طفلي يبكي كثيراً. أتمنى لو أعيده إلى بطني : مشكلة أم ورأي الأخصائي

0

طفلي يبكي كثيراً:
“أنا أم لطفل رضيع يبلغ من العمر شهرين ونصف. مما لا شك فيه أنني أحبه كثيراً… لكنه يبكي كثيراً أيضاً، وهذا أمر صعب للغاية!

ينام بين ذراعيّ لكن ما إن أضعه في السرير حتى يستيقظ وهو يصرخ في أغلب الأحيان! عندما يغفو أخيراً، أنظر إلى جهاز مراقبة الأطفال بخشيّة… بكاؤه يتعبني وكأنه اعتداء عليّ، فأحمله بين ذراعيّ وأنا أبكي إذ لم يعد بيدي حيلة ولم أعد أعرف ماذا يمكن أن أفعل كي يهدأ. ولعل الأسوأ هو عندما يحصل هذا ليلاً فيما كل ما أتمناه هو أن أنام! أنا التي لطالما رغبت بشدة بهذا الطفل، والتي كنت متشوّقة كي أنجب في الأسابيع الأخيرة، أتمنى أحياناً لو أعود إلى الوراء ولو بقي في بطني. وأشعر بالطبع بعقدة ذنب حين أفكّر بهذه الطريقة.”

تحليل الأخصائي النفسيّ

“لا داعي للشعور بالذنب. فالكثير من الأمهات يعشن هذه التجربة المرّة. لا بدّ للطفل من أن ينام في نهاية المطاف، لكن الأهل يصبحون منهكين ويلامسون حافة الانهيار. عليكِ أن تهتمي بنفسك. جربي أن تزوري مع طفلك معالج بتقويم العظام osteopath أو أخصائي طب بديل أو معالج بالوخز بالإبر؛ شخص قادر على أن يخفف قلقك وخوفك. ومن الممكن أن يستفيد طفلك من هذه الزيارة. كما يمكنك أن تعطي جهاز مراقبة الطفل لشخص آخر مدة ساعة من الوقت وتخلدي إلى النوم بعد أن “تسدّي أذنيك”… أو يمكنك أن تنامي في مكان آخر. تذكّري دوماً أنك وطفلك لا تزالان ملتصقين ببعضكما البعض وأنّ عليك أن تفكري في نفسك، وفي توازنك لكي يجد هو بدوره توازنه. بمعنى آخر، يجب أن تنامي. يجب أن تتخلي أيضاً عن فكرة أن تنجحي في كل شيء على الفور. تحتاجين إلى الوقت لكي تتعلمي أن تكوني أماً وإلى وقت أطول كي تتخلي عن دور الفتاة لتحتلي مكانة الأم. كل الحلول ممكنة وجيدة لكن المسألة الوحيدة المستحيلة هي أن تعيدي الطفل من حيث أتى!”

أمٌ منهكة: “عمل، ولد، بيت… أصبحت عاجزة عن الاستمرار”

“لديّ ولدان، أحدهما يبلغ من العمر 21 شهراً والآخر سيبلغ الرابعة قريباً. قررت أن أستمر بالعمل بدوام جزئي خوفاً من أن انقطع عن “العالم”. يعمل والد طفليّ في مجال السياحة والفنادق: ما يعني أنه يعمل حتى وقت متأخر من الليل ولا يستيقظ أبداً في الصباح الباكر. بالتالي، عليّ أن أهتم بكافة التفاصيل: شراء الحاجيات، الذهاب والاياب إلى منزل المربية، إلى المدرسة، تنظيف المنزل، تحضير الطعام، حمام الولدين، الزيارات الطبيّة… أجد نفسي دوماً وحيدة في مواجهة هذه المهام. أضف إلى ذلك أنّ ولديّ مريضان باستمرار… يرتدّ هذا على عملي، وتتراكم عليّ الأحمال. أعود إلى العمل وأنا أعاني من التوتر والضغط وأفكر في ولديّ المريضين اللذين اضطررت إلى ارسالهما إلى المدرسة أو إلى الحضانة إذ لم أجد أيّ خيار آخر أمامي. ليس لديّ وقت فراغ فأنا في حركة دائمة. بدأت أفقد صبري وهدوئي مع أولادي تدريجياً لأنّ تراكم هذه المهام، وهذه الليالي القصيرة، وهذا الضغط النفسي في العمل، جعلني عاجزة تماماً.”

تحليل الأخصائي النفسيّ

“أنت تعكسين واقع أنّ المجتمع لا يقدّم أيّ مساعدة للأمهات. أنت تراكمين الكثير من المهام ما يجعل حياتك مستحيلة، لاسيما وأنك ترغبين في انجاز كل مهامك بشكل جيد. تفعلين كل شيء وحدك. وتريدين أن تنجحي في كل شيء. ما تعيشينه لا يُحتمل لكن الكثير من الأمهات مجبرات على أن يعشن على هذا النحو: عبء العمل، ضغط نفسي، عصبيّة، أمراض… ما ينبغي فعله هو قلب المسار الذي يرهقك. جدي من تساعدك فتتولى ايصال طفلك إلى الحضانة وتتولى شراء الحاجيات وتنظيف المنزل. اعلمي أنه يحق لك أن تطلبي المساعدة. يجب أن يعرف زوجك هذا والعائلة أيضاً إن كانت قريبة. هذا حقك. هذا ليس بحق وحسب بل واجبك كأم. واجبك اليوم هو أن تحصلي على المساعدة! أوكلي بعض المهام لغيرك، شاركي، ارفضي أن تتحملي الأعباء كلها وحدك.”

اترك رد