أوقفوا نوبة الغضب الهستيريا عند طفلك عبر تقنية استعادة السيطرة

0

نوبة الغضب الهستيريا
يواجه جميع الأهالي مرة واحدة على الأقل ردود أفعال تتمثل بالصراخ والبكاء الهستيري والسلوكيات غير المنضبطة من قبل أطفالهم البالغين من العمر سنة إلى 3 سنوات.

نوبة الغضب الهستيريا هي عبارة عن إثارة عصبية شديدة يعيشها الأطفال عندما يبكون ويرمون بأنفسهم على الأرض بينما يصرخون دون توقف ودون الإكتراث لمن حولهم.

إذا أصابت نوبة الغضب الهستيرية أطفالكم، فلا جدوى من محاولة ايقافها بالطرق التقليدية.

لا تجدي محاولات اثبات فكرة ما أو شرحها لهم أي جدوى لأنهم يعرفون حق المعرفة كيفية تأثير هذه النوبة على البالغين، فيستخدمونها عمداً للحصول على ما يرغبون.

السبب الجذري لهستيريا وغضب الأطفال

أولاً، تختبئ الأسباب الجذرية لهستيريا الأطفال تحت غطاء المصالح المتضاربة بين الآباء وطفلهم لأن هذا الأخير يرغب بالنضوج تبعاً لرغباته الخاصة التي غالباً ما تتعارض مع رغبات البالغين.

الحالات النموذجية التي تسبب عادة نوبات الغضب الهستيريا:

  1. • عدم القدرة على التعبير بطريقة لفظية عن عدم رضاه الشخصي
  2. • رغبة بتلقي كمية كبيرة من الإهتمام بطريقة أو بأخرى
  3. • رغبة بالحصول على شيء ضروري جداً بهذه اللحظة
  4. • الشعور بالألم
  5. • الرغبة بتلقي الرعاية من البالغين وبالأخص عند المرض
  6. • ضعف تعبير الوالدين عن سلوكهم تجاه أفعال ولدهم
  7. • نقص المحفزات والعقوبات
  8. • انقطاع الدروس
نوبة الغضب الهستيريا التي تصيب الأطفال ما دون السنتين

حتى سن السنة والنصف، يعبر بكاء الأطفال عن تعبهم وارهاقهم. عندما يبلغ الطفل السنتين، يصبح هذا البكاء الجنوني خطة ومحاولة تلاعب تُستخدم لتحقيق أغراض شخصية.

بهذا العمر، يفهم الطفل معنى كلمة “كلا” ويبدأ باستخدامها باستمرار دون الحصول على نتائج ملموسة. لذلك، هو يبدأ بالتصرف بطريقة هستيرية احتجاجاً على ذلك، مما يزعج معظم الأهالي.

تكمن هنا الأسباب الأساسية التي تدفع الطفل للتصرف بطريقة هستيرية حتى عمر السنتين.

freepik.com
ما هي الطريقة الأمثل للتصرف في هذه الحالة؟

حاولوا منع هذه النوبة من الحصول، خاصة وأن الهستيريا تصاحب هذا النوع من السلوكيات: “أريد أن أشتري هذا وذاك، لن أتخلى عن هذه الرغبة أبداً، اشتروا لي ما أريده الآن.”

إذا لم يكن بامكانكم تجنب الهستيريا، لا تحاولوا التغلب عليها لأن ذلك لن يساهم إلا باستمرارها.

لا يمكنكم إجبار طفل على ايقاف نوبته الهستيرية، ولكن ما يمكنكم فعله هو اخافته وحسب. الصلابة، المثابرة والهدوء- هذه هي المعايير الأساسية التي يجب اتباعها للتعامل مع هذا الموقف.

يتمثل المبدأ الثاني بعدم الاستسلام، لأنه بهذه الحالة، يمكن للتجربة الناجحة أن تتحول إلى سلوك مستقبلي يعتمده الأهل دائماً.

لا تعتمدوا العقاب الجسدي قط لأنه يجعل الموقف أكثر سوءاً ليس إلا. إن عناق الطفل بقوة، وكذلك تكرار حبكم له، يمكن أن يمنعاه من الانفجار. ولكن إذا كان حراً وغاضبا، فلا ينبغي عليكم إيقافه بالقوة. من الأفضل إذن تركه وشأنه.

عندما يقاوم الطفل البقاء مع شخص بالغ، وعندما يضطر الوالدان إلى المغادرة، يجب عليهما المغادرة على الفور، دون تأخير تلك اللحظة.

نوبة الغضب الهستيريا التي تصيب الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 سنوات وما فوق
  • يرغب الطفل خلال هذه الفترة أن يشعر أنه بالغ وأكثر استقلالية.
  • يبدأ الطفل الهستيري بالتعرف إلى نفسه في سن الثالثة ويكون هذا العمر عادة مصحوباً بعناد وسلبية غير مسبوقين وبتعسف واضح.
  • غالباً ما تتميز هذه الفترة بـ: “أرغب في القيام بعكس ما يطلبه والدي مني”.
هل طفلكم غاضب؟

يمكنه التعبير عن غضبه دون الانهيار التام واعتماد ذلك السلوك السيئ. في الوقت نفسه، لا يجب على الطفل أن يشعر أنه قادر على تحقيق مبتغاه من خلال الهستيريا.

