إلى الأهل الذين يريدون “صبياً” نموذجياً.. تابعوا القراءة..

0

من هو الصبي النموذجي؟

توقّفوا لحظة وفكّروا: افترضوا أن أحدهم طلب منكم أن تصفوا الصبي النموذجي. ماذا ستقولون؟ لعلكم ستصفون فتى خشناً وعنيفاً وغير منضبط يحب أن يركض ويتسلق، أن يلعب البايسبول أو كرة القدم وأن يوسّخ ملابسه ببناء قلاع في حديقة المنزل الخلفية. ولعلكم ستصفون شاباً لطيفاً، يحترم الآخرين، ويمكن الاعتماد عليه، شاباً قوياً وقادراً على الاعتناء بنفسه… حسن، على الأقل في معظم الأحيان. قد تتحدثون عن صبي يمزّق سرواله عند الركبتين، ويترك رباط حذائه مفكوكاً، ويلطخ وجهه بالهلام، صبي يضع الديدان في جيوبه ويأبى أن يظهر أيّ ضعف. لعل صبيكم النموذجي رزين وقوي وشجاع في مواجهة الخطر وعديم الخوف عند مواجهة أيّ تحدي.

لكن هل هذا وصف دقيق لصبي حقيقي؟ ولعل الأهم، هل هو وصف دقيق لابنكم؟ أحياناً لا يتوافق الصبي مع تطلعات أهله وتوقعاتهم، ما يترتب عنه نتائج مزعجة وحرجة للجميع.

الأخلاق
premium freepik license
استكشاف توقعاتك الخاصة

سيترك رأيك بشأن الصبيان عموماً وابنك خصوصاً أثراً قوياً وبالغاً على الطفل، والشاب والراشد الذي سيصبح عليه ابنك. بصفتكم أهلاً، تشكّلون العالم الذي يعيش فيه الولد وتعلّمونه بالمثل الذي تعطونه وبالكلمات، الأمور المهمة فعلاً في الحياة. ستعلمونه من دون أن تدركوا ذلك في أغلب الأحيان، عن الرجال والنساء والحب والحياة والنجاح. سيبدأ الولد حياته عبر رؤية نفسه من خلال عيونكم. وإذا ظننتم أنها مسؤولية كبيرة فأنتم محقون.

يُقال إنّ والد نجم كرة القدم الظهير الرباعي فيني تيستافردي وضع كرة في سريره يوم ولد. وخلال طفولته ومراهقته، عاش فيني مع فكرة أن قدره في الحياة هو أن يصبح لاعب كرة قدم كبير، وقد نجح في ذلك. لكن، ماذا لو لم يحب فيني كرة القدم؟ ماذا لو لعب فقط لإرضاء والده، وخشية أن يخسر حبه ورضاه إذا ما ترك اللعبة؟

سؤال ماذا لو أردت بشدة أن يتبع ابني خطاي لكنه رفض ذلك؟

يفضّل الناس الدعوات على الأوامر. يمكنك أن تعلم ابنك عما تستمتع به وتشاركه المتعة لكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يصبح ما هو ليس عليه. سيكون أكثر سعادة وأفضل حالاً عندما يتمتع بحرية اكتشاف طريقه بنفسه… مع دعمك وإرشادك.

يعقد كافة الأهل آمالاً على أولادهم ويحلمون بمستقبلهم وهذا ما ستفعله أنت أيضاً. لكن الأهل الحكماء والمحبين يقيمون توازناً بين توقعاتهم الخاصة وبين فهمهم الواقعي لما هو عليه الابن… قلباً وقالباً.

فكّر للحظة في طفولتك الخاصة. كيف كان الجو السائد في المنزل الذي نشأت فيه؟ هل كنت تشعر بأنك على طبيعتك أم أن والديك كانا متطلبين وكثيري النقد؟ ما كان رأيّ والديك بأخوتك؟ هل كنت محبوباً أكثر أم أقل؟ هل كان يتملكك شعور بالانتماء وبأنك ذو قيمة أم اضطررت لأن تبذل الكثير من الجهد كي تنال رضا والديك؟ ما الأثر الذي خلفته طفولتك برأيك على حياتك كشخص راشد؟

يولد الأطفال كلهم مجهزين للارتباط بأهاليهم، ويحتاجون جميعهم إلى حب الأهل ورضاهم ودعمهم. ومع مرور السنوات، ستكتشف من دون شك أن مهمة ابنك في الحياة هي أن يصبح هو نفسه. سيتطابق مع توقعاتك في بعض النواحي ويفاجئك في العديد من النواحي الأخرى.

اترك رد