الأم المرهقة دائماً : 5 أشياء قد توصلك إلى الانهيار

0

الأم المرهقة :
من الواضح أن نمط حياتنا يتغير كلياً عندما يكون لدينا أطفال صغار السن. في هذه المرحلة يتعذر علينا الاستيقاظ في وقتٍ متأخر في اللحظة الأخيرة للذهاب إلى العمل، أو استغلال عطلة نهاية الأسبوع للنوم أو الاحتفال حتى وقتٍ متأخر من الليل.

تتغير عاداتنا تماماً كما نتغيّر نحن أيضاً. وإن كنا نظن من قبل أننا نعرف معنى عبارة “إرهاق”، ندرك في هذه المرحلة أننا كنا مخطئين. وبعد هذه المرحلة نبدأ بالوصول إلى مستويات جديدة من الإرهاق والتعب.

بالتأكبد علينا الاعتناء طيلة النهار بنسخ مصغرة عنا متقلبة وغير قادرة على شرح ما تريده بوضوح. إنه أمرٌ محبط!

وإذا كنا بالإضافة إى ذلك نعمل، علينا أن نجد طريقة للتوفيق بين الأعمال المنزلية، الواجبات المهنية، تحضير وجبات الطعام، والاعتناء بكل الأطفال، إلى آخره. بصراحة، بمجرد سرد لائحة المهام التي أقوم بها خلال اليوم، أبدأ بالشعور بالدوار.

كل ما أقوم به هو الجري. حسناً، لدي ثلاث أطفال، وبالتالي فإن الأمر طبيعي إلى حد ما. لكن الأمهات اللواتي لديهن طفل أو طفلين فقط يقضين اليوم أيضاً بالجري. ولا أتجرأ حتى على تخيّل ما تقوم به الأمهات اللواتي يمتلكن عدداً أكبر من الأطفال.

فليكن الله بعونكن! وبعد ذلك، وبالإضافة إلى الإجهاد والإرهاق والإحباط الذي نعاني منه، تأتي النساء االأخريات لزيادة الأمر سوءاً.

أنظري، إنها لا تقوم بتمشيط شعرها لا تهتم بمظهرها الخارجي. نعم، كالعادة… الفوضى تعم في منزلها بالكامل.

يا لها من أم سيئة! أطفالها يلعبون بمفردهم فيما تجلس هي لشرب القهوة.

أين ذهب التضامن بين النساء؟ لِمَ نحن سيئات بحق بعضنا البعض إلى هذا الحد؟ بدلاً من دعم بعضنا وإظهار التفهم والتعاطف والتقبل، نقوم بإطلاق الأحكام الجارحة!

من الواضح أن كل هذا يجعل الأمهات في قمة الإرهاق… طيلة الوقت! لكن هذا ليس كل شيء، فهناك مواقف تؤدي إلى تفاقم هذا الشعور بالتعب الكبير.

1- لا تملك الأمهات الكثير من الوقت لتخصيصه لأنفسهن.

قضاء يومنا كاملاً في التركيز على متطلبات الآخرين أمرٌ متعب. لا تسيئوا فهمي، أنا أعشق كوني أماً. إنه أمرٌ ممتع وهي تضحية جميلة، لكن أحياناً تتراكم الكثير إلى الأمور.

من شروق الشمس إلى غروبها، نصب كل تركيزها على شخص آخر. في السابق، كان لدي وقت لأخصصه لنفسي بعد العمل أو في عطلات نهاية الأسبوع.

كان بإمكاني أن أدخل إلى الحمام بمفردي! قد يضحككم الأمر قليلاً، إلا أنها الحقيقة. كان بإمكاني أن أشرب قهوتي بهدوء وأن أشاهد مسلسلاً.

أما الآن، فكل ما أقوم به علي أن أنجزه بسرعة وفي ظل صخب دائم.

فكوننا أمهات، يُعد عملنا الأساسي دون شك هو الاهتمام بالأطفال.

لكن هذا لا يعني أن علينا التخلي عن كل شيْ. ان الاعتناء بأنفسنا، هو ما يحفزنا على الاستمرار. لذلك عندما نهمل أنفسنا، نشعر بالتعب والاكتئاب بسهولة أكبر.

2- الأمهات دائماً في حالة تأهب.

كل حواسهن متيقظة طيلة الوقت! نعم، لديهن حساسية تجعلهن يلاحظن الخطر بطريقة أسهل من النساء اللواتي ليس لديهن أطفال.

إلا أن هذه اليقظة المفرطة تجعل الأمهات يعانين من الإفراط الدائم في التحليل. يقمن بتفحص محيطهن، لأنهن يعرفن أن أطفالهن أصغر من أن يحموا أنفسهم بمفردهم.

