فن الشجار بين الزوجين : تشاجرا ولكن بذكاء

0

الصراخ، الجدال، إغلاق الباب بقوة… تعكس شجاراتنا تلك الشجارات التي اعتاد والدانا على خوضها. ولكن ماذا لو تعلمنا إدارة مشاكلنا بطريقة أخرى؟

تشرح عالمة نفس العائلة بينيا روث التي تبلغ من العمر 55 سنة أن “الأطفال لا يتحمّلون شجارات والديهم، لذا إما أن يتدخلوا في معظم الحالات أو أن ينغلقوا على أنفسهم تماماً.” ومع ذلك، من الممكن إدارة هذه النزاعات أمام الأطفال بشرط أن تقوموا بذلك بشكل بنّاء. “الآباء قدوة أطفالهم، حتى وقت النزاع. هم قادرون على إظهار كيفية الدفاع عن وجهة النظر لطفلهم وكيفية التنازل والمصالحة.” هم يلعبون دوراً بالغ الأهمية من هذه الناحية. صرّح جاي بودنمان (57 سنة)، وهو باحث في جامعة زيورخ في مجال الأزواج ومؤلف أعمال عديدة مثل Was Paare Stark macht (أمور تجعل الزوجين أقوى من ذي قبل): “تظهر الدراسات أن نوع النزاع العائلي ينتقل من جيل إلى آخر، إن الطريقة التي يعالج بها الوالدان شجاراتهما تعكس بصورة كبيرة حال والديهما من قبلهما، أو أشخاصاً آخرين لعبوا دوراً مهماً في حياتهما أو حتى النزاعات التي تحصل على وسائل التواصل الإجتماعي.” تلعب شخصية الفرد دوراً مهماً أيضاً.

لكن لا يضيع شيء بالنسبة لأولئك الذين ورثوا ثقافة شجار غير صحية. في الواقع، هناك طريقة صحيحة للشجار، بل وحتى دورات تدريبية لها. ابتكر جاي بودنمان بنفسه واحدة بعنوان Paarlife (الحياة كزوجين). يخبرنا عالم النفس العيادي ومعالج الأزواج بالتالي: ” يشرح هذا النوع من الدورات لهم كيفية التصرف أثناء النزاعات، والأخطاء التي يجب عدم ارتكابها والمواقف التي يجب تبنيها للسماح بتطور إيجابي للحوار.” تستحق هذه العملية العناء: من الممكن الحصول على ردود الفعل الصحيحة بسرعة كبيرة.
يرى جاي بودنمان أن الشجار جزء لا يتجزأ من العلاقة الصحية. “عندما يعيش شخصان في مساحة صغيرة، لكل منهما تاريخه وأفكاره واحتياجاته ومطالبه، فلا مفر من حصول توتر بينهما. يدل غياب الشجار على نقص في التناغم والإنسجام بين الزوجين وعلى الصراع المكبوت الذي سينتج عنه تأثير مدمر عاجلاً أم آجلاً “.

انسجام أم انسحاب؟

يوضح معالج الأزواج بيتر وورش (41 سنة) أنه “في بداية العلاقة، يميل الزوجان إلى الاندماج سوياً والتصرف كأنهما شخص واحد. لا تدوم هذه الفترة طويلاً. تتكون العلاقة من فردين لكل منهما احتياجاته الخاصة. إن تفادي الشجار للمحافظة على الانسجام بينهما يعني عدم تلبية هذه الإحتياجات. هذا ليس انسجاماً بل هو انسحاب.” ولكن الشجار الكثير والمستمر يزعزع العلاقة أيضاً. وفقاً لجاي بودنمان، يجب أن تكون نسبة التفاعلات الإيجابية إلى التفاعلات السلبية لا تقل عن 2 إلى 1 وقد تصل حتى 5 إلى 1. هو يضيف: “تظهر الدراسات أن الأزواج الذين يتشاجرون باستمرار، ولكنهم يتصرفون بطريقة مراعية وداعمة وعاطفية أكثر بمرتين على الأقل من الشجارات، هم أكثر سعادة واستقراراً من غيرهم.”

اترك رد