أفضل ما يمكن القيام به هو تصويب انتباهه نحو أمور أخرى، كاللعب معه مثلاً أو مشاهدة الرسوم المتحركة. بالطبع، لن يجدي أي من ذلك نفعاً عندما تصل نوبة الهستيريا إلى ذروتها.

من المهم والضروري جداً محاولة منع حدوث النوبة من الأساس كي لا يتعلم الطفل فن التلاعب بأهله من خلالها.

عند عمر الرابعة، تبدأ نوبات الهستيريا بالاختفاء شيئاً فشيئاً لأن الطفل يبدأ باتقان الكلام بشكل كاف ليعبر عن انزعاجه أو رغباته بالكلمات.

أول نقطة قد تساعدكم في إيقاف نوبة الهستيريا هي اعتبار طفلكم رجل كهف.

يتصرف الأطفال كالأشخاص البدائيين بما أنهم يبدأون بالصرخ والبكاء والتكلم بطرق غير مترابطة. من أجل التواصل معهم في مواقف كهذه، عليكم بالنزول إلى مستواهم. لذا، أصدروا ضجيجاً، قوموا بايماءات وتحدثوا بكل طاقتكم!

ولكن انتبهوا!

لا تتصرفوا بغضب ولا تصبوا جام غضبكم على طفلكم قط! بدلاً من ذلك، اتبعوا الطريقة التالية:

  1. • الجمل القصيرة
  2. • التكرار (مئة مرة)
  3. • اللهجة النشطة والمليئة بالطاقة
  4. • تعابير الوجه والإيماءات المتكررة (ابتسامة عريضة، إصبع موجه نحوهم،تلويح)
اتبعوا قاعدة استعادة السلطة السريعة.

هي سهلة للغاية!

عندما يكون طفلكم منزعجاً، تصرفوا كبائع عنيد- كرروا “أمركم” دائماً، وهنا نحن نقصد أنه عليكم أن تفكروا بما يريد الطفل الحصول عليه قبل أن تخبروه بما تريدون أن تقولوه.

لا يستطيع الطفل أن يستمع إلى ما تطلبونه منه في وسط نوبته الهستيرية (تحذيرات، تهديدات، عقوبات، تفسيرات، لن يفهم أياً منها) إلى أن يلاحظ أنكم تفهمون وتحترمون ما يرغب بالحصول عليه من خلال هذه الهستيريا.

لذا، عندما يشعر صغيركم بالانزعاج، وقبل أن تخبروه بضرورة تحليه بالهدوء وما ستقومون به في حال لم يهدأ، حاولوا أن تخبروه بكل صراحة بما تظنون أنه يرغب أو يشعر.

عندما تحدثونه بهذه اللغة الطفولية والمليئة بالطاقة وتستخدمون قاعدة استعادة السلطة السريعة، تشعرون وكأنكم فقدتم عقلكم بالكامل.

ولكن سيتفاعل الأطفال بشكل أفضل عندها لأنكم قد أظهرتم لهم أنكم تستمعون إليهم وتهتمون بمشاعرهم.

إليكم مثالاً على ذلك:

شعر طفلكم ذو السنة والنصف بالملل وبدأ يطرق على الباب كي يخرج. بدأ عندها بالتقيؤ والبكاء… باختصار، أصيب بنوبة هستيريا.

سواء كنتم تخططون للذهاب في نزهة معه أم لا، أول ما عليكم القيام به هو التفكير بما يرغب به الطفل من خلال طرح السؤال التالي عليه بكل حيوية:

الخروج!

أترغب بالخروج مع والدتك؟

عندما يدرك الطفل أنكم تفهمونه ويهدأ قليلاً، يمكنكم الخروج في نزهة أو اقتراح أمر آخر عليه. إذا كان طفلكم يصرخ لأنه يرغب بالرسم باستخدام أحمر شفاه والدته بدلاً من أقلام التلوين الخاصة به، كونوا صدى صوته وعبروا عن مشاعره بنفس الشغف.

  • أريده!
  • أريد الحصول على أحمر شفاه أمي!

تأكدوا من تكرار جملكم واستخدام القصيرة منها و انتبهوا إلى الطريقة التي تلفظونها بها. هو ليس بحاجة لأن يغضب بل فقط لأن يتصرف بنشاط وطاقة.

لا تستغربوا إذا اضطررتم لإعادة الجمل 5 أو 6 مرات قبل أن تجذبوا انتباه طفلكم. ستعرفون أنكم قد أحرزتم تقدماً عندما ينزع الطفل يديه عن عينيه بكل دهشة ويقول:

  • هل قلت شيئاً ما يا أمي؟

ولكن لا تتوقفوا عندها!

عندما يكون الطفل منزعجًا حقًا، قد تحتاجون إلى تكرار هذه العبارة للتعبير عن مشاعره عدة مرات حتى يدرك أنكم تفهمونه حقًا وأنكم في صفه.

لا يستطيع الأطفال التعبير عن مشاعرهم بأنفسهم وهم يظنون أننا لا نفهمهم.

يعتبر ذلك السبب الرئيسي الذي يدفعهم للتصرف بهستيريا بما أنهم يظنون أن لا أحد يفهمهم وأنهم مضطرون أن يتصرفوا بهذه الطريقة.

لهذاـ يجب على الوالدين أن يكونا صوت طفلهم وأن يقولا ما لا يستطيع هو قوله. عندما يرى الطفل بأم عينه أنهما يهتمان بمشاعره، سيصبح أكثر استعداداً للتعاون معهما

اترك رد