طفلي مشتت الذهن: 7 طرق لتقوية قدرة الطفل على التركيز ومدته

0

مشتت الذهن
عندك عطلة وتنوين الكتابة. ها انت تجهزين اللابتوب وتجلسين لعصر أفكارك والمباشرة في الكتابة.. فجأة يدق الباب فتنزعجين وتذهبين لفتح الباب فإذا جارتك ، التي هي في الوقت ذاته صديقتك، بالباب.. لقد اختارت الوقت غير المناسب للمجيء فهي قطعت عليك حبل أفكارك ومع أنك تحبينها إلا انها قطعت عليك تركيزك .. أتعرفون ان أشياء كثيرة كهذه تحدث مع أطفالكم. اطفالكم أيضاً يعانون من كثرة الاشياء التي تقطع حبل أفكارهم وتركيزهم.

نحن لا نفكر ولو للحظة في تأثير ما يتعرض له الاطفال الدارجون والاطفال الاكبر سناً من مقاطعات تشتت اذهانهم ربما لأننا لا نقدر ما يقومون به ولا نعتبر ان لما يفعلونه قيمة .. ومع ذلك نريد لهم ان يتعلموا ويتفوقوا.
نريدهم أن يكونوا قادرين على الإصغاء بصبر في المدرسة وان يمتلكوا القدرة على المثابرة لحل المشكلات الصعبة وتحقيق أحلامهم. نريد انتباههم ان يكون شيئاً فطرياً والتعلم شيئاً ممتعاً.
السنوات الأولى من الحياة اساسية لتنمية القدرة على التركيز والانتباه.

تحويل مخاوف الأطفال
Freepik License
فيما يلي 7 طرق لإطالة مدة التركيز عند الطفل :
1) الحد الأدنى من الترفيه والتحفيز.

الأطفال هم مخلوقات العادة وقد يتعوٓدون على الترفيه بدلاً من فعل ما يأتي بالفطرة.

يؤدي التحفيز المستمر إلى إرهاق الأهل وإلى جعل الطفل ،الذي يتم تحفيزه بإفراط ، يمل بسرعة. علّمت خبيرة الأطفال ماجدة جربر الآخرين أن الأطفال لا يصابون بالملل بشكل طبيعي. بل الاهل هم من يجعلونهم يملون. فالأطفال يشعرون بالذهول من الطريقة التي يمكن أن تتحرك بها أجسادهم ، وتجتذبهم المشاهد والأصوات والروائح والزوايا والشقوق التي نأخذها نحن الكبار كأمر مسلم به. إنهم بحاجة إلى وقت لتجربة تلك الأشياء واستيعابها.

2) ممنوع التلفزيون أو الفيديوهات في العامين الأولين من عمرهم

يعد التلفزيون والفيديوهات اقسى طريقة لتقويض مدة انتباه الطفل وتركيزه فهذه الاشياء تجذب انتباه الطفل وتستولي على كل تركيزه وتجعله لا يقوم بالأنشطة التي تجعل عضلات التركيز مرنة. تخيل قوة الجذب الذي يولدها التلفاز .. قد تجلس مع اروع الناس في العالم ، ولكنك تجد عينيك تنجذبان إلى التلفزيون اللعين. (للحصول على دراسة معمقة عن تأثير التلفزيون ، أوصي بشدة بكتاب : Endangered Minds: Why Children Don’t Think – And What We Can Do About It, by Jane M. Healy (العقول المهددة بالانقراض: لماذا لا يفكر الأطفال – وما يمكننا فعله حيال ذلك ، بقلم جين إم هيلي ، دكتوراه)

3) نعم للمكان الدافئ الآمن.

حتى يبقى الطفل منشغلاً لفترة طويلة يجب أن يكون لديه مكان آمن. قد يبدأ الأمر بسرير أو مهد صغير ، وينمو مع الطفل ليكون روضة له ، وأخيراً تخصيص منطقة لعب مغلقة أو مسورة. الأماكن الكبيرة التي نجد فيها أشياء غير آمنة للطفل ليست هي المكان الآمن المريح الذي يحتاجه الطفل للتركيز الشديد. . لا يستطيع الطفل اللعب لفترات طويلة من الوقت عندما يتشتت انتباهه بسبب توتر الأهل القلقين على سلامته وتكرارهم لكلمة”لا” كلما لمس شيئاً.

