كيف تؤثر الخلافات بين الأزواج في الأطفال؟ وكيف على الأهل الاختلاف بشكل جيد غير مؤذ؟

0

الخلافات بين الأزواج:
ننام على شجار ونستيقظ على شجار .. هذا للأسف حالي مع زوجي.. أعرف من الطبيعي أن تقع الخلافات بين الأزواج ولكن خلافاتي مع زوجي بدأت تصبح يومية وكثيرة والمشكلة الأكبر أن أطفالنا يسمعون أصواتنا ونحن نتشاجر ومع أنني وزوجي نعرف أن ما نفعله يؤذي أطفالنا إلا أننا حين نفقد أعصابنا ونغضب ننسى كل شيء حتى أطفالنا.. البارحة بعد شجار وصل به صوتنا لسابع سماء دخلت بعدما هدأ الوضع قليلاً لأتفقد أطفالي النائمين.. اقتربت من طفلتي الصغيرة لأغطيها فرأيت الدمع ينهمر من عينيها مع أنها مغمضة العينين.. علمت أنها غير نائمة وأنها تتظاهر بذلك.. فاقتربت وطبعت قبلة على وجنتيها وقلت لها:” أعرف أنك مستيقظة” فتحت عينيها وجلست ثم ضمتني إلى صدرها وقالت لي:” أرجوك لا تذهبي.. أنا سأكون عاقلة ولن أعذبك أبداً” .. هنا فقدت أنا أعصابي وانهرت وترقرق الدمع ثم انهمر غزيراً.. يا إلهي كم أؤذي أنا وزوجي أطفالي بشجاراتنا .. في هذه اللحظة بالذات بكيت وأنا أفكر أي تأثير سيتركه ما نفعله كأهل بأطفالنا ؟

في مقالتنا اليوم سنتحدث انطلاقاً من قصة هذه الأم للحديث عما ستفعله شجارات الأهل على أطفالهم في المستقبل

انعدام الأمن العاطفي.

وجدت الأبحاث أنه عندما يكون الوالدان في زواج غير سعيد ، فإن الصراع يهدد سعادة الطفل الاجتماعية والعاطفية الناتجة عن شعورهم بأن الامان داخل الأسرة مهدد. وهذا بدوره ينبئ ببدء المشكلات النفسية خلال فترة المراهقة ، ومن ذلك الاكتئاب والقلق.

النزاعات الكلامية وغير الكلامية تسبب ردود فعل مماثلة.

في دراسة أجريت في جامعة نوتردام ، تبين أن الأطفال يستجيبون بشكل مشابه لكل شكل من أشكال النزاعات سواء كانت نزاعات كلامية ام غير كلامية . فالصراخ وإطلاق النعوت والنكاية اللفظية يشبه من حيث تأثيره السلبي على الطفل النزاعات غير الكلامية التي تأتي على شكل تنهدات ثقيلة وتدوير العينين امتعاضاً وتوجيه أصابع الاتهام.

ازدياد احتمال طلاق الأبناء عندما يكبرون .

توصلت الأبحاث إلى أن أعلى معدلات الطلاق تحدث للأبناء الذين تطلّق آباؤهم بعد زواج شديد الصراع.

اما ثاني أعلى معدل للطلاق عند الابناء فكان لأولئك الذين ظل آباؤهم معًا ولكن كانت لديهم خلافات زوجية عالية.

مهارات شخصية متدنية

عندما يكون هناك توتر مستمر ونزاع عالق بين الوالدين ، لن يكون لدى الطفل الا حداً أدنى من الطرق الفاعلة لحل النزاعات . الخلافات جزء من الحياة وأول مكان يتعلم فيه الأطفال كيفية التعامل معها هو المنزل ، وذلك من خلال مشاهدة اهلهم وتقليدهم . إذا كان لدى الاهل قدرة متدنية على حل نزاعاتهم فالاطفال بطبيعة الحال ستكون قدرتهم على تعلم مهارات العلاقات الناجحة محدودة ومتدنية.

https://stock.adobe.com/
حتى لو كان الزواج غير سعيد: كيف نختلفان بشكل جيد غير مؤذ؟

الخلافات هي حقيقة من حقائق الحياة. لو اختلفنا بطريقة جيدة لوفرنا للطفل المجال لإحراز بعض المهارات الحياتية القيمة التي ستبقى معه طوال حياته. إليك الطريقة:

  • لا تقاتلوا بطريقة قذرة. قللوا العداء ولا تقاتلوا بقذارة. لا نعوت سلبية ، أو صراخ ، أو هجوم شخصي ، أو تدوير العينين أو قطيعة كلامية .. إذا كانت المعركة القذرة هي كل ما في داخلك ، فما عليك سوى إبعادها عن الأطفال.
  • حلوا الخلاف ودعوا أطفالكم يعرفون أنكم تصالحتم (سيكونون قادرين على معرفة ما إذا كنتم تتظاهرون بذلك ).

