لا تجعلي الغيرة بين أطفالك تتحول الى مرض نفسي: 4 خطوات امام الأهل للتخفيف من وطأة الغيرة وسمّها

0

وطأة الغيرة:
يولد الأطفال بمشاعر غير مصقولة.. مشاعر في طور النمو كسائر الاشياء والاجهزة في اجسامهم وفي رحلتهم الى اكتشاف المشاعر والتعامل معها يقع الاطفال ضحية قوة تهز كيانهم

من هذه المشاعر الغيرة ويا لها من شعور قوي..

أذكر أنني عندما أنجبت طفلتي الثانية كان عمر طفلتي الأولى سنة وشهر ونصف.. شعرت بالألم على طفلتي الكبيرة وعلى المنافسة التي تنتظرها.. كان قلبي يتألم لألمها فهي صغيرة وصغيرة جداً ولكن أمامها مواجهة صعبة مع المشاعر وفي طليعتها مشاعر الغيرة. كنت أدرك جيداً ان الغيرة مؤلمة لطفل صغير لا يعرف ماذا يفعل وكيف يواجه شعوراً قوياً كالغيرة.

قررت منذ اللحظة الاولى من ولادة طفلتي الصغيرة ان اخفف من وطأة الغيرة على قلب ابنتي الكبيرة. فحاولت ان اقدم لها الرعاية التي تحتاجها ولا اهملها.. كنت عندما ارضع اختها اضعها هي ايضاً على يدي ذاتها .كيف؟ اختها الى الامام وهي خلفها تماما على ذراعي..

وعندما نخرج .. كنت اوكل امر طفلتي الصغيرة الى ابيها ليتسنى لي العناية بها ولكن هل نجحت في القضاء على الغيرة عندها ؟ بالتأكيد لا.. فهذا الشعور طبيعي وملح .. ودوري كأم هنا ليس إلغاؤه بل مساعدتها على التعامل معه ومواجهته.

الحياة درب طويل وفي كل مرحلة سيكون على اطفالنا مواجهة شعور ما ومشكلة ما ودورنا كأهل ليس حمايتهم من المشاعر القوية بل مساعدتهم على مواجهتها وتشربها من اجل انطلاقة ناجحة ..

حتى لا تتحول الغيرة الى مشكلة نفسية عند طفلتي كان امامي خطة وخطوات عليّ اعتمادها.. اذ لا يكفي ان ندرك الامر بل الاهم ان نعمل على الحل.

قامت خطتي على عدة اعمدة
١- تخصيص وقت لها

كنت اغتنم الفرصة كلما وجدت وقتاً كي اخصصه لها وحدها.. كنت اترك البيت ولو ملأته الفوضى واجلس معها وحدها..

على الاهل أن يعلموا انه ليس المطلوب أن نجلس ساعات مع الطفل الغيور اذ يكفي ان تخصص الام لطفلها ساعة كاملة من وقتها تقسمها على مرحلتين .. تكون فيها معه.. وحده .. تحادثه وتلاعبه.

٢- طلب رأيها ومساعدتها

حاولت دائماً اشراكها معي في العناية بأختها.. كنت اطلب منها مثلاً ان تجلب المنشفة او الحفاض وأن تحاول مساعدتي على اسكات اختها عبر محاولة اضحاكها وعندما كنت اريد إلباس صغيرتي ثوباً ما كنت اسألها ما رأيها.. أأختار الفستان الأحمر أم الأخضر؟ وكنت آخذ رأيها كيف يمكنني الهاء اختها او إضحاكها.

٣- الاستعداد للعدوانية والتعامل مع الامر بهدوء

أعرف ان من الصعب على اي أم أن تضبط اعصابها عندما ترى طفلها الكبير يؤذي اخاه الصغير.؛في بعض الاحيان حينما كانت طفلتي تعض اختها او ترميها بشيء مؤذ كنت اقع في الفخ فأغضب ولكني تعلمت مع الوقت أن عليّ في هذه الاثناء إن أسحب نفساً لأهدئ غضبي وأن احاول نهر التصرف الخاطئ. إياك ان تقولي لطفلك إنه سيء .؛ السيء هو التصرف..

٤-حضن الطفل

عندما يكونون صغاراً نكثر نحن الاهل من حضن الطفل وتقبيله وعندما يكبرون قليلاً ننسى اهمية الحضن.. كان حضن طفلتي وتقبيلها جزءاً من خطتي لمعالجة غيرتها.. كنت انتهز اي فرصة لأحملها واحضنها ..

إن حاجة اللمس والضم ضرورية لنمو أطفالنا عاطفياً. يقول الاختصاصيون إن علينا ان نحضن أطفالنا ما بين سبع الى 12 مرة باليوم .. مع الطفل الغيور يكون الحضن والتعبير عن الحب اساسياًً لتخفيف الغيرة.. أكثروا من ضم الطفل الاكبر عدة مرات.

رحلة الاهل مع الغيرة بين أطفالهم شاقة وصعبة فلا تأججوها بل حاولوا إطفاء شعلتها حتى لا تتحول الى مشكلة نفسية عند أطفالكم.
آمال الأتات

اترك رد