أيمكن للتلامذة أن يذاكروا وهم يفعلون شيئاً آخر أم أن الأمر من محض خيالهم فقط؟

في كتابه التعلم المرئي: ما تقوله العلوم عن التعلم، يشير جون هاتي إلى أن قيام التلميذ بأي شيء آخر أثناء التعلم هو عامل سلبي ليس لمصلحته. إن القيام بأكثر من أمر في الوقت عينه يؤثر على عملية التعلم.

عندما يتعلق الأمر باكتساب معرفة جديدة وحفظها، لا يستطيع البشر أن يقوموا بمهام عديدة في الوقت عينه. حتى عندما يبدو أننا نقوم بأكثر من نشاط واحد في نفس الوقت، فنحن نجمع في الحقيقة بين عدد من المهارات التي نتقنها وننجز عملاً تلو الآخر دون أن ننتبه (وبالتالي دون إدراك كلفة هذا التناوب). لا يمكننا القيام بذلك إلا إذا كانت طبيعة المهام المطروحة لا تتطلب يقظة مستمرة أو استيعاباً للمعلومات الجديدة من جانبنا.

“عندما يبدو لنا أن الأشخاص يقومون بمهام متعددة، فهم يتداخلون مع مهمتين ( أو أكثر)، ولكن هذه المهام تقع ضمن نطاق قدرات انتباههم. لا يؤدي تعدد المهام إلى زيادة قدراتكم، حتى عندما تصبون كامل تركيزكم وانتباهكم عليها. بمجرد أن يدخل التوتر في الموضوع، فإن الإنتقال من مهمة لأخرى سيقلل من قدراتكم ويخفض من كفاءتكم.”-جون هاتي

نفهم إذن أن القيام بعدة أشياء في الوقت نفسه لا يتوافق مع التعلم العميق والناجح (مثل تصفح مواقع التواصل الإجتماعي أثناء حل الفروض، ترك الهاتف يرن أو يهتز عند وصول الإشعارات، تشغيل التلفاز، الاستماع إلى الموسيقى أثناء المراجعة وحل الفروض). إن القيام بعدة أمور في الوقت نفسه يضمن أداءً أقل في مرحلة محددة.

التكلفة التي تدفعونها عند الإنتقال من مهمة إلى أخرى مخفية ولكنها باهظة جداً: الأشخاص الذي ينتقلون بين الأنشطة المختلفة لا يدركون التدهور في أدائهم من ناحية التعلم المستمر والتفكير العميق (الجمع بين المعلومات، الحفظ عن ظهر قلب، الإجابة عن الأسئلة، تحديد المعلومات المهمة، التوليف بين المعلومات…).

نصائح للتلامذة

يصر جون هاتي على إقناع الطلاب بأنهم غير قادرين على القيام بأمرين (أو أكثر) في نفس الوقت إذا كان أحد هذه الأنشطة يتطلب تعليماً. فعندما ينقسم الانتباه، لا يمكن لهم أن يتعلموا.

لا ينبغي تشجيع الطلاب على تخيل أنهم يستطيعون الدراسة بفعالية أثناء استخدام Facebook أو Instagram. كلما انشغل الشخص في الأنشطة المختلفة خلال هذه الأوقات التي ينوي التعلم أثناءها، تزيد احتمالية حدوث التداخل، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة كبيرة للغاية بتكلفة باهظة. – جون هاتي

التعليقات مغلقة.