مشاكل المفاصل والروماتيزم والأمراض الذاتية المناعة : ما هي وعن ماذا تنتج ؟

0

يبدو أن الالتهاب يرتبط تقريباً بكل الأمراض المزمنة المعروفة – من أمراض القلب إلى السرطان، ومن السكري إلى البدانة، من التوحد إلى الخرف وحتى الكآبة. هناك أمراض أخرى التهابية مثل الحساسيات، الربو، التهاب المفاصل والأمراض الذاتية المناعة في حالة تصاعد مستمر.

يعرف الأطباء كيف يضعون حداً للالتهاب بواسطة الأسبرين، الأدوية المضادة للالتهاب، الستيرويدات والأدوية المثبطة للمناعة التي كلما زادت فعاليتها زادت تأثيراتها الجانبية. ولكنهم لا يعرفون كيف يجدون الأسباب الكامنة للالتهاب في الأمراض المزمنة وكيف يعالجونها. الأسباب الكامنة لهذه الأمراض الالتهابية هي مسببات الحساسية الخفية، الالتهابات، السموم الموجودة في البيئة، النظام الغذائي المسبب للالتهابات والضغط النفسي.

من بين الأمراض الذاتية المناعة نذكر التهاب المفاصل الروماتيزمي، الذئبة، التصلب اللويحي، أمراض الغدة الدرقية، أمراض الأمعاء الالتهابية وغيرها الكثير.

تