المكونات الثلاث الأهم لتربية ولدكم المراهق: الاعتدال – التساهل- الصرامة

0

تربية ولدكم المراهق: تعتبر تربية المراهق أمراً فائق الأهمية… أنتم تحبون أولادكم دون أي قيد أو شرط. عندما يبلغون سن المراهقة، لا تستطيعون تقبل كل ما يقوم به أولادكم وأنتم على حق بالتأكيد لأن تقبل كل أفعال الولد ليس الطريقة الأفضل لإظهار حبكم له. أنتم تخشون من أن يصبح طاغية أو أن يعرض نفسه للخطر ولكنكم على دراية كاملة بأن معارضة ما يقوم به أحياناً هو أمر ضروري لتربيته ومساعدته على التطور والازدهار.

ولكن ما الثمن الذي يتوجب عليكم دفعه؟

تتطلب تربية المراهق توازناً صعباً في بعض الأحيان
قد تظنون أنكم الأهالي الوحيدون الذي يمرون بحالات كهذه ويضطرون إلى أن يكافحوا أحياناً وأن يغلقوا الباب في وجه أولادهم وأن ينعزلوا عنهم لبضع أسابيع.
ومع ذلك، أنتم لستم الوحيدين الذين يعانون الأمرّين، هناك أهال كثر يمرون بمثل هذه المواقف لكنهم لا يتحدثون عن الأمر حتى لو كانوا على وشك الانهيار.
من الضروري جداً تحديد “ما هو مقبول وما هو غير مقبول” بين الوالدين. ومن الضروري جداً الموازنة بين الاعتدال والتساهل والصرامة.
لا يعتبر هذا التوازن أمراً ثابتاً بل هو يتغير مع تغير الموقف والحالة الذهنية التي تشعرون بها.

الاعتدال (أثناء النزاع) أو “منح الولد حرية الإختيار”

عند حصول نزاع ما، لا تحاولوا تحدي ولدكم المراهق لأنكم ستشعلون عندها ناراً لا تنطفئ.

إليكم بعض الأمثلة:

  • لا تصرخوا لتطلبوا منه أن ينضم إليكم على مائدة الطعام. اذهبوا إلى غرفته واطلبوا منه الانضمام.
  • عندما تمرون أمام غرفته ويكون الباب مفتوحاً، لا تطلبوا منه ترتيب سريره. نعم، أعرف أن الامتناع عن القيام بذلك هو أمر صعب للغاية.
  • بدلاً من ذلك، قولوا له: “لقد اعتقدت أنك كنت ترغب بتنظيف الطاولة قبل أن أعود”.
  • أخبروه: “أعلم أنك تحب ارتداء هذا السروال كثيراً ولكنك ارتديته لأيام عديدة. هذا السروال يناسبك أيضاً، فلتجربه”.
  • يمكنكم أن تقولوا له:”أرجو أن تخفض صوت الموسيقى قليلاً، لدي مكالمة مهمة يجب أن أجريها”.
التساهل اليومي أو “منح الولد فرصة للتعويض عما قام به”

لا تبالغوا في تهويل بعض المواقف. أكملوا حياتكم بشكل طبيعي عندما تحدث مشكلة ما.
مثلاً:

  • تقبّلوا أنه لن ينضم إليكم إلى مائدة الطعام إلا بعد عشر دقائق (على سبيل المثال)
  • عندما تدخلون غرفته، تصرفوا وكأنكم لا تلاحظون الفوضى العارمة داخلها.
    تمثل هذه الفوضى ردة فعل المراهق تجاه العالم الخارجي الذي يبدو له وكأنه مليء بالنظام والقواعد والأمور المحظورة. هو يشعر بالحرية بين هذه الجدران الأربع لأنه لا يتعرض للمراقبة أو الانتقاد وهو لا يبذل أي جهد.
  • قولوا له: “إن فكرة تحضير الطعام رائعة فعلاً. في المرة القادمة، يمكنك تحضير حوالي 100 غرام من المعكرونة لكل شخص، لكنك لم تكن تعرف هذه المعلومة من قبل”.
  • وأخبروه: “لقد تأخرت وأنا لا أشعر بالقلق ولكنني أرغب أن تخبرني بالسبب”.
الصرامة اللازمة أو “اتخاذ الخطوات اللازمة للقيام بالإجراءات الضرورية”

إذا كان هناك مواقف محددة لا تناسبكم، أخبروا ابنكم المراهق عنها. عندما يكون في المنزل، عليه الامتثال للقوانين والقواعد التي تفرضها عائلته.

