معالجة اضطرابات النوم عند ولدك المراهق : اقتراحات عملية

0

معالجة اضطرابات النوم

يمكن القيام ببعض الخطوات لمساعدة المراهق حتى وإن كانت لا تظهر عليه كافة أعراض اضطراب النوم. يمكن أن تستشيري أخصائياً أو على الأقل طبيبه المعالج.

في حالة الأرق بالتحديد، تبقى الخطوات الرئيسيّة هي النوم الصحي، الاسترخاء، وضبط المنبّهات: “السرير هو للنوم”، وانتظام النوم خلال الأسبوع.

يمكن لطبيب مختص في النوم أن يساعد ولدك المراهق عبر تكييف هذه التقنيات مع حالته الخاصة. فإذا كان ولدك يتقلّب في السرير لساعات من دون أن يتمكّن من أن ينام مثلاً، فسيقترح عليه أن ينام في وقت متأخر قليلاً. إن كان ولدك يعاني من القلق أو الخوف، فسيقترح عليه أن يتعلّم كيف يسترخي.

تعدّ القراءة وسيلة ممتازة للاسترخاء والنعاس. اسألي ولدك عما يرغب في قراءته. رافقيه إلى المكتبة كي يختار كتباً أو مجلات.

اجعلي ولدك المراهق مسؤولاً عن تغيّر وتيرة نومه

الاهتمام بالنوم هو كالاهتمام بالجسد، مسألة يمكن تعلّمها. أكّدي على أهميّة النوم وأنه ضروري وأساسي لصحته الجسديّة والعاطفيّة والسلوكيّة.

استيقاظ المراهقين الصعب

يجب أن تحمّليه مسؤولية الاستيقاظ بنفسه في الصباح شرط أن تراقبيه وتحرصي على ألا يتأخر. وضع المنبّه بعيداً عن متناول يده سيجبره على أن يخرج من سريره ليطفئه. يُمنع بالتأكيد استعمال الهاتف الخلوي كمنبّه للاستيقاظ.

اتركي له حرية اختيار الساعة التي سيستيقظ فيها، شرط أن يتمكّن من الوصول إلى المدرسة في الوقت المناسب. فتلميذ الإعدادي الذي يأخذ وقته لتناول الفطور، سيتأقلم سريعاً مع مواعيد المدرسة المتوسطة، عبر استبدال قصعة الحليب مثلاً بعلبة لبن رائب.

فطور متأخر

لا يشعر ولدك المراهق بالجوع عند الاستيقاظ. وتناول الطعام يشعره أحياناً بالغثيان. حاولي أن تصلي معه إلى تسوية: علبة لبن رائب، قطعة من البسكويت وعصير فواكه. اسأليه عما يمكنه أن يبتلعه بسهولة أكبر أو اقترحي عليه أن يحمل معه وجبة خفيفة.

أتذكّر أنني كنت أذهب إلى المدرسة في المرحلة الثانويّة من دون تناول أيّ طعام لأسباب عدة: لأتمكّن من أن أنام عشر دقائق إضافية ولأني لم أكن أشعر بالجوع، ولكي أتمكّن من اللحاق بالباص الذي يمر عند السابعة وخمس دقائق، ما كان يغضب أمي ويحزنها. لكن التعلّم ليس بالمسألة السهلة فيما المعدة خاوية.

التأخير

إن كان ولدك المراهق يجد صعوبة في الانطلاق عند الصباح، فاعلميه أنه لا يستطيع أن يعرقل الآخرين ويمنعهم من المضي وفقاً لوتيرتهم الخاصة، عبر النوم مجدداً في الحمام بعد إقفال بابه.

لا تطالبيه بأن يكون فرحاً عند الاستيقاظ إنما ينبغي ألا يتصرّف بطريقة مسيئة أو جارحة معك أو مع أشقائه وشقيقاته. أنا نفسي لا أستيقظ بمزاج جيد في الصباح لكنني أجبر نفسي على أن أرد بهدوء على الطلبات في الصباح: “لست في حال تسمح لي بأن أجيب، سنتحدّث في الموضوع لاحقاً.”

مزاج سيء بعد المدرسة

عند الخروج من المدرسة، يجب أن يدرك ولدك أن قلّة النوم هي السبب في مزاجه المتعكّر أو في سلوكه العدائيّ. ويجب أن يدرك أيضاً أنّ سلوك المحيطين به ليس السبب وأنّ عليه أن يعالج الأمر عبر النوم في وقت أبكر والحصول على قسط كافٍ من النوم.

يمكنه أن يخصص “بعض الوقت الهادئ لوحده” عند عودته إلى المنزل كي يستعيد نشاطه ثم يقوم بواجباته المدرسيّة ليبقى لديه ما يكفي من الوقت الحرّ في المساء.

في الختام…

آمل أن يكون هذا المقال قد ساعدك في فهم النوم عند المراهقين بشكل أفضل. ما تعتبرينه أحياناً “معركة من أجل النوم” ليس مسؤولية المراهق بالكامل، فهو “مبرمج” كي ينام ويصحى متأخراً. ويقضي دورك كأم بتوعيته على الآثار الضارة لقلة النوم وبالعمل معه كي يجد بنفسه الحلول التي تناسبه ليتمكّن من النوم في وقت أبكر. أما الهدف فهو أن يتمكّن من وضع طقوس نوم عديدة تساعده على أن ينام أكثر لكي يتقدّم ويكبر ويتحمّل مسؤولية نفسه ضمن ظروف جيدة فيمضي قدماً في الحياة وينجح.

شاركينا رأيك في التعليقات أدناه!

اترك رد