الأم العاملة: هل يمكن فعلاً أن نجمع بين الأمومة والعمل بدون ظلم للطفل والأم ؟

0

الأمومة تغيرنا.

تغيّر الأمومة أفكارك والأمور التي كنت تعتبرينها أساسية وجوهريّة. وهي تجعلك تعيدين ترتيب قيمك السابقة وتقلب حياتك رأساً على عقب.

تجد بعض النساء التكيّف مع دورهن الجديد سهلاً، بينما تجد أخريات صعوبة أكبر.

إنّ الأسابيع الاثني عشر الأولى مشحونة للغاية، فثمة الكثير من الأمور التي تحدث في مدة قصيرة إلى هذا الحد. لعله من الطبيعي جداً أن تكوني أماً لكنك تتعلمين شيئاً جديداً كل يوم.

يسمح هذا بوضع الكثير من الأمور في إطارها الصحيح ويصبح لديك منظور جديد تماماً، بما في ذلك على صعيد العمل.

وفق تجربتي أعتقد أنه على الأمهات استغلال إجازة الأمومة لمعرفة ما يردنه حقاً على الصعيد المهني.

يجب على النساء اعتبار هذه الفترة فرصة لإعادة النظر في وضعهن في ما يتعلق بعملهن السابق إذا لم يكن سعيدات وراضيات فيه.

نحن بحاجة إلى صورة مختلفة عن المرأة والأم.

في معظم الحالات، لا يشكّل الضغط الذي يمارسه أرباب العمل، أو البيئة المحيطة، العائق الذي يمنع الأمهات من فهم دورهن بل هي تطلعاتنا الخاصة نحن النساء وما نتوقّعه من أنفسنا هي التي تعرّضنا لضغط كبير.

نريد أن نكون على قدر صورة المرأة المثالية التي توفّق بين العمل والأسرة بسعادة وسهولة.

لسوء الحظ، إنّ سعينا إلى المثالية غالباً ما يتعارض مع الواقع فينتهي بنا الأمر إلى الفشل. لذلك، علينا كأمهات أن نتجنب الصور النمطية “للأم المثالية”.

نحن بكل بساطة نساء يعملن ولديهن أسرة. وتسير الأمور أحياناً بشكل جيد فيما تسوء أحياناً أخرى. لذلك، كل ما نحتاج إليه، هو صورة جديدة عن المرأة والأم.

إنّ عدداً كبيراً من المشاكل التي تجعل حياة الامهات العاملات صعبة يتشكّل في عقولنا.

لسنا بحاجة إلى صورة مثالية لما علينا أن نكون عليه. علينا فقط أن نقلل من المقارنة وأن نصغي أكثر إلى ما نريده حقاً لأنفسنا.

يجب أن نحصل على المساعدة اللازمة! إن لم نشأ أن نفشل كأمهات، فيجب أن نحظى بالدعم اللازم وألا نرى هذا الوضع بشكل سلبي.

أن نحصل على المساعدة يعني أن نتمكّن من تنظيم أمورنا بشكل أفضل.

سواء أتلقينا المساعدة من شريك حياتنا، من أسرتنا، من مربية أطفال، أو حتى من روضة أطفال، يبقى المهم أن نحظى بالمساعدة التي ستفيدنا كثيراً.

يمكنك ببساطة أن تقضي نصف نهارك في السرير، أو أن تقرئي كتاباً وأنت تحتسين القهوة أو أن تقدّمي لنفسكِ هدية تسعدك.

هذه اللحظات تسمح لكِ باسترجاع طاقتكِ لمواجهة التحديات اليومية. فسعينا المستمر لخلق توازن بين العمل والحياة الأسرية، يجعلنا نميل إلى نسيان وجود أمور أخرى في الحياة.

المساحات الترفيهية مهمة للغاية ويجب أن تكون متاحة للأمهات.

Young mother holding baby while working in home office
عبارة “الأم العاملة” أصبحت من الماضي.

هذه العبارة تعني ضمناً أن الأمهات اللواتي يعتنين بأطفالهن في المنزل لا يعملن. أن تكوني أماً هو بحد ذاته إحدى أصعب المهام على الإطلاق، هذا ما تعلّمناه نحن الأمهات.

علاوة على ذلك، توحي هذه العبارة نوعاً ما أنه ليس من الطبيعي أن تتولى الأمهات عملاً خارج المنزل.

“الأم التي تعمل” ليست عبارة مناسبة لكل الأمهات.

فالصورة التي توحي بها هي صورة أمرأة ناجحة تعمل طيلة الوقت ولديها أسرة متروكة جانباً.

تعلّمنا نحن الأمهات خلال الأسابيع الأولى التي قضيناها مع طفلنا أنّ علينا استغلال أصغر الفرص لأجل أنفسنا.

كل أمٍ هي أم عاملة!

فالأمهات اللواتي “يتفرغن للمنزل ولأطفالهن” يتولين أيضاً عملاً مرهقاً. ما يجمع كل الأمهات، هو الانقسام الذي يجدن أنفسهن فيه على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع. ليس من السليم التحدث عن أمهات يعملن، لكننا نسلك الطريق الصحيح لتغيير هذا كله!

علينا تغيير بعض النقاط:
  • برنامج يومي أكثر مرونة
  • ساعات العمل المرنة ضرورية لتتمكن الأمهات من العمل بدوام كامل والإعتناء بأطفالهن بعد الظهر أيضاً.
  • اعتبار عمل المرأة أمراً مسلّماً به
    “أعتقد أنّ عودة الأمهات للعمل يجب أن تصبح أمراً طبيعياً في مجتمعنا”.
  • خيارات أوسع لرعاية الأطفال. عندما تغلق دور الحضانة أبوابها أثناء الإجازة، يصعب على العاملات ايجاد بدائل.
  • يجب تغيير هياكل الأجور، فطالما أن الرجال يجنون المال أكثر من النساء، يصبح بقاؤهن في المنزل قراراً مالياً.
اترك رد