تأكد من جعل الاطفال يعرفون أنكم تصالحتم وحللتم النزاع. فالابحاث أظهرت ان الخلافات الزوجية تضر بهم بشكل خاص إذا اعتقدوا ان الخلاف ما زال عالقاً. .. دعهم يعرفون أنك وزوجك سامحتما بعضكما البعض وتصالحتما. من المهم أن تفعل ذلك باحترام ودفء. الأطفال أذكى مما نتصور فإذا كنت تتظاهر بأنكما تصالحتما فسيعرفون ذلك على الفور.

ابقوا تأثيرات النزاعات بعيداً عن الأطفال

تعمد ابقاء آثار الصدام الزوجي عليك منفصلة عن علاقاتك مع أطفالك.

الصراع يؤثر حتى على اعتى الناس. سيؤدي الزواج غير السعيد إلى استنزاف طاقتك ولكن من المهم أن تظل صبورًا وحساسًا ومتوافقاً مع أطفالك. افعل كل ما بوسعك للتأكد من أن أطفالك يشعرون أنه لا يزال لديك ما يكفي من الطاقة لهم.

  • حاول ألا تجعل اطفالك يلومون أنفسهم على الخلافات التي تقع بينكما

يلوم الأطفال أنفسهم على الخلافات التي تقع بين الاهل . دعهم يعرفون أن الكبار أحيانًا يصبحون غريبي الأطوار مع بعضهم البعض وأنه لا علاقة لهم بما يجري على الإطلاق. دعهم يعرفون أنهم السبب الأكبر الذي يدفعكما كأهل الى ان تحبا بعضكما او تهتما ببعضكما وأنهم بغض النظر عن أي شيء ، ليسوا ابداً السبب وراء الشجارات بينكما .الاطفال يلومون أنفسهم سواء اكان الشجار يدور حولهم ام لا يدور .. هذا هو الحال عادة. اذا كان الشجار بينكما يدور حول شيء يتعلق بهم فافعل ما بوسعك لإبعادهم عنه او على الاقل ابذل ما بوسعك لتحل المشكلة.

ليست كل الخلافات الزوجية غير صحية. من المهم للأطفال أن يتعلموا كيفية إدارة النزاع بشكل فعال ، وإحدى أفضل الطرق لتحقيق ذلك هي أن يروا اهلهم يفعلون ذلك : ؛”الاهل يحبون بعضهم البعض من خلال الصدامات”. الشجار الذي تتم معالجته باحترام وبدفء وتعاطف يترك تأثيراً إيجابياً على الأطفال ويزودهم بأدوات قيمة لحياتهم.

قد يزدهر وينجح لأطفال الذين تطلّق اهلهم بمقدار نجاح العائلات التي لم يمس فيها الزواج بسوء.

لا أحد غيرك يمكنه أن يقرر ما إذا كان من الأفضل البقاء معًا أو الانفصال. ولكن ما نعرفه من البحث هو أنه إذا بقيتما معًا ، فمن الأهمية بمكان تقليل الصراع ، خاصة أمام الأطفال. التوتر المستمر والجدال يمكن أن يضرهما أكثر من الطلاق.

لم ألتق مطلقًا بأهل يلجؤون الى الطلاق إلا كخيار أخير ولكنه احياناً قد يكون خياراً لا سيما اذا كان الصراع بين الاهل شديداً

إظهار الاحترام لعلاقتك لا يعني دائمًا البقاء. إذا كنت قد كافحت لإبقائها سليمة وظلت تنحدر نحو الانهيار فقد يكون احترام العلاقة هو إنهاؤها بدل تركها تموت موتاً بطيئاً. بإمكان الزوجين المعنيين فقط اتخاذ القرار وليس مسموحاً لاحد آخر من الناس إطلاق الاحكام.

تختلف كل عائلة عن الاخرى ولكن هناك أسباب شائعة تؤدي إلى تفكك العلاقات.

هناك فرق كبير بين الاستسلام ومعرفة متى تبتعد. لا يعني قرار الطلاق بأي شكل من الأشكال أنك فشلت أو أن العلاقة لم تكن مهمة أو صحيحة أو رائعة حين كانت في ذروتها . ما يعنيه هو ان صلاحيتها انتهت وانه لم يعد لديكما ما يقدمه الواحد للآخر. فكر مليًا قبل أن تقررا البقاء معًا من أجل الأطفال ، فقد يكون السبب هو أنك تحتاج إلى اتخاذ قرار مفجع وشجاع بالابتعاد.

يتوقف تعامل الأطفال مع الطلاق على طريقة تعامل الأهل معه.

اترك رد