إليكم الأمثلة التالية:

  • عندما تعودون في قت متأخر إلى المنزل وتجدون ولدكم جالساً على الأريكة محاطاً بأكياس الشيبس الفارغة وبسندويشات النوتيلا، قولوا له: “أنا أعود في وقت متأخر إلى المنزل كل يوم تقريباً وأحتاج إلى أن تكون غرفة المعيشة بأحسن حال. غداً، عليك أن تتخلص من كل هذه النفايات قبل عودتي”.
  • إذا لم يحضر إلى طاولة الطعام، يمكنكم تحذيره بأنكم ستوقفون تشغيل الكمبيوتر أثناء وجبة الغداء القادمة. أوقفوا تشغيله فعلاً حتى وإن اعترض على ذلك قائلاً: “أجل يا أمي، كنت على وشك أن…” أو “توقف يا أبي، أنت تمنعني من حفظ ما أقوم به!”
  • افرضوا عليه حداً أدنى من النظافة داخل غرفته. يمكنكم أن تحددوا موعداً (شهرياً إذا أردتم) ليقوم بتنظيف غرفته وليضع ثيابه المتسخة في سلة الغسيل (أسبوعياً مثلاً) وليقوم بتهوية الغرفة باستمرار (هذا أمر ضروري وأساسي).
  • لا تلوموه إذا كان قميصه أو لباسه الرياضي غير متوفر يوم يحتاج إليه. لا تكترثوا للأمر لأن الذنب ذنبه…
  • قولوا له: “أعرف أنك كنت متشوقاً للذهاب إلى هذا الحفل الموسيقي، لكن حرارة جسدك تجاوزت الـ 39 درجة مئوية. عليك أن تستريح في الفراش”.
  • أخبروه: “أنا لا أقبل أبداً أن تهيننا أو أن تهين أخاك وتجرحه”.
بعض النصائح التي تساعدكم على إدارة التوازن في عملية تربية طفلكم
  • من وقت إلى آخر، خذوا قسطاً من الراحة وتنحوا قليلاً عن منصب السلطة الذي تتمتعون به. عندما تشعرون أنكم بمزاج جيد، غضوا النظر عن الفوضى التي خلفها ولدكم وعن عدوانيته أو عدم تعاونه مع ما تطلبونه منه.
  • تجنبوا القيام بردود فعل فورية وانتظروا اللحظة المناسبة لتناقشوا الموضوع مع ولدكم بكل هدوء.
  • حددوا موعداً للغداء وذكّروه به قبل عشر دقائق (على سبيل المثال) من حلوله.
  • حدثوه عن هواياته وعن مشاريعه.
  • اسألوه عن رأيه حول المواضيع العامة: الأخبار، الرياضة، السياسة.
  • اسمحوا له أحياناً باستضافة أصدقائه في غرفة المعيشة واتركوه يدير كل الأمور لكي يفهم كيف “يرتب الغرفة وحده” دون مساعدة والديه بعد أن يغادر ضيوفه. أنا أعرف أنه أمر بغاية الصعوبة، لذا حاولوا أن تذهبوا في نزهة بينما يرتّب الغرفة…
  • اطلبوا منه من فترة إلى أخرى أن يحضّر وجبة الغداء بنفسه.

ما هي طريقة التربية التي تعتمدونها والتي تناسب طفلكم؟
لا تترددوا بمشاركة تجاربكم معنا في التعليقات الموجودة أدناه.

اترك رد