الشعور بالوحدة عند الأم الجديدة: عندما لا تكون الأمور على ما يرام كما كنا نتوقع! (1)

0

عندما لا يكون الواقع مطابقاً للصورة التي نتخيّلها: الشعور بالوحدة عند الأم الجديدة

لقد وُلِدَ طفلكِ، يجب أن تكوني الآن في ذروة السعادة! إلا أن الأمور لا تسير دائماً على هذا النحو، إذ تشعر الأم أحياناً أنها وحيدة تماماً.

كانت مارين تحب الخروج والاحتفال والتسكع مع أصدقائها. باختصار، لطالما عاشت حياة مستقلة وسعيدة.

وذات يوم، حملت.كان هذا الطفل منتظراً ومرغوباً فيه. ومع ذلك، بدأت الشكوك الأولى تظهر: هل ستكون قادرة على تحمّل حياة الأم؟ هل ستقدر على تحمل القيود التي تفرضها الأمومة؟

دخول صعب إلى عالم الأمومة

سار حمل مارين بشكل جيد للغاية، ووُلِدَ طفلها بصحة جيدة. لكن سرعان ما بدأت المشاكل فقد كان طفلها يبكي باستمرار.

خلال الأشهر العشر الاولى، حوّل حياتها إلى جحيم رغماً عنه. لذلك، لم يحظيا أبداً بالوقت للاستمتاع، والعناق والتعرف على بعضهما البعض. وبدلاً من ذلك، كانت تمشي 10 كيلومترات كل يوم وهي تحمل طفلها في حاملة الأطفال، لأنها الطريقة الوحيدة التي تجعله ينام لبعض الوقت.

لم تعد تجرؤ على دعوة صديقاتها إلى المنزل ما جعل علاقاتها تتوتر لتختفي في مرحلة لاحقة.

ولمعالجة هذه المشكلة، انضمت إلى مجموعة من الأمهات في المدينة حيث ظنّت أن ذلك سيساعدها على الشعور بأنها شخص اجتماعي، لكن ابنها كان يبكي كثيراً لدرجة أنها اضطرت لترك المجموعة.

“كنتُ أشعر بالعزلة الشديدة وتحوّلت إلى امرأة بغيضة وعديمة الثقة بنفسها بسبب الوحدة:”.

كانت تفتقد حياتها القديمة وانعدام المسؤوليات. ساندها زوجها قدر استطاعته وراح يتولى رعاية الطفل بعد العودة من العمل على سبيل المثال، فيضع حمّالة الأطفال ويتجول بها حاملاً طفله.

وفجأة بدأ كلاهما يشعر بالوحدة.

“نحن نتذكر تلك المرحلة برعب حيث كان شعارنا: التحمل، الصمود، المثابرة”.

عندما لا يتشارك الأشخاص الأفكار نفسها….
  • لم تكن بداية مرحلة الأمومة سهلة بالنسبة إلى ساندرا أيضاً: سكري الحمل والولادة القيصرية الطارئة، كما أن ابنها أمضى تسعة أيام في العناية المركزة لحديثي الولادة.
  • لم يكن لديها متسع من الوقت للتعافي: فزوجها لا يتواجد في المنزل سوى كل أسبوعين، إذ أن عمله يبعد 500 كيلومتر عن بيته، فبقيت بمفردها مع ابنها.
  • لم يكن لديها أصدقاء تقريباً، لأنها انتقلت للتو للاستقرار في مدينة أخرى.

“وما زاد الأمور سوءاً هو أني فقدتُ 3 أفراد أعزاء من عائلتي في غضون 6 أشهر. احتجت لمن يحتضنني، أردت فقط أن أبكي، أن أعود إلى منزلي وإلى أسرتي”.

أخيراً، اشتركت في موقع خاص للأمهات والتقت بأمهات أخريات من محيطها، وهذا ما أنقذها. لم يتفهم زوجها انزعاجها ولم تتمكن أسرتها من مساندتها.

يمكن لليوم مع الطفل أن يكون طويلاً!

تؤكد ساره لوريس التي تدعم الأمهات في إدارة أزماتهن وأمورهن الشخصية، أنّ الوحدة المفاجئة مشكلة كبيرة تعاني منها أمهات الأطفال حديثي الولادة.

يزيد قسم الولادة من شعور الأم بالوحدة في بادئ الأمر، حتى مع انخفاض مستويات الهرمون. وتتزايد حدة هذا الشعور مع عودة الزوج إلى العمل.

تبقى الأم وحدها مع طفلها طوال اليوم وعليها أن تجد طريقها في حياة يومية جديدة تماماً. انتهى زمن الأحاديث مع الزملاء، واستراحات الغداء الإجتماعية، والأمسيات الممتعة مع الأصدقاء.

يمكن ليوم كهذا مع طفل أن يبدو طويلاً جداً، وصعباً وموحشاً بشكل لا يصدق. وفي نهاية اليوم، تتساءلين عما حققته فعلاً خلال يومك.

اترك رد