الطريقة التي تجعل ولدكم يعشق القراءة (الطريقة القديمة لا تنفع!)

الطريقة التي تجعل ولدكم يعشق القراءة

إنّ إعادة قراءة الدرس وحسب ومحاولة قراءته بسرعة أكبر استراتيجيتان غير فاعلتين لحفظ المعلومات التي نقرأها. كما أنّ الاكتفاء بتظليل أو تعليم أو وضع خط تحت العناصر الهامة في النص مشابه للنشاط السلبيّ، من منظور التعلّم. في الواقع، إنّ وضع الخط لا ينشئ روابط بين العناصر المختلفة في الذاكرة، علماً أنّ المعلومة تُحفظ عندما تُدرج في شبكة عصبيّة. كما أنّ إعادة قراءة الدرس عند انتهائها أو فور إنهاء القراءة الأولى يمكن أن يترك انطباعاً خاطئاً بأننا تمكّنا منه وأتقناه، وذلك لأننا أصبحنا نألف النص.

إنّ القراءة الإيجابيّة ضروريّة للحفظ على المدى الطويل. بالتالي، من الأفضل أن يكون لدينا رؤية شاملة قبل أن نغوص في القراءة وأن نتسلّح باستراتيجيات القراءة الايجابيّة التي سنصفها أدناه.

1- مسح المحتوى وأخذ فكرة عامة عنه

يجب أن نكوّن فكرة عامة عن العناصر التي سيتوّسع النص فيها. تكمن الفكرة في الاستناد إلى عناصر بارزة في الدرس، مثل أهداف الفصل، الكلمات الرئيسيّة، التعريفات، العناوين والعناوين الفرعيّة والصور. تقدّم بعض الكتب ملخصات: يمكنكم قراءتها قبل (إعادة) قراءة الفصل بالتفصيل إذ يسمح لكم هذا بتكوين فكرة مسبقة عما سيتم التوسّع فيه.

إذن، من المفيد أن نخصص بضع دقائق لنستعرض بشكل سريع المحتوى كله قبل أن نبدأ القراءة المفصّلة وذلك لكي نحدد إطاراً ونعطي اتجاهاً للدماغ.

2- إجبار النفس على التذكّر من دون وسيلة مساعدة تحت ناظرينا

قبل أن نحاول استعادة المعلومات المخزّنة في الذاكرة، لا بد من أن نقرأ ونحن نضع لأنفسنا هدفاً: استخراج الأفكار الرئيسيّة من النص (عبر تحديد الكلمات الأساسيّة التي ينبغي أن نعرّفها أو عبر قراءة المراحل). علينا بعدئذ أن نغلق الكتاب أو الدفتر ومن ثم أن ندوّن هذه الأفكار الرئيسيّة. في حال نسينا، نعيد قراءة النص ونجري محاولة جديدة لاستعادة المعلومات من الذاكرة، ومن دون أن يكون النص تحت ناظرينا طبعاً.

عند المراجعة في مرحلة لاحقة، سنغلق الدفتر ونكرر المعلومات المهمة من دون أن نعيد قراءة الملاحظات ثم نتحقق من النص الأصلي.

pixabay.com
3- التفكير في المحتوى

يسمح أخذ استراحات منتظمة خلال القراءة بالتفكير: نلخّص شفهياً وبكلماتنا الخاصة ما قرأناه للتو ونبتكر أسئلة بشأن المحتوى ونحاول أن نجيب عليها، نجد شخصاً يمكننا أن نناقش المحتوى معه، نبحث عن روابط بمعلومات نعرفها (يمكن على سبيل المثال أن نقارن تراكم المواد حول الشمس عند تشكّل النظام الشمسي بتشكّل كتل الغبار حيث يتجمّع الغبار كما تتجمّع المادة).

4- وضع تعليقات

يشكّل وضع تعليقات على النص استراتيجيّة لقراءة ايجابيّة أيّ أننا نستطيع أن نكتب تعليقات أو أسئلة على هامش النص أثناء القراءة. يمكن للتعليقات أن تتخذ أشكالاً مختلفة مثل:

  • إعادة صياغة الأفكار الرئيسيّة
  • تعريف المفاهيم
  • أمثلة شخصيّة أو صلات بعناصر أخرى
  • معلومات تتطلب توضيحاً
  • أسئلة يمكن للمدرّس أن يطرحها
5- تلخيص

إنّ ايجاد وسائل للتفكير في النص يحسّن فهمه. ويمكن لتلخيص النقطة الأساسيّة في كل صفحة (أو كل فقرة)، من دون أن يكون النص تحت ناظرينا بل بعد اغلاق الدفتر أو إغماض العينين، أن يكون فعّالاً في هذا الإطار. كلما كان الملخّص شخصياً (بكلماتنا الخاصة، وليس إعادة لكلمات النص التي حفظناها غيباً)، كلما كان حفظ المعلومات فاعلاً أكثر على المدى الطويل.

من المهم أن نتمكّن من التعبير عن الأفكار الرئيسيّة في الصفحة أو الفقرة وأن نجد السبيل لربطها بالصفحات اللاحقة. يمكن للملخصات أن تستند إلى التعليقات التي أشرنا إليها في النقطة 4. في حال بقي الملخص غير مترابط، فلا بد من إعادة قراءة المقاطع التي لم نفهمها لكي تترابط العناصر بشكل منطقي. يجب أن تكون إعادة القراءة هذه من جديد ايجابيّة (تسجيل ملاحظات أخرى على النص، طرح أسئلة جديدة على الذات، مناقشة المحتوى مع شخص آخر، إجراء مقارنات…)

التعليقات مغلقة.