لماذا يرفض الطفل النوم رغم شعوره بالنعاس وما الحل لجعله ينام بسهولة ومن دون بكاء؟

0

لماذا يرفض الطفل النوم؟
صراع الأم مع أطفالها في ما يتعلق بالنوم أمر سرمدي لا نهاية له.. عاشته الأمهات من قبل وتعاني منه الأمهات اليوم..

طفلتي التي تبلغ من العمر سنتين ونصف كلما جاء وقت نومها وقع بيننا الصراع الابدي. لا تريد النوم رغم أنها تفرك عينيها مراراً وتكراراً. أشعر أحياناً أنها لو استطاعت لوضعت عوداً على جفنيها لتمنع انسدالهما..

في كل ليلة المعاناة نفسها وفي كل ليلة تتحطم أعصابي؟ فقررت بعد أن طفح بي الكيل أن أتركها وحدها حتى تنام فعلا بكاؤها وصراخها وأيقظ الحي كله وليس الجيران فحسب. حاولت أن أظهر بعض القسوة وأن أتركها حتى تتوقف وحدها عن البكاء لكن بكاءها بقي على حاله رغم مرور الوقت.. كنت أتألم وأنا أسمع بكاءها ولم أستطع تركها فقلبي أرقّ من أن أتركها تبكي بحرقة هكذا.

دخلت الى غرفتها ونظرت إليها من حيث أقف لأرى طفلة باكية يعلو ملامحها الخوف.. اقتربت منها وحملتها وحاولت تهدئتها فإذا ببكائها يعلو حزناً وحرقة قبل أن يخف رويداً رويداً لكن نشيجها لم يتوقّف… بدت منهكة .. فقلت في سريّ ما أقسى قلبي .. ثم وضعتها في السرير فارتفع صوتها وكأنها ستسرع بالبكاء من جديد فقلت لها مطمئنة:”أنا باقية.. دعينا ننام ..” اقتربت مني وكأنها تلوذ بحماي من خطر داهم.

أعرف أنّ النوم حاجة وهذا يعني أنّ التدريب على النوم أمر لا طائل منه. النوم كالتنفس.. هل نحتاج أن نتعلّم التنفس. بالتأكيد لا وكذلك هو النوم.. فلماذا يرفض أطفالنا النوم؟

” أدركت وأنا أحضن طفلتي الباكية أمراً هاماً وهو أنّ الطفل يرفض النوم لأنه يمثّل الانفصال والابتعاد بالنسبة إليه، ما يسبب له ما يعرف بقلق الانفصال في علم النفس”..

نعم، النوم بالنسبة إلينا نحن الراشدين هو الاسترخاء والراحة. أما بالنسبة إلى الطفل فهو الانفصال والابتعاد عنا.. وهذا يعني أنّ طفلنا يخشى أن ينام لئلا نبتعد عنه؛ لذا، لا يكمن الحل في تركه وحده بل بتأمين الظروف المؤاتية ليطمئن قلبه فينام من غير خوف أو وجل .

كانت خطتي بترك طفلتي تنام وحدها عملاً غبياً لأننا لا نعالج الخوف من الانفصال بمزيد من الابتعاد والانفصال بل نعالجه عبر مزيد من التواصل..

إنّ وجود عادات روتينية قبل النوم تساعد الطفل على الشعور بالاطمئنان والأمان والتواصل.. منذ تلك اللحظة قررت عدم الاستسلام لمزاجيتي وايجاد عادات تساعد طفلتي على النوم هانئة، مطمئنة البال .

من العادات التي ساعدتني على جعل ابنتي تنام بهدوء ومن دون مشاكل :
١- نوم الطفل مع الاهل

نوم الطفل مع الأهل يحافظ على التواصل معه خلال الليل ويجعله يشعر بالأمان.

اذا كان عمر الطفل ثلاث سنوات أو أكثر فيجب أن ينام في غرفة منفصلة لكن علينا أن نبقى بقربه حتى يغفو..

٢- اللعب مع الطفل

اللعب مع الطفل قبل النوم يساعده على النوم براحة ومن دون الخوف من الانفصال.؛ كما أن الضحك قبل النوم أمر هام جداً لأن الضحك يساهم في إفراز هرمون الميلاتونين وهو الهرمون الذي يحفّز على النوم..لا تنسوا أن تجعلوا طفلكم يضحك قبل النوم .. ولعل المؤسف هنا أنّ ما يحدث في العائلات هو كل شيء إلا الضحك.

ثمة طرق عديدة أخرى تزيد من ارتباطك بطفلك وتواصلك معه حتى عندما تفترقان.. يجب أن تركزي على التواصل اللاحق فقولي لطفلك مثلاً:” لا أطيق صبراً حتى يأتي الصباح فنعمل معاً على إعداد الفطور”

إذن، وبدلاً من التركيز على أن موعد النوم قد حان وجعل الطفل يخاف من الانفصال عنك ركّزي على شوقك للتواصل القريب معه..

إليك المزيد من الأفكار من أجل مزيد من التواصل:
ابقي مع طفلك حتى يغفو

أخبريه أنك ستعودين لتفقّده كل خمس دقائق واتركي ملاحظة بجانب سريره كلما دخلت عليه أو ارسمي قلباً .. سيكون جميلاً أن يستيقظ الطفل فيرى بجانب سريره عشرة أو عشرين قلباً كدليل على عدد المرات التي تفقدته فيها خلال الليل.

اعطي طفلك قطعة من ملابسك حين ينام فيشم رائحتك ويشعر بالأمان.

هل لديك اقتراحات أخرى ليشعر الطفل بالأمان فينام ملء جفنيه؟

آمال الأتات

اترك رد