أطفالنا لديهم القدرة على شفائنا : حقيقة علمية مذهلة

0

القدرة على شفائنا: أن تكوني امرأة وأم حقيقة ستلامس قلبك وتسيل على وجنتيك وستخبرك بأنه من الصعب والمتعب جداً في بعض الأحيان أن تتمكّني من التوفيق بين هاتين الشخصيتين. وما بين الألم المؤكّد ونشوة تلك اللحظات التي نصبح فيها أمهات، يحملنا هذا اللقاء مع طفلنا إلى مرآة وجودنا كنساء. ونشعر بأنّ هذا الحب الذي يربطنا بطفلنا يشكّل جزءاً من الوحدة التي لن تتركنا أبداً.

هذا الشعور أقوى من أيّ شيء، نشعر في أعماقنا بما يُشبه الصدى الذي يعيدنا باستمرار إلى طفلنا حتى حين يكبر ويتركنا متجهاً نحو آفاق أخرى.

نختبر بقوة حركة الحياة هذه وندرك استحالة العودة عن هذا الحب. إنه حب غير مشروط ينفصل عن كبريائنا لينفتح على ما هو أعظم من الذات، وليفتح ذراعيه مستقبلاً الحياة.

إنّ استقبال كائن في داخلنا وجعله يكبر وينمو في مساحتنا الحميمة لغز لا يمكن أن يمر من دون أن يلاحظه قلبك وأن يظهر في وجودك وفي ما ستصبحين عليه بعد الولادة.

ثمة تفسير مذهل يربطك إلى الأبد بالمرأة التي أنت عليها والأم التي أصبحتِ عليها.

هل تعرفين شيئاً عن الخيمرية الميكرويّة بين الأم والجنين؟

إنه تقاسم الحب في خلايا. في الواقع، وخلال فترة الحمل كلها، ستنتقل خلايا الأم والجنين في دم هذين الكائنين.

ثمة تفسير أكثر إثارة للإهتمام من خلال هذا التبادل الحيوي. فعلاوة عن تشارك الخلايا، ستندمج هذه الخلايا بعد ولادة الطفل وستترك بالتالي في جسد المرأة بصمة تدوم لسنوات وحتى لعقود.

ستبرز هذه البصمة في دماغ الأم وعظامها وجسدها.

وقد أظهرت الدراسات العلمية أن هذه البصمة الجينية تبيّن وجود خلايا من الجنين في جسد الأم حتى بعد حوالى عشرين عاماً من الولادة.

والتفسير أكثر روعة: فتبادل الخلايا بعد أن نصبح أمهات، هو مصدر شفاء.

نحن كأمهات نكوّن طفلنا وفي المقابل يقوم هو بحمايتنا. فقد اتضح أننا إذا مرضنا أثناء الحمل، أي لنقل على سبيل المثال إنّ قلب الأم تعرّض لجرح، فستتوجّه خلايا الطفل على الفور إلى جرح القلب وستتحول عند ملامستها له إلى خلايا لإصلاح ومعالجة القلب.

هذا الرابط بين المرأة الأم الذي ينمو طفلها فيها وذاك الطفل الذي يحمي ويداوي الجراح هو لقاء فريد. إنه يشكّل جزءً من التجارب التي تعيشينها من دون أن تتمكني من تفسيرها، والتي تعيدك إلى حقيقة لا مفر منها وهي أنك تشعرين بطفلك حتى عندما لا يكون موجوداً.

يقودني هذا الدليل العلمي إلى أن أختم بهذه الحقيقة الجميلة عن الحب الذي نحمله لأطفالنا طوال حياتنا.

أطفالنا لديهم هذه القدرة على شفائنا، ونحن الأمهات لدينا القدرة على جعلهم يكبرون.

اترك رد