العبارة السرية لبناء شخصية طفل اتكالي: “دع عنكَ بُنَي، سأتولى الأمر”.

0

العبارة السرية لبناء شخصية طفل اتكالي: “دع عنكَ بُنَي، سأتولى الأمر”.

استيقظ أحمد وهو طفل يبلغ حوالي 10 سنوات من نومه وإذا به يسمع صوت أمه تتذمر بسبب كسل أولادها والفوضى التي يسببونها في المنزل. فقرر أن يبادر ويرتب سريره عله يتجنب سماع محاضرة صباحية منذ بداية يومه. أطلت أمه رأسها من الباب وهي تضع ملابسه في الخزانة وقالت “دع الغطاء، لن تتمكن من وضعه بالطريقة الملائمة.. سأتولى أنا مهمة ترتيب السرير”.
انسحب احمد بهدوء ودخل لغسل وجهه وتنظيف أسنانه، ثم خرج وذهب لتناول الطعام في المطبخ. كانت أمه لم تحضر الفطور بعد، فقرر أن يقلي بيضاً. رأته وبدأت بالصراخ “كلا، ستتسخ طاولة المطبخ. من طلب منكَ أن تعد الفطور! دع البيض من يدك. سأتولى الأمر”.
أثناء اللعب بألعاب الفيديو انقطع الإنترنت للحظات، فاتجه أحمد إلى جهاز الإنترنت كي يطفئه ويعيد تشغيله، ووجد أن الشريط غير موصول بشكل جيد. ففكر في حل ووضع خطة تتوافق مع أفكاره الطفولية، قرر أن يثبت الجهاز ويشد الشريط بواسطة شريط لاصق. رأته والدته وبدأت تصرخ “من طلب منكَ أن تضع شريطاً لاصقاً؟ أنظر إلى شكل الجهاز؟ هل هذا منظر مقبول؟ توقف عن التصرف دون استشارتي. عد إلى غرفتك. سأتولى الأمر”.
حسناً، في الواقع لقد كان أحد أيام طفولة أحمد. أحمد اليوم شاب عشريني يعمل في شركة توزيع. لديه الكثير من الخطط والأفكار، لكنه لا يملك الجرأة على إعطاء رأيه أو المبادرة. يقف حائراً أمام أتفه المهام كعادته، مع فارق بسيط فبعد وفاة والدته لا يوجد مَن يتولى الأمر عنه. فتتراكم المشاكل على عاتقه ويشعر بالعجز. في الكثير من العلاقات يتساءل بينه وبين نفسه “هل سأكون جديراً بهذه العلاقة؟ وهل سأتمكن من تولي المسؤوليات والالتزامات المترتبة عنها؟”.
حين يفشل في عمل ما أو يبدأ بعلاقة يلقي كل اللوم على نفسه، فثقته بنفسه شبه معدومة. يبحث دائماً عمن يدعمه ويسانده ويستمد ثقته بنفسه من رأي الآخرين ويتأثر بشدة وبسرعة بأي رأي أو انتقاد سلبي.

AdobeStock License

توقفوا عن تولي الأمور نيابة عن أطفالكم

ادعموا خططهم البسيطة حتى لو كانت فاشلة. لا تسخروا من مبادراتهم ولا تستهزئوا بأفكارهم. شجعوهم على حثّ الخطى نحو الاستقلالية. أنتم حتماً تجيدون أداء الأمور أفضل منهم، وطبعاً ستنجزونها في وقت أقصر ومجهود أقل. لكن ما الأهم برأيكم؟ أن يبدو كل شيء مثالياً، أو أن يتعلم طفلكم التصرف بنفسه رويداً رويداً؟
سلموهم مهام ومسؤوليات وفق أعمارهم، والعبوا دور المتفرج، ثم ساندوهم فقط عندما يلزم الأمر. لن تبقوا إلى جانبهم مدى الحياة. لا تسهلوا عليهم حياتهم في الصغر، لأنها ستصبح أصعب بكثير حين يكبرون وهم غير مؤهلين لتولي المسؤوليات ومواجهة مصاعب الحياة بأنفسهم.

هل لديكم في المنزل طفل اتكالي؟ وكيف تتصرفون حيال الأمر؟

سماح خليفة

اترك رد