هل نربي أطفالاً أم حمقى؟ (1)

ممممم…

هل نربي أطفالاً: إنه سؤال على كل أبٍ وأمٍ أن يطرحاه على نفسيهما.

منذ ما لا يزيد عن خمسين عاماً، لم يكن هناك إلى حد ما أطفال يبلغون 6 أو 7 سنوات لا يعرفون كيف يتم اشعال النار بواسطة غصن مبلل والاستعداد لقضاء ليلة في الطبيعة.

لم يكن هؤلاء الأطفال يرون الطبيعة على أنها شيء خطير ومتوحش، لكنهم كانوا يعرفونها ويحبونها.

إن القدر الهائل من الرعاية والشكاوى التي يتلقاها المعلمون والمربون من الأهل ويواجهونها، هي أكثر من كارثية.

باختصار، يكبر الأطفال في حصن قاحل، بعيداً عن كل ما يُعد طبيعياً بالنسبة لسنهم: اللعب، الاتساخ، الاستقلالية، المغامرة، الطبيعة، الأرض والسماء.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو الأطفال بشكل واضح جامدين وقلقين في وجود أهلهم.

يقلق الأهل بشأن كيفية حماية أطفالهم من الذئاب والدببة والجوع والشتاء والحرائق والطين والعشب والغابة والجداول…

إنها قائمة غريبة حول المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في الطبيعة بعيداً عن المدينة.

أما التجربة التالية المؤلمة فهي حول النصائح التي يقدمها الأهل لأطفالهم قبل الصعود إلى الحافلة للذهاب في رحلة مدرسية (على سبيل المثال)، والتي تبدو كارثية تماماً:

  • احذر من الثعابين ومن الحيوانات المفترسة…
  • احذر من البرق…
  • لا تقفز في كل اتجاه!
  • كن هادئاً…

يترافق كل ذلك مع نظرات فراق حزينة، على الأرجح لأن الأطفال ذاهبون بمفردهم إلى الأراضي القاحلة في الغابة أو الصحراء.
بالتأكيد هذا ليس سوى مثل واحد!
لكنه ينطبق حرفياً على كل المواقف التي يواجهها الطفل. إلا أننا سنستمر في استخدام هذا المثل كي نفهم العلاقة الغريبة التي تنمو وتتطور بين الأطفال وأهلهم. فلنتخيل إذن مجموعة من خمسين طفلاً ذاهبون في رحلة مع معلم.

غياب التواصل

التواصل بين الأطفال خلال أول ساعة أو ساعتين يكون غير موجود على الإطلاق.

عوضاً عن ذلك، يسيطر التواصل عبر الهواتف الخليوية والألعاب، فضلاً عن الشعور بالغرابة ضمن مجموعة مع سماعات على الأذنين.

حتى في وقت لاحق خلال الرحلة، يعاني الأطفال من صعوبة في التخلي عن هواتفهم الخليوية.

تدريجياً، يختفي هذا الإدمان ببطء أثناء الإقامة في الخارج، لكن عدداً قليلاً من الأطفال يقاومون بشدة إغلاق الهواتف الخليوية والموسيقى.

premium freepik
التحضير المخزي

إن مجرد رؤية الطعام والمعدات التي حضرها الأهل للأطفال مؤسفة جداً.

في نسبة توازي 100% من الحالات، لم يشارك الأطفال في تحضير أغراضهم ولا يملكون أدنى فكرة حول ما يحملونه في حقائبهم، لا عن الطعام ولا عن الملابس.

على الرغم من أنهم حصلوا على قائمة محددة، إلا أن الأهل لم يروا أن هناك ضرورة في التقيد بها.

عوضاً عن الفواكه الجافة والمكسرات، التفاح والماء بكمية كافية لعدة ساعات من التنزه، يحمل الأطفال كمية كبيرة من الوجبات الخفيفة، العلكة والحلويات والعصير على شكل بودرة الذي يتم تذوبيه…

المناديل المعكرة هو العنصر الذي ينساه الأطفال في أغلب الأحيان.

بعض الأطفال يحضرون مناديل ورقية لاستخدامها أثناء العطس، والبعض الآخر كانت لديهم بقايا المناديل التي تم لف الشطيرة بها.

ولن أتحدث عن الملابس الاحتياطية.

عدد قليل من الأطفال لديهم زجاجة ماء تسع 1 لتر من الماء، لأن الآهل لا يجدون أي خطأ في عدم شرب الطفل للمياه.

بالنسبة إليهم، من المنطقي ألا يستخدم أطفالهم سوى عصير الفواكه، الذي يكون حتماً مليئاً بالسكر ولا يروي عطش الأطفال أثناء الرحلة.

أعواد الثقاب وسكين الطي جزء من الخيال العلمي.

لا يمتلك أي طفل هذه الأدوات، على الرغم من أن المربي يكون قد أصر على ضرورة إحضارها.

بعد كل شيء، يخاف المربي أيضاً ما إذا كان سيتمكن من تنشيط الشعور الطبيعي بالرضى والمتعة لدى الأطفال عبر الأنشطة التي تُقام في الهواء الطلق.

التعليقات مغلقة.