أسباب لتصرفات ولدكم السيئة لم تخطر ببالكم

سبب للسلوكيات الاشكالية لدى الطفل: “الضغط النفسي”

يمكن للضغط النفسي أن يثير لدى الراشد ولدى الطفل على حدّ سواء، ثلاثة أنواع من ردود الفعل:
  • الهجوم (الولد يصرخ، يضرب…)
  • الهروب (الولد يبكي، يحرد…)
  • أو الجمود (يجمد الولد من الخوف)

عندما ترون الولد في حال من هذه الحالات الثلاث فهو يتعرّض لضغط نفسي… والضغط النفسي يمنع الولد من أن يصغي أو من أن يسمع ما تقولونه له.

بالتالي، لا فائدة من أن تلقوا عليه محاضرة في مثل هذه الأوقات أو أن تشرحوا له كيف عليه أن يتصرف أو أن تدعوه للتفكير في سلوكه قائلين له “إذهب إلى غرفتك وفكر في ما حصل للتو!”: سيمنعه الضغط النفسي من التفكير حتى!

ما يحتاجه الطفل في هذه اللحظات هو أن تساعدوه على تهدئة عقله المعرّض للضغط، عبر تعليمه مثلاً أساليب بسيطة كي يتحكّم بالتوتر والضغط كالتنفّس واستعادة الهدوء، الخ…لكن الوسيلة الأشد فاعلية هي أن تشحنوا خزّانه العاطفي بهرمون الاكسيتوسين.

والاكسيتوسين هو هرمون تفرزه الغدة النخامية وهي غدة موجودة في الدماغ ويُعرف باسم “هرمون الحب”.

وضعنا في جدول أعمال العائلة أرباع ساعة “لملء الخزان العاطفي”: عندما يعودون من المدرسة وبحسب حاجتهم في تلك اللحظة، نقترح عليهم: عناق طويل، جلسة “جنون في السرير”، مباراة كرة قدم، رقص، لعب على منصة القفز، الخ…

علاوة عن الحدّ من التصرفات والسلوكيات المتطرفة وغيرها من النزاعات، تسمح لنا هذه الأوقات المخصصة “لملء الخزان العاطفي” بإقامة صلة ورابط معهم وبرؤيتهم ينطلقون مجدداً مليئين بالحب ومتحمسين!

جرّبوا!

سبب آخر للسلوكيات الإشكالية – “نقص المعلومات”

غالباً ما نعتقد أنّ الأمور واضحة وجلية لكن ثمة الكثير من القواعد المختلفة التي لم يخطر لنا قط أن نشرحها لهم!

على سبيل المثال: في المدرسة أو الحضانة، تم تعليق أوراق كبيرة على الجدران وطُلب من الأولاد الرسم عليها!

عند عودته إلى المنزل، يأخذ ولدك أقلامه ويشرع بالرسم على الجدران!

من الواضح أنّ لا نيّة له في أن يسبب أيّ أذى…

لكنه لم يكن يملك المعلومة وحسب: إنه لا يميّز بعد بين الكتابة على الجدار مباشرة والكتابة على ورقة أولاً!

إذن، دورنا كأهل هو:
  • أن نطرح على أنفسنا أولاً الأسئلة التالية في مواجهة تصرفات ولدنا: “هل يعلم؟” “هل يعرف قواعد استعمال أو استخدام هذا؟”، “هل فهم فعلاً؟”، “هل قلت له من قبل.”
  • أن نعطيه المعلومات (والأمثل هو أن نختار صيغة ايجابية): “هذا ما يحصل عندما…” أو “هذا هو الاستخدام…” أو “الأقلام، تستعمل على الورق”…
السبب الثالث للسلوكيات الاشكاليّة – “سلوك يناسب سنّه”

سيسمح لنا الاهتمام بمختلف مراحل النمو والتطوّر التي يمرّ بها أولادنا بأن نكيّف ردود أفعالنا وشروطنا بحسب قدرات وحاجات أعمارهم.

قد يكون من الصعب أن نفهم بعض تصرفات أولادنا وأن نتعامل معها، علماً أنها طبيعيّة وعاديّة وحسب!

بعض الأمثلة:
  • في سن 15 شهراً، يفعل ما منعه والده من فعله للتو… وهو ينظر في عينيه مباشرة ويبتسم
  • في سن 3 سنوات، تخشى النزول إلى الماء في حين أنها اعتادت أن تقفز بحماس في حوض السباحة حين كانت في الثانية من عمرها
  • في سن 4 سنوات، لا يحفظ نصف ما أطلب منه أن يفعله، الخ..

إذن، في مواجهة أيّ مشكلة تعترضكم، اطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: “أليس هذا السلوك سلوكاً طبيعياً وحسب في مثل سنّه؟”

ولا تترددوا خصوصاً في أن تتحدثوا في هذا الشأن مع أهالي آخرين… إن كان الأولاد الآخرون في مثل سنه يتصرفون على النحو نفسه فهذا يعني أنّ الأمر طبيعي… وليس مشكلة يتوجّب حلّها.

التعليقات مغلقة.