كيف تعلمون صبيانكم المراهقين مواجهة الحياة والتخفيف من الغضب والالتزام بقواعد العائلة؟

0

صبيانكم المراهقين :
يبدو العالم واسعاً ومخيفاً أكثر عندما يكون ابنك مراهقاً. يتذكّر معظم الأهل اللحظة التي أمسك فيها الابن البالغ من العمر ستة عشر عاماً مفاتيح السيارة للمرة الأولى وابتسم وهو يخرج من الباب. تدركين عندها فجأة أنك لا تستطيعين التحكّم بابنك أو حمايته أو إبعاده عن المشاكل.

من الطبيعي أن يقلق الأهل أثناء المراهقة، فالمخاطر كبيرة فيما الابن يبتعد عنهم أكثر فأكثر.. وتلوح المرحلة الجامعية في الأفق: هل ستكون علامات ابنك جيدة بما يكفي؟ إذا لم يرغب في أن يكمل دراسته الجامعية، فما الذي سيفعله؟ وماذا عن ثورات الغضب وفترات الصمت الطويلة وعدم الاحترام في سلوكه مع الراشدين؟

تعليم دروس الحياة

بدلاً من التركيز على التحكّم بخيارات ابنك وسلوكه (وهو أمر مستحيل على أيّ حال)، فكري ملياً في ما تريدين لابنك أن يفكر فيه وأن يشعر به وأن يقرره بشأن نفسه وبشأنك وبشأن العالم من حوله. كلما برزت مسألة جديدة، استعيني بدروس الحياة هذه كوسيلة لوضع حدود له وعقد اتفاقات معه.

إن العظات والأوامر لا تنفع عادة مع المراهقين الذين يبرعون في استخدام الكلمات لإثارة صراع على السلطة. فكّري في استخدام الأفعال بدلاً من الكلمات لئلا تخوضي نقاشاً جديداً مع ابنك. إن الإشارات غير الكلامية، كالنظر إلى ساعتك أو الابتسام من دون أن تتكلمي، فعّالة مع المراهقين أكثر من المحاضرات والعظات الطويلة.

إن تطلعاتك وقيَمك لا تتطابق حكماً مع تطلعات وقيَم غيرك من الأهل. ما يهم هو أن تعرفي ابنك جيداً وأن تفهمي تماماً ما يحتاج إلى تعلّمه ليصبح شخصاً راشداً قادراً ومسؤولاً. إليك بعض الأفكار بشأن المسائل العامة التي ستواجهينها مع ابنك قريباً:

الأهل الصارمين
adobe
موعد العودة إلى المنزل

ما من وقت وحيد مناسب ليعود ابنك إلى البيت. اجلسا معاً عندما تكونان هادئين وتحدثا عن مشاريعه وتوقعاتك. كم يبلغ عمر ابنك؟ هل من وقت قانوني محدد لعودة المراهق إلى المنزل في مجتمعك؟ هل تعرفين أصدقاءه جيداً؟

أصبح من السهل على المراهقين ان يكذبوا بشأن أماكن تواجدهم بفضل الهواتف الخلوية؛ اعلمي أنك لن تتمكني أبداً من التحكّم بمكان تواجد ابنك المراهق، سواء أعجبك ذلك أم لم يعجبك. يمكنك في الواقع أن تطلعيه على مخاوفك وأن تتفقا معاً على موعد معقول للعودة إلى المنزل. عليكما أيضاً أن تقررا مسبقاً ما سيحصل في حال لم يعد إلى المنزل في الوقت المحدد. احرصي على أن تكوني مستعدة للالتزام بالشروط قبل أن تضعا اللمسات الأخيرة على الاتفاق.

القيادة

يُسمح للمراهق بأن يحصل على رخصة سوق وأن يقود السيارة وحده بعد أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره. لكن من الحكمة أن تتفقي مع ابنك على السيارة التي يمكن أن يقودها، ومن سيدفع التأمين وبدل الوقود أو التصليحات وما الذي سيحصل إذا ما حصل على مخالفة. وهل يُسمح له باصطحاب الأصدقاء معه في السيارة؟ وهل يحق له أن يقود بعد حلول الظلام؟ دوِّني الاتفاقية خطياً واجعلي ابنك يوقّع عليها. ستحتاجين إلى العودة إليها أكثر من مرة فيما هو يسعى لإتقان هذه المهارة الخاصة بالراشدين.

شخصيتهم ومهاراتهم
ado
المواعدة

يبدأ معظم صبيانكم المراهقين المواعدة عبر الخروج ضمن مجموعة من الأصدقاء لكن ابنك سيرغب في مرحلة ما في أن يقضي وقته مع صديقة محددة. وهنا أيضاً، سيستحيل عليك أن تتحكمي في خيارات ابنك وفي سلوكه لحظة بلحظة. بدلاً من ذلك، تحدثي إلى ابنك باحترام بشأن قيمك الخاصة في ما يتعلق بالحب والحب والعلاقات. قد لا يتفق معك لكن من المهم أن تشاركيه آراءك ومعتقداتك في ما يتعلق بالمواعدة. ابذلي قصارى جهدك كي تبقي الرابط الذي يجمعك بابنك قوياً وكي يبقى الحديث إليك ممكناً. لا تتفاجئي (ولا تأخذي المسألة بشكل شخصي) إذا فضّل ابنك أن يناقش مسألة المواعدة مع أبيه أو أيّ رجل آخر مقرّب منه بدلاً من أمه.

تحذير!

إن السلطة مهمة جداً بالنسبة إلى المراهق الذي يعمل بجدٍ على تطوير شخصيته الخاصة. ويجد المراهقون وأهلهم أنفسهم في صراع على السلطة حيث يصر الأهل فيما يقاوم المراهقون. إذا حاول ابنك أن يجرك إلى صراع على السلطة فانسحبي باحترام والتزمي ببنود الاتفاق أو احرصي على أن تهدئي قبل أن تقومي بأيّ رد فعل.

المدرسة

يحرز العديد من الصبيان نتائج جيدة في الصفوف الثانوية في حين أن الكثيرين يفضلون أن يقوموا بشيء آخر غير الجلوس في الصف أو الغوص في الواجبات المدرسية. يمكن للثانوية أن تتحول إلى حلبة صراع على السلطة بين المراهق ووالديه فيما القرارات بشأن المستقبل تلوح في الأفق. من المفيد أن تعرفي مسؤولي الإدارة والمستشارين في مدرسة ابنك وأن تتنبهي لتقدّمه لكن تذكري دوماً أن المدرسة مسؤولية ابنك وليست مسؤوليتك الخاصة. يمتعض معظم صبيانكم المراهقين من أهلهم الذين يبالغون في التدخّل أو في التحكّم بهم، حتى أن البعض يرسب أو يرفض القيام بالواجبات ليثبت للأهل أنهم لا يستطيعون إجباره. من الأفضل أن تجلسي مع ابنك دورياً وتتحدثي إليه بهدوء عن أهدافه وتطلعاته المستقبلية. تذكري أيضاً أن المهارات التنظيمية هي أمر لا بد من أن يتعلّمه وأن يمارسه. قد يثمّن ابنك مساعدتك في تنظيم عمله بحيث تسير الأمور بنعومة في العمل والمدرسة والمهام الأخرى.

اترك رد