الأطفال العدوانيون هم أطفال مدللون جداً (1)

0

الأطفال العدوانيون:
نحن في طور خلق نظام نرجسي تماماً: الهدف منه هو امتلاك القوة والسلطة. بغض النظر عن الطريقة التي حصلنا عبرها على هذه القوة!

الحقيقة هي أن العنف بين الرفاق في المدرسة أصبح موجوداً بكثرة، سواء كان السبب أنه أصبح أكثر ظهوراً بشكل واضح أو كان فعلاً في ازدياد. لكن حذار! لا يمكننا أن نخفي كل شيء في خانة “سوء معاملة الأطفال في المدرسة”.

في الواقع، لا يمكن أن يعود كل شيء إلى العنف. لا يمكننا التحدث عن وجود عنف إذا جرح أحدهم الآخر دون قصد. كي تكون الحالة حالة عنف، يجب أن تستجيب أولاً للعديد من المعايير.

فالعنف هو فعل عدواني يسبب الأذى ويتضمن التخويف أو التهديد. يجب أن يكون عن قصد وعن وعي تام ومتكرر لفترة طويلة من الزمن إلى حد ما.

إن لم يكن الأمر كذلك، وإن كان الحدث قد تم لمرة أو مرتين فقط، فذلك لا يدل على وجود عنف. وإلا فإن جميع الأطفال قد مارسوا العنف يوماً ما أو تعرضوا له.

يمكن أن يكون هذا العنف جسدياً – جذب، دفع/ ضرب/ أو حتى استخدام أسلحة… كما أنه قد يكون عنفاً لفظياً وغالباً ما يكون كذلك. لا يجب أن يتم التقليل من خطورة العنف اللفظي، إذا تم تهديد أحدهم بشكل مستمر، أو إذا تم الاستهزاء به والسخرية منه باستمرار، أو إذا كان هناك من يقول له كلمات شريرة تؤثر عليه بشكل سلبي… إن هذا أمر من الصعب جداً على طفل أن يتحمله!

هل العنف اللفظي أكثر تدميراً من العنف الجسدي؟

غالباً ما يكون هناك جمع بين العنف الجسدي والعنف اللفظي. كما أن هناك نوع خاص من العنف. إنه العنف الاجتماعي الذي يتم ممارسته بشكل أكبر من قِبَل الفتيات.

في هذا النوع من العنف ليس عليكم حتى إهانة الشخص الآخر. يكفي أن تقوموا بعزله ومقاطعته.

على سبيل المثال، يمكن لإحدى الزميلات في الصف أن تقول للأخرى: لا تتسكعي معها. إذا استمريتِ بمصادقتها لن نبقى أصدقاء بعد اليوم!

premium freepik license
إنه أمر مخيف للغاية.

الاطفال، وخاصة في سن البلوغ والمراهقة، يهتمون بأقرانهم ويتأثرون بهم. في هذه المرحلة من العمر لا يكون للأهل نفس الأهمية. تخيلوا مدى تأثير هذا العزل أو النبذ، حين يتم رفضكم أو حتى الاستهزاء بكم.

أخيراً، أصبح العنف الرقمي عبر وسائل التواصل الإجتماعي اليوم رائجاً للغاية.

هناك عنف اجتماعي واضح يهدف إلى استغلال شخص ما.

إنها الإشاعات الكاذبة، القصص القبيحة التي تُروى…

تبقى الأدلة والإثباتات

على عكس ما يحدث في مكان ما بين أربعة جدران، في هذه الحالة يتعرض الشخص للإهانة بشكل علني ويمكنكم القيام بذلك على مدار 24 ساعة في اليوم. وتصبح المشكلة هنا أكثر خطورة شيئاً فشيئاً، إذا تم خلق ملفات تعريف مزيفة لهذا الشخص.

في الواقع يتوفر لدى الجناة في هذا الوضع العديد من “الأدوات” لارتكاب العنف.

لذلك عندما يتعلق الأمر بالعنف الرقمي، يمكن للجاني أن يتخفى ويبقى مجهول الهوية، لأنه من الغباء في هذه الحالة أن يظهر باسمه الحقيقي. هذه مشكلة خطيرة بشكل خاص في مكافحة هذا النوع من العنف.

اترك رد