هل يعاني ابنك الصبي من قلة التركيز ونقص الانتباه؟ (الأسباب والحلول)

0

نقص الانتباه:
في عصر التكنولوجيا الرقمية والتواصل عبر الانترنت والصور المتطورة، قد تبدو الكتب قديمة الطراز وحتى غير ضرورية. إلا أن القراءة والكتابة والمهارات اللغوية الأخرى حيوية للنجاح في المدرسة وفي العمل والمهنة لاحقاً. ثمة سبب آخر ممتاز للقراءة مع ابنك، سبب لعلك لم تفكري فيه: الأمر مسلٍ.

اضطراب نقص الانتباه

إذا أمضيت بعض الوقت مع الصبيان فأنت تعلمين إذن أنهم يمكن أن يكونوا أحياناً منشغلين ومندفعين ومتهورين وسريعي الالتهاء. وبعد ساعة من استيقاظهم وخروجهم من السرير، ستجدين على الأرجح كافة ألعابهم على أرضية غرفة الجلوس فيما هم يبحثون عن شيء جديد يقومون به. وهم لا يستمعون وهذا ما يخيف الأهل، ويتململون ويتلوون غير قادرين على الجلوس لحين انتهاء برنامج الرسوم المتحركة. وعندما يصلون إلى المدرسة، يكون مفهوم الوقوف في الصف واتباع الارشادات والقيام بعمل واحد في كل مرة مسألة لا تطاق. لكن هل يعني هذا أن ثمة خطب ما؟

وباء نقص الانتباه

لا بد أنك تعرفين شخصاً يعاني من اضطراب نقص الانتباه أو تم تشخيص إصابة ابنه بذلك. ولعلك تعانين منه أنت شخصياً. لكن هل كنت تعلمين أن هذه الحالة تشخّص لدى الصبيان تسع مرات أكثر من الفتيات؟ تشير المعاهد الوطنية للصحة العقلية إلى أن ما بين 3 و5% من أطفال المدارس في أميركا يعانون من وباء نقص الانتباه، أيّ حوالى 2 مليون منهم. يتناول مليون صبي أدوية لمعالجة هذه المشكلة.

معلومة ضرورية

ما من اختبار طبي لاضطراب نقص الانتباه، فالتشخيص يستند إلى المراقبة وإلى تحديد عدد من الأعراض المهمة. وحده الشخص المختص، كالطبيب أو الطبيب النفسي أو المعالج المتدرب، يمكنه أن يشخّص هذا الاضطراب بدقة. بعد التشخيص، يمكنك أن تتخذي القرار بشأن خيارات العلاج التي لا تتضمن الدواء دوماً.

إن اضطراب نقص الانتباه هو اضطراب حقيقي قد يحصل مع أو من دون نشاط مفرط، وهو يترك أثراً جدياً على الأطفال الذين يعانون منه. يحدد الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن جمعية الطب النفسي الأميركية (الدليل الذي يستخدمه أهل الاختصاص لتشخيص المشاكل العقلية والعاطفية) اضطراب نقص الانتباه على أنه مزيج من عدم الانتباه والتهور، مع أو من دون نشاط مفرط. غالباً ما يكون الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب غير منظمين؛ وهم يجدون صعوبة في تسليم فروضهم المنزلية، ويسيئون غالباً فهم الواجبات المطلوبة منهم كما أنهم مهملون ولا يستطيعون إنهاء عملهم في الوقت المناسب.

وغالباً ما يتصرفون من دون أن يفكروا ملياً وقد يبدو أنهم يتمتعون بطاقة جسدية لا حدود لها ما يمكن أن يظهر على شكل هزّ الساقين أثناء الجلوس وعدم القدرة على البقاء ثابتين في مكان واحد (إلا إذا كانوا يقومون بعمل يستمتعون به حقاً). قبل أن تقرري أن هذه الأعراض مطابقة لحال ابنك وتسارعي لاستشارة الطبيب، اقرئي ملياً ما تبقى من التعريف.

هل السلوك يسبب مشاكل؟

لا يتم تشخيص اضطراب نقص الانتباه عند الطفل إلا إذا تسببت هذه الأعراض بمشاكل فعلية لأكثر من ستة أشهر. لا بد لعدم قدرة الصبي على التركيز والانتباه، وتململه وسلوكه المتحدي أحياناً، أن يوقعه في المشاكل في المدرسة أو المنزل أو مع أصدقائه. إذا لم يقع في أيّ مشاكل فهو لا يعاني من اضطراب نقص الانتباه.

ومن المهم أيضاً أن تدركوا أن الحزن أو القلق أو الاكتئاب أو غيرها من المشاكل يمكن أن تتسبب بأعراض مشابهة لأعراض اضطراب نقص الانتباه عند الأطفال ولا يمكن إجراء تشخيص دقيق إلا عندما يصبح الطفل في السادسة من عمره تقريباً (كما أن معظم الأدوية لا تُعطى إلا لأولاد تجاوزوا سن السادسة).

ومما لا شك فيه ان الصعوبات التي يواجهها الصبيان النشيطون والطبيعيون في صفوف الدراسة التقليدية يمكن أن تؤدي إلى تشخيص اضطراب نقص الانتباه لديهم. يمكن لنمو الصبي الطبيعي خلال سنوات حياته الأولى أن يبدو مشابهاً كثيراً لأعراض هذا الاضطراب لكن هذا لا يعني وجود خطب ما. إن الأساتذة ذوي النوايا الحسنة ومستشارو المدارس وأفراد فرق عمل الحضانات غير مؤهلين لتشخيص هذا الاضطراب. احرصي على أن تتحدثي إلى شخص مؤهل ومدرب إذا ما ساورك القلق.

إذا تأكدت: جدي العلاج

إذا كان ابنك يعاني من اضطراب نقص الانتباه، سيجعل التشخيص والعلاج حياته أسهل في البيت وفي المدرسة ويسمح له بأن يركز على عمله وبأن يقيم علاقات متينة وأن يشعر بالانتماء في الصف. قد يتضمن العلاج بعض الأدوية لكن خذي وقتك وفكري ملياً قبل اتخاذ هذا القرار. فالتدريب على المهارات الاجتماعية ومهارات الحياة أو الجلسات مع معالج جيد تكون كافية للعديد من الصبيان.

يمكن للأهل أن يساعدوا أيضاً. فكري في الانضمام إلى واحدة من مجموعات الدعم الكثيرة للأهل الذين لديهم أولاد يعانون من هذا الاضطراب كما يمكنك أن تتابعي دروساً في التربية لتحسين قدراتك التربوية. قد يفيدك أن تعلمي أن التأديب اللطيف والحازم والتنظيم يساعدان هؤلاء الأطفال كثيراً. يمكنك أن تساعدي ابنك على ايجاد روتين يومي كي يمر يومه بسهولة (يشكّل الاستيقاظ، الذهاب إلى المدرسة، الفروض وروتين موعد النوم نقاط انطلاق جيدة)، كما يمكنك أن تساعديه على ايجاد طريقة لتنظيم كتبه المدرسية وواجباته وتقسيم المهام إلى خطوات صغيرة يسهل التحكّم فيها أكثر.

تذكّري أن اضطراب نقص الانتباه لا علاقة له بقلب الصبي أو روحه أو ذكاءه. إنه الابن الذي لطالما كان عليه ويمكنكما معاً أن تجدا سبلاً للتعامل مع التحديات التي تواجهانها.

اترك رد