كيف نستخدم القصص لمعالجة مشاكل أطفالنا وسلوكياتهم

0

مشاكل أطفالنا وسلوكياتهم:
اعتدتُ أن أروي قصة لصغيرتي التي تبلغ من العمر 4 سنوات قبل أن تخلد إلى النوم. وكنتُ دائماً أستخدم القصة كوسيلة للتعرف عما تفكر فيه أميرتي، ولمعالجة إحدى المشاكل السلوكية أو المواقف التي تطرأ خلال اليوم.

غالباً ما تنجح الطريقة غير المباشرة أكثر، خاصة أن بعض الأطفال يمنعهم عنادهم وكبرياؤهم من التنازل أو حتى الإصغاء إلى وجهة نظر الأشخاص البالغين عندما يمرون بنوبة غضب أو خيبة أو مشاعر غيرة على سبيل المثال.

معالجة سلوك الغضب عبر قصة الأرنب الغاضب

هي قصة عن أرنب بعبر عن أسباب شعوره بالغضب، وعن طريقة تفكيره حين يغضب، وكيف يجب أن يتصرف كي يهدأ دون أن يؤذي أحداً بتصرفاته أو كلماته.

أنهيتُ القصة بغض النظر عن التفاصيل، ودار بيننا هذا الحوار اللطيف:
  • الآن دور أميرتي، أخبريني لماذا تشعر أميرة بالغضب أحياناً؟
  • أنا أغضب حين تأخذ أختي نايا ألعابي، وحين يصرخ بابا في وجهي كثيراً.
  • حسناً وكيف يجب أن نتصرف حين نغضب؟
  • يجب أن أفعل كأرنوب (وأخذت تقلده وتأخذ نفساً عميقاً؛ شهيق وزفير).
  • حسناً وما الذي يجعلكِ تشعرين بالسعادة والهدوء مجدداً.
  • أنا أصبح سعيدة حين أجلس في حضن ماما وأخبرها أنني حزينة فتغمرني وتخبئني في قلبها.
معالجة سلوك الغيرة

رويتُ لها قصة عن طفلة اسمها نور تضرب أختها الصغرى ريم، تماماً كما كانت تفعل. وتوقفتُ في وسط القصة وسألتُها “برأيكِ ما الذي يجعل نور تضرب أختها يا تُرى؟”. فأجابت “لأن أختها تلعب مع ماما وبابا كثيراً، ونور تبقى وحيدةً”.
ثم أخبرتُها أن هذه الطفلة الصغيرة تحتاج إلى الاهتمام، لأنها لا تعرف كيف تتناول الطعام بمفردها وكيف تدخل إلى الحمام وأنها تشعر بالخوف حين تبقى بمفردها في السرير. وأن نور حين كانت صغيرة كانت تحتاج إلى نفس القدر من الاهتمام، وأن الصغيرة ريم تحب نور كثيراً وتضحك حين تراها وتحزن حين تذهب نور إلى المدرسة، لكنها لا تستطيع أن تقول ذلك لأنها لا تعرف كيف تتكلم. ثم أخبرتها كيف أصبحت علاقة الأختين ممتازة عندما تقربت نور من ريم وأصبحت تهتم بها وتلعب معها وأصبحتا صديقتين.

معالجة مشكلة الخوف قبل النوم

كانت تطلب مني أن أبقى بالقرب منها مساءً لأنها تخاف من الوحش الذي يختبئ في الخزانة أو تحت السرير. وأحياناً كانت تستيقظ وتركض نحوي في منصف الليل خائفةً وهي تبكي. حاولتُ كثيراً أن أزيل من رأسها فكرة وجود وحش لكن دون جدوى. فقررتُ أن أغيّر صورتها عن الوحش عبر قصة.
أخبرتها عن قصة الفتاة التي كانت تخاف من الوحش، وتظن أنه شرير. لكن هذا الوحش كان لطيفاً جداً ويحب الأطفال ويضحك ولا يحب أن يخيفهم.

نجحت الفكرة وعلى مدى ليلتين نامت دون أن تستيقظ وتركض إلى غرفتي باكيةً. وفي صباح أحد الأيام استيقظت وتقدمت نحوي وأخبرتني أنها رأت الوحش، لكنها لم تكن خائفة هذه المرة، فالوحش لم يحاول أن يخيفها بل كان يبتسم لأنه يحب الأولاد.

معالجة مشكلة التنمر والرفض

ذات يوم رفض أطفال أقاربنا أن يلعبوا معها. فشعرت بالكثير من الخيبة والحزن. اصطحبتها إلى المنزل وتحدثنا في الطريق عن قصة طفلة الزهرة التي كانت تنمو في حديقة كبيرة بمفردها، لكن كونها بمفردها لا يعني أنها ليست جميلة أو مميزة. وأخبرتها أن الجميع يعترفون بأنها أجمل ما في الحديقة على الرغم من أنها غير محاطة بزهور مثلها… فهمت ما أقصد وسألتني ببراءة “إذاً الزهرة ليس لديها أصدقاء مثل أميرة؟” ثم نظرت إلي وسألت بشكل مباشر “لِمَ لا يريدون أن يلعبوا معي يا أمي؟”.

فأخبرتها أن في الحياة قد يحبنا بعض الناس، وقد لا يحبنا البعض الآخر. ولا بأس بذلك. يمكننا أن نكتفي بمَن يحبوننا كثيراً مثل ابنة خالتها وأصدقائها في المدرسة والمعلمة وعائلتها.
سماح خليفة

اترك رد