ولدي المراهق كسول ومهمل. كيف أستطيع تحفيزه؟

0

التحفيز في المراهقة

لا يخفى على أحد أنّ المراهقين يسعون غالباً وراء لذة فوريّة وزائلة. وهم يفضّلون المدى القصير ولا يأبهون للمدى المتوسط والطويل، ما من شأنه أن يسبب حكماً بعض المشاكل على مستوى التحفيز.

كما يمكن للمراهق أن يخالط بعض رفاق السوء، وأن يتعرّض للاستهزاء والتحقير في محيطه الاجتماعي وأن يعاني من خيبة أمل عاطفيّة…

يمكن للأسباب الخارجيّة أن تكون متعددة ومتنوعة إلا أنها عابرة بشكل عام.

وبما أنّ درهم وقاية خير من قنطار علاج، اطرحوا عليه الأسئلة، أصغوا إليه وراقبوه… قد يحتاج المراهق إلى المساعدة كي يعيد تقويم الأمور وينظر إليها من منظار صحيح.

إذا كان ابنكم المراهق يمرّ بتجربة صعبة ويفتقر إلى الحافز، فحاولوا أن تجدوا معاً النواحي الايجابية للوضع. أظهروا له أنكم متفهمون من دون أن تبالغوا في التدخّل أو أن تلعبوا دور الطبيب النفسيّ، وتحدّثوا إليه بطريقة ذكيّة.

لكن الأسباب الأكثر شيوعاً غالباً ما تكون داخليّة.

لعل سلبيته ناتجة عن شخصيّته فثمة مراهقين أكثر “كسلاً واهمالاً” من سواهم أو لعله ضحيّة خيبات أمل فمن المعروف أنّ المراهقين يميلون إلى المبالغة في ردود أفعالهم. يمكن للخلافات في المنزل أو في المدرسة أن تكون مصدر غياب الطاقة هذا.

مساعدة المراهق على تجاوز مخاوفه

إنّ الأسباب الأكثر شيوعاً التي تحول دون إقدام المراهق على العمل هي الخوف من نظرة الآخرين ورأيهم أو الخوف من الفشل.

مساعدة المراهق على أن يتجاوز مخاوفه هي بالتأكيد أجمل هديّة يمكن أن نقدّمها له. ويسمح لكم هذا ببناء علاقة ثقة معه وبزيادة ارتياحه.

السرّ لتحفيز أيّ مراهق هو أن تجعلوه يكسب شيئاً يثير اهتمامه ويمكن أن ينفعه. في كل مرة تقدّمون له فيها اقتراحاً، ضعوا أنفسكم في مكانه واسألوا أنفسكم: كيف يمكن لهذا أن يثير اهتمامه؟

تعلّموا تحسين التواصل مع المراهق

التواصل الصريح، وكما هو الحال دوماً، هو الخطوة الأولى عندما نريد أن نساعد ابننا المراهق. اصغوا إليه: فهو يحتاج لأن تفهموه. لا تتظاهروا بأنكم مهتمون بما يقوله بل أصغوا إليه فعلياً!

ولعل الأهم هو ألا تطلقوا الأحكام بشأن ما يخبركم به، وألا تنتقدوه وألا تلقوا عليه محاضرة غير مجديّة في الأخلاق فقد ترونه عندها يبتعد عنكم.

يجب أن توجدوا تبادلاً بناءً حيث تظهرون تفهّمكم وتعاطفكم بشكل واضح. بهذه الطريقة، ستساعدونه على تجاوز المعتقدات التي تقيّده، وعلى بناء ثقته بنفسه وتحولون دون تراجع احترامه لذاته وفقدانه للحافز.

إنّ حماية احترام الذات لدى المراهق أمر مهم جداً أيضاً، لأن عدم الثقة في النفس أو قلة الثقة بالنفس يمكن أن تؤدي إلى غياب الحافز.

أعلموه أنه قيّم وأنكم فخورون به وأنكم تثقون به: إنّ تقديركم هو أجمل هدية يمكن أن تقدموها له!

لهذا، لا تتحوّلوا إلى رشاش من اللوم والانتقاد: لا تنتقدوه باستمرار بل قدّروا أيضاً الأعمال التي يقوم بها بشكل حسن. يبدو هذا منطقياً إلا أنّ الكثير من الأهل لا يفعلونه. وإن كنتم من ضمن الأهل الذين ينسون إظهار تقديرهم لأفعال ولدهم المراهق فقد حان الوقت كي تغيّروا أسلوبكم!

ستلاحظون النتائج على الفور: سيبادلكم المراهق الثقة التي تمنحونه إياها ويصبح أكثر استعداداً لأن يتناقش معكم. ومما لا شك فيه أنّ تقدير الأهل يترافق مع دفعة هائلة من الطاقة والحافز!

اترك رد