كيف نحول درجات الطفل السيئة في المدرسة إلى فرصة للتحفيز والتحسين

0

التشجيع والتحفيز بدلاً من العقاب أو العظة

غالباً ما تثير الدرجة أو العلامة السيئة التوتّر بين التلميذ وأهله؛ علماً أنها تستطيع أن تكون فرصة لا تعوض للتحليل والتحفيز.

يمكننا أن نقارن المسألة بالطريقة التي يشجّع بها المرشد في الجبال المجموعة التي ترافقه والتي بدأت تشعر بالتعب. يمكن للمرشد أن يشير إلى الجهود التي بذلتها المجموعة وإلى المسافة التي قطعتها واللذة التي شعر بها الجميع حتى الساعة وأن يُبرز الهدف ويجعله قابلاً للتحقيق. يمكن للخطاب المحفّز أن يتخذ الشكل التالي: “انطلقنا من القرية التي نراها في الأسفل. هذا الصباح، كنا إذاً عند سفح الجبل. سرنا في الدرب الملتوي لبضعة كيلومترات وبدأت الأمور تصبح جديّة عند الظهر مع فارق في الارتفاع تجاوز 300 متر. كان الدرب صعباً وشديد الانحدار، وقد سرنا بمحاذاة الجدول واستمتعنا بجمال مناظر الجبل. قطعنا جزءاً كبيراً من المسار ويمكننا أن نكون فخورين بأنفسنا. يمكننا الآن أن نستفيد من المشهد المطلّ لبضع دقائق لكننا سنتابع السير قبل أن تبرد أجسادنا ونسلك الطريق الذي سيمتّع أنظارنا بالمزيد من الجمال. الهدف: هو بلوغ القمّة قبل أن يحلّ الليل!”

في المقابل، يمكن للمرشد في الجبال أن يسلّط الضوء على نقاط الضعف لدى مرافقيه وأن يُبرز المصاعب التي تنتظرهم: “أنتم متعبون في حين أنكم لم تقطعوا بعد سوى نصف الدرب. إنّ المرحلة الأصعب قادمة لأنّ الارتفاعات التي قطعناها تُعتبر مجرد نزهة مقارنة مع ما ينتظرنا! ما زلنا نرى القريّة في الأسفل ما يعني أنّ الدرب لا يزال طويلاً! عليكم أن تتحرّكوا إذاً وأن تتوقّفوا عن الشكوى!”

يشير الخطاب الأول إلى العمل المنجز ويمنح الطاقة اللازمة لبلوغ الهدف في حين أنّ الخطاب الثاني يسبب الإحباط ويُفقد الشخص شجاعته وتصميمه. وينطبق الأمر نفسه على تحليل وفهم درجات الطلاب السيئة.

تحليل الدرجات السيئة مع الصغار

يُفضّل أن ندع الطلاب يتحدثون هم أنفسهم عن طريقة عملهم وعن الأسباب التي تبرر النتائج التي سجّلوها. عند شرح الأمور، يمكن للطلاب أن يدركوا غياب المنهجيّة أو وجودها في عملهم وأن يلاحظوا عاداتهم السيئة أو الجيدة. كما سيدركون أيضاً أنهم يتمتعون بقدرة شخصيّة على تحسين نتائجهم وأنّ هذه الأخيرة قابلة لذلك، أيّ أنهم يستطيعون تحسين درجاتهم عبر اتباع عادات، وطريقة عمل، ودعم ومنهجيّة مناسبة أكثر. نحن لا نريد للأولاد أن يستسلموا إذ أنهم يحتاجون لأن يثقوا بالمستقبل كي يتقدّموا ويتحسّنوا.

التحفيز عبر وضع أهداف
بناء أهداف واقعيّة بالشراكة

يمكن العمل معاً على وضع أهداف قابلة للتحقيق. فالطالب الذي نال 7 كمعدل في الرياضيات في الفصل الأول، يمكن أن نحدد له هدفاً وهو بلوغ 10 كمعدل في الفصل التالي. يمكن لتحديد هذا الهدف أن يرتكز إلى النقاط التالية:

  • رغبة أو أمنية
  • تحقيق أو انجاز
  • عقبات أو صعاب
  • خيارات
  • خطة عمل
تحديد نقاط أساسيّة لخدمة الأهداف

لعله من المفيد أن نحدد نقطتين أو ثلاث نقاط تتطلّب تحسيناً ونعطيها الأولويّة لكي نحول دون أن يفقد الطلاب الذين نالوا درجات سيئة الشجاعة والدافع للعمل ولكي يشعروا بأنهم قادرون على بلوغ أهدافهم. ويمكن لهذه النقاط أن تكون كالتالي، وذلك بحسب الحاجة:

  • التنظيم والاستباق
  • منهجيّة الحفظ غيباً
  • متابعة الواجبات المدرسيّة
  • التركيز
  • المراجعة والتحضير للاختبارات
  • تدوين الملاحظات في الصف
  • تحديد الوقت المخصص للهاتف والتلفزيون وسواهما
  • الثقة بالنفس
  • السيطرة على الضغط النفسي وحُسن إدارته
اترك رد