كيف تعلمين ابنتك السعادة؟

0

السعادة:
عشت في بيئة فقيرة مليئة بأشياء كثيرة منها الحزن ومنها الفرح منها الضيق ومنها الفرج.. وسط هذه البيئة ترعرعت فتعلمت أن علي، للوصول إلى أهدافي، السعي لتحقيقها ولو بحفر الأرض وصولاً إليها .. ولكنني وسط هذا الكفاح والجهاد نسيت لحظات الفرح والسعادة التي عشتها في طفولتي ومراهقتي وشبابي..

وعندما أنجبت بناتي  بقيت على كفاحي ومارست دور الأم باذلة جهدي لأكون أماً صالحة لهن ولكني نسيت في معمعمة الأمومة أهمية أن نجعل أطفالنا يضحكون ويشعرون بالسعادة.. في أحد الأيام كنت أقرأ كتاباً وإذا بشيء يستوقفني فيه.. شعرت أن الكلمات التي أقرأها توقظني على حقيقة غابت عني .. توقظني على ذكرياتي السعيدة التي طواها النسيان.. نعم هذه مشكلة نعاني منها جميعنا فذكريانتا  السعيدة تختفي وراء ذكرياتنا التعيسة ومع ان هذه الذكريات السعيدة كثيرة في حياتنا إلا أن وهجها يختفي ولا يبقى إلا للحزن والألم مكاناً في حياتنا.. في هذه اللحظات أدركت أنني أبذل جهدي في سبيل تربية بناتي  ولكني أفقد أهم شيء هو أن أعلم بناتي السعادة ..

من الضروري أن تحرصي على أن يكون موقف ابنتك  في الحياة إيجابيّاً. ليس من الطبيعي أن نكون سعداء كل لحظة من كل يوم ـ هناك أحداث مأساوية تحدث في حياة كلّ منا في وقت من الأوقات ـ ولكن ينبغي أن تغرسي في بناتك وأطفالك  شعوراً عميقاً بالتفاؤل. علّميها أنها قد لا تستطيع التحكّم بما يحدث في روضة الأطفال أو مع أصدقائها، لكنّها تستطيع التحكّم بردّ فعلها على ما يحدث.

كوني القدوة في تكوّن مزاج ابنتك

إن التعبير الذي يظهر على وجهك كل يوم ينطبع تلقائياً في ذهن ابنتك وقلبها. وهي في ذلك صورة في المرآة عنك، لذا يجدر بك أن تمحي العبوس عن وجهك وتحاولي قدر ما تستطيعين أن تبتسمي أو تضحكي. قهقهي مع ابنتك، قصّي عليها قصصاً مضحكة، واقرآ معاً كتاب نكات أو أحاجي. إن ما يسعدك أنت يسعدها هي. لذا، كوني مثالاً يُقتدى به من السعادة والفرح قدر ما استطعت وكلّما استطعت واحرصي على أن تتشاركا في مكوِّنات الفرح المهمّة التالية:

القدرة على تخفيف التوتّر والضغط النفسي:

إنَّ توفّر مكان مخصَّص لترتيب كل أغراضها يفيد في ذلك. أمّني لها رفوفاً للكتب وأماكن خزن أخرى تضع فيها ألعابها وأوراقها وأغراضها الضرورية المفضّلة. إن عدم قدرتها مثلاً على إيجاد «غطائها» المفضّل يمكن أن يوتّر الفتاة الصغيرة بدرجة كبيرة. علّميها أيضاً أن تسترخي في ماء المغطس الدافئ، وتلعب بألعاب الحمّام فيما تستمع إلى موسيقى مهدئة تنبعث من غرفة مجاورة.

القدرة على الإصغاء:

من المفيد أن تبدأي بتخصيص وقت للحديث. مساء كل يوم بعد العشاء وقبل أن تخلد ابنتك الصغيرة إلى النوم، اسأليها عن نهارها، ودعيها تتكلّم عن أي شيء تريده. عندما تحجم عن الكلام، اجعليها تفضي بمكنونات قلبها.

الإيمان:

تشكّل روحانيّتك نجماً هادياً بالنسبة لها. لذا عرّفيها إلى دينها، أشركيها في الصلاة والدعاء وحدّثيها عن عقائد الدين، مع الحرص على أن يتكوّن عندها أساس روحي قوي ومتين.

هكذا تجعلين ابنتك سعيدة ومنتجة. وستساعدك هذه العملية جداً أثناء توجيهك إياها إلى المرحلة التالية من نموّها: دخول المدرسة.

اترك رد