لماذا يحتاج الآباء والأمهات الحديثي السن حالياً إلى الدعم الخارجي أكثر من أي زمن مضى

0

الدعم الخارجي للأهل:
يعتبر المحيط العاطفي الآمن هو المكان الذي سيكبر فيه الطفل وينمو ويتعلم ويفرد جناحيه قبل أن يبدأ بالتحليق للدخول بشكل كامل في المغامرة الإنسانية العظيمة التي هي الحياة.

يقول البروفيسور دو بيكر إنّ مواكبة ودعم الأهل الصغار في السن ضروري جداً. “سيستفيد المجتمع من قدرتهم على مواكبته، لاسيما عندما يفقد الكثير من القيم ونقاط الارتكاز كما هو الحال في مجتمعنا. لم نعد نعرف كيف نتحدث مع بعضنا البعض حتى بين الأجيال المختلفة. يجب أن يقدم المجتمع بدائل احترافيّة للأهل الصغار في السن. عندما لا يستطيع الأهل أن يؤدوا دورهم اتجاه أطفالهم أو لا يعرفون كيفية القيام بذلك، فنأمل أن يلتقي هذا الطفل بأشخاص بدلاء يساعدونه على الإيمان والثقة بنفسه وبقدراته وبقيمته.

يتحدث بوريس سيرولنيك عن الأشخاص الذين يعلّمون الطفل التكيف والصمود، أي الأشخاص الذين يلجأ إليهم ويعتمد عليهم، والأشخاص الثابتين، وعن اللقاءات السعيدة والمريحة التي سيستند إليها الطفل ليشعر بأنه محبوب وبأنه ذو قيمة، حتى يتمكن من بناء نفسه على مستوى الهوية ومن أن يضع خططاً لحياته.

على صعيد الوقاية، يدافع المسؤولون في المجال الصحي بشكل متزايد عن فكرة تطوير خطط دعم لعامة السكان. من المهم أيضاً الالتقاء بالعائلات الأكثر عرضة للخطر، أولئك الذين يعيشون في حالة تشتت بعد تغيير البلد والثقافة”.

التدخل في أسرع وقت ممكن أمر ضروري. يتابع الطبيب النفسي للأطفال قائلاً ” ليس علينا أن نُشعر الأهل بالذنب بل أن نجعلهم يتحمّلون المسؤولية وأن نطوّر شراكة معهم”. ويؤكد أن “العمل ضمن مجموعة أو شبكة يسمح بالتعرف على كيفية نمو الطفل. تسمح لنا العديد من الاختبارات والأدوات الموحدة بمراقبة الحالة التطورية للطفل. لكن لتحقيق ذلك، لا بد من أن نتمكّن من الوصول إلى الأطفال. إنّ استشارة المؤسسات المعنية بتعليم الأهل كيفية الإعتناء بالطفل طريقة جيدة لضمان مواكبة الأمهات. لكن إن رفضت الأمهات طلب هذا الدعم، فمن سيكتشف حالات إهمال الوالدين؟”

ترى الأخصائية الاجتماعية إيفلين مارشال، أنه من المهم جداً مساعدة الأهل الذين يهملون أطفالهم.

“الآباء والأمهات المهملون، عاشوا هم أنفسهم الاهمال الشديد في طفولتهم.  في غياب النموذج والقدوة، يكون الأمر صعباً. يشعر الأهل أحياناً بالارتياح عندما نتحدث عن الإهمال. من المهم أن نضع في متناولهم مهارات أخرى لدعم المهارات التي تنقصهم. يمكن أن يتخذ ذلك شكل مساعدة تعليمية أو لوجستية، والعمل على العلاقة بين الوالدين والطفل. يحتاج الأهل المنعزلون للغاية إلى المساعدة من دون أدنى شك، سواء كان ذلك عبر مساعدة الأسرة أو الدعم. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تدريب المتخصصين بشكل جيد كي يتمكنوا من التعرف على علامات القلق والإنزعاج عند الأطفال. ولكن يجب أن يتمكن المجتمع أيضاً من توفير الأدوات الكافية لعلاج هؤلاء الأطفال ودعم الوالدين بشكل أفضل؛ علماً أنّ هذه الأدوات تبقى غير كافية”.

اترك رد