قصة البنت التي تشكو من كل شيء دائماً

0

قصة البنت التي تشكو:
يُحكى أن ابنة اشتكت لوالدها من أن حياتها بائسة وأنها لا تعرف كيف ستتمكن من الاستمرار على هذا المنوال. كانت متعبة من الكفاح المستمر والصراع. وكلما حلّت مشكلة ما سرعان ما لحقت بها مشكلة أخرى.

أخذها والدها الطاهي إلى المطبخ. ملأ ثلاثة قدور بالمياه ووضع كل قدرٍ على نار قوية. عندما بدأت القدور الثلاثة بالغليان وضع حبات بطاطس في القدر الأول، ووضع بيضاً في القدر الثاني وقهوة مطحونة في القدر الثالث. ثم تركها تغلي دون أن يقول شيئاً لابنته.

تململت الابنة وانتظرت بفارغ الصبر متسائلة عما كان يفعله. بعد عشرين دقيقة أطفأ النار. ثم أخرج حبات البطاطس من القدر ووضعها في وعاء. ثم أخرج البيض ووضعه في وعاء. وسكب القهوة في كوب.

استدار نحوها وسألها. “ابنتي، ماذا ترين؟”

فأجابت، “بطاطس، بيض وقهوة.”

قال لها “أمعني النظر، والمسي البطاطس.”

ففعلت الفتاة ماطلبه منها وعلّقت بأنها طرية.

ثم طلب منها أن تأخذ بيضة وتكسرها. بعد أن أزالت القشرة لاحظت البيضة المسلوقة.

أخيراً، طلب منها أن تشرب القهوة. جعلتها رائحة القهوة الذكية ترسم ابتسامة على وجهها.

وسألته، “أبي، ما معنى ذلك؟”

عندها شرح لها أن البطاطس، البيض وحبوب القهوة واجهت التحديات نفسها –المياه المغلية. إلا أن كل واحدة منها تفاعلت مع الأمر بطريقة مختلفة. فقد دخلت البطاطس قوية، قاسية ومليئة بالعزم لكنها في المياه المغلية أصبحت طرية وضعيفة.

أما البيضة فكانت ضعيفة، تحمي قشرة خارجية رقيقة السائل الذي بداخلها، إلى أن وضعناها في المياه المغلية. حينها أصبح داخل البيضة صلباً.

أما حبوب القهوة المطحونة فكانت فريدة من نوعها. بعد أن تعرضت للمياه المغلية غيّرت المياه التي وُضعت فيها وخلقت منها شيئاً جديداً.

سألها الوالد، ” أي واحدة هي أنتِ؟”

“عندما تطرق المصاعب بابك، كيف سترد؟ هل أنت بطاطس، بيضة أم حبوب قهوة؟”

العبرة من القصة:

تحدث في الحياة أمور حولنا كما أنها تحدث لنا ولكن الشيء الوحيد الذي يهم حقاً هو كيف نختار أن نتفاعل معها وما الذي سنصنعه منها. فمحور الحياة هو تطويع الصعوبات التي نواجهها والتأقلم معها وتحويلها إلى شيء إيجابي.

اترك رد