هذا التركيز المفرط والمستمر يسبب لهن الإرهاق. نعم، أنا على حافة استنفاد كل طاقتي، لأنني يجب أن أراقب جميع أطفالي باستمرار.

يمكن أن ينخفى الخطر في مواقف قد تبدو عادية تماماً للوهلة الأولى. ولكن كما يُقال، عندما يعم الهدوء تماماً، يجب أن تكون الأم في حالة تأهب.

3- الحذر المفرط

لتعزيز فكرة النقطة السابقة، التي نتحدث فيها عن التركيز المفرط، يجب أن نذكر الحذر المفرط. ما الذي يعنيه هذا؟ مهما كان الموقف الذي يتواجد فيه الطفل، لا يمكن لأي أم سوى أن تتجنب الأسوأ.

وكما يُقال، كلما كبر الأطفال، كبر حجم مشاكلهم. عندما كانوا في المهد، كان حجم وعدد الأخطار قليلاً.

الآن بعد أن أصبحوا يركضون في كل الأرجاء، أصبح كل شيء يمثل تهديداً خطراً. طفل يتأرجح على كرسي، وآخر يركض ويدور حول طاولة، ما إلى ذلك…

فيما يستمتع الأطفال باللعب، تقوم الأمهات باسكتشاف أي شيء قد يمثل مشكلة. على سبيل المثال، لا يمكتتا أن نسمح أن يغيب أطفالنا عن نظرنا.

وعندما نغفو، تبقى كل حواسنا مستيقظة. لذا يتراكم التوتر والقلق ويسببان لنا الإجهاد. وما يسبب لنا التوتر والضغظ ، يسبب لنا التعب والإرهاق أيضاً

4- تعدد المهام إلى أقصى حد

كأم ، أنا محترفة فيما يتعلق بتعدد المهام. في الحقيقة ، ليس لدي فعلياً أي خيار آخر.

كي لا أضيع الوقت، ٍنادراً ما أشاهد التلفاز دون طي الغسيل أو كي الملابس أو القيام بأي شيء آخر. أنثاء الاتصال الهاتفي، أقوم بإطعام طفلي. باختصار، أحاول توفير أكبر قدر ممكن من الوقت.

لكن هذا ليس جيداً، لأنه يعني أننا لا نأخذ قسطاً من الراحة أبداً. نحن لا نستغل اللحظات الصغيرة المليئة بالحنان مع أطفالنا، ولا نأخذ الوقت الكافي لشم الزهور.

نحمل أنفسنا الكثير من الضغط لنكون مثاليات من كل النواحي. على سبيل المثال، لا يمكننا أن نتخيل أن يكون لدينا منزل تعمه الفوضى.

لماذا؟ لأننا لا نريد أن يتهمنا أحد الأشخاص بأننا لا نستطيع التعامل مع كل ما يتعين علينا القيام به. ملاحظة لكل من يحاول انتقادنا: يمكننا التعامل مع أي شيء، لا داعي لان تقلقوا بشأننا.

ببساطة، يحدث أن نشعر أننا نتسابق مع الوقت ونسقط من التعب. لكن كل شيء على ما يرام!

5- الروتين

تتكرر الأيام على نفس المنوال . وأنا أحب ذلك إلى حد ما. نعم، يستيقظ أطفالي وينامون في نفس الوقت كل يوم.

أيامهم منظمة بشكل جيد. أريدهم أن يتعلموا كيفية إدارة أوقات فراغهم وعملهم، لذلك أحاول أن أقدم لهم مثالاً جيداً.

لكن كأم، فإن تأسيس هذا النمط والالتزام به بشكل يومي ليس بالأمر السهل. إذ عليّ كل يوم أن أذهب إلى العمل، وأحضر وجبات الطعام، وأرتب المنزل وأنظفه، وأحضر الغسيل، وأروي قصة ، وأحمم أطفالي، وما إلى ذلك.

هذا الروتين مرهق، حتى لو كان يجعلنا نطمئن. بالإضافة إلى ذلك، نشعر بالتعب حقاً من كل شيء. لقد سئمت من التساؤل عما إذا كان أطفالي سيأكلون بشكل صحي ويلعبون بأمان ويتعلمون.

بغض النظر عن مدى تنظيمكِ، ومدى فعاليتكِ كأم، وبغض النظر عن كيفية تربيتكِ لطفلك، فإن كونك أماً لأطفال صغار يتطلب نسبةً كبيرة من التركيز وشعوراً دائماً بالتيقظ والمراقبة.

وهذا ما سوف يتعبكن عندما تصبحن أمهات. حسنًا ، لقد تم تحذيركن الآن!

اترك رد