AdobeStock License
4) ألعاب وأشياء بسيطة آخرها مفتوح.

ما لم يتم تشتيت انتباهه ، يميل الطفل إلى فحص كل شبر من جسم بسيط ، بدءاً من الحياكة الموجودة على طرف المنديل ،إلى تجربته فالتلويح به فوضعه على وجهه ومن ثم تحويله إلى كرة. فالأطفال عرضة للتعب او التحفيز المفرط من الألعاب التي لا يستطيعون فهمها (كالخشخيشة والطبول) أو الألعاب التي يشاهدونها ويستمعون إليها بشكل سلبي التي يكون لديها وظيفة واحدة: كالهواتف المحمولة الموسيقية أو الألعاب التي تصدر أصواتاً. . تجذب هذه الألعاب انتباه الطفل بدلاً من تعزيز قدرته على التركيز واكتشافها ، وهي بذلك تؤثر فيه بالطريقة التي يؤثر فيها التلفزيون ومقاطع الفيديو.

5- المراقبة وعدم المقاطعة

إن مراقبة الطريقة التي يختار بها أطفالنا قضاء وقتهم تجعلنا ندرك أنهم ليسوا مستلقين هناك فحسب ، بل هم يفعلون شيئًا في الواقع. قد يكون هذا الشيء هو التحديق الى النافذة ، أو مروحة السقف ، أو تأمل جزيئات الغبار في ضوء الشمس ومحاولة التقاطها . في كل مرة نقطع فيها تأملات طفلنا نثبط تركيزه.
عندما نراقبه يمكننا تبين ما هو الشيء الذي قطعنا تركيزه عنه.

6) جعل الطفل يختار

حقيقة بسيطة: يهتم الأطفال بالأشياء التي يختارونها أكثر من اهتمامهم بالأشياء التي نختارها لهم. لذلك ، فإن السماح للطفل باختيار ما يجب القيام به في بيئة اللعب الخاصة به بدلاً من توجيهه إلى اختيارنا للنشاط (لعبة تعليمية أو أحجية أو بطاقة فلاش) سيؤدي بشكل أفضل إلى جذب اهتمامه وتركيزه وانتباهه. الأطفال الذين يتم منحهم الكثير من الفرص للتركيز لفترات طويلة من الوقت على أنشطة يختارونها هم بأنفسهم يكونون أكثر قدرة على الانتباه في المواقف اللاحقة (في المدرسة مثلاً ).

7) لا تشجعوه على الالتهاء

من الشائع ان تحاول الأم إلهاء الطفل بلعبة ما وهي تغير حفاضه لتستطيع الانتهاء من الامر بدون ان يزعجها طفلها ولكن ما تفعله الأم بهذه الحالة هو تدريبه على عدم التركيز .. الحقيقة ان تغيير الحفاضات ، والاستحمام ، والرضاعات ليست مهامًا رتيبة وغير سارة للأطفال. يهتم الأطفال بجميع جوانب حياتهم. إنهم يريدون أن يتدخلوا بكل خطوة من خطوات المهمة التي هم جزء منها وهم يريدون ايضاً ان نسمح لهم بالمشاركة بقدر ما يستطيعون. . عندما نعلّم الطفل أنه لا ينبغي أن ينتبه إلى الأنشطة التي هو جزء لا يتجزأ منها ، كيف نتوقع منه بعد ذلك أن يطيل مدة الانتباه بشكل صحي؟

ان القدرة على إطالة مدة التركيز والسعي لفهم الشيء او الوضع بشكل اكبر يساعد الطفل على تنمية عضلاته وتقويتها. . يمكن لبيئة المنزل التي تساعد على التركيز والانتباه أن يكون لها تأثير إيجابي على – لا بل ربما تمنع – بعض اضطرابات نقص الانتباه.

التركيز قوة: تعد إطالة مدة التركيز امراً ضرورياً للإنجازات الإبداعية والرياضية والأكاديمية. الاشخاص الذين يصغون يصبحون أفضل الأصدقاء والأزواج.

لذا في المرة القادمة التي تريدين فيها إلقاء نظرة على طفلك ادخلي على أطراف أصابع قدميك وألقي نظرة خاطفة قبل أن تقولي ، “مرحبًا”. لا تقطعي عليه حبل أفكاره وتشتتينه.

اترك رد