، سيضع جانباً، طرقاً معيّنة قد نفّذ بها بعض الأشياء، لعلّه يستخدمها لاحقاً في سياقاتٍ مختلفة.

تطوّر الرسم

يتزايد تعقيد رسومات الأطفال في الثالثة من عمرهم. ولكن في المقابل، يبقى اختيار الألوان عشوائيّاً. من عمر 4 إلى 6 سنوات، تزداد مرونة الطفل، وتصبح رسوماته تدريجيّاً أكثر واقعيّة وتحتوي على تفاصيلٍ أكثر. يرسم أولى أشكاله الهندسيّة عن طريق الصدفة. من ثمّ، شيئاً فشيئاً، يعيد رسمها عن قصد.
مع وصوله إلى سنّ الخامسة، يدخل الطفل في مرحلة ما قبل الرسم المشهديّ. حيث يحبّ أن يُعيد رسم أشكالٍ أو أنماطٍ معيّنة، عادة ما تكون مألوفة لديه. غالباً ما تظهر هذه الأشكال مبعثرة على الصفحة وتكون شفّافة. يرسم الطفل العناصر التي تهمّه أكثر بحجمٍ أكبر، ويختار الألوان بحسب عاطفته. إذاً، لا تمثّل رسومات الطفل الواقع، ولكنّها تقترب منه تدريجيّاً.

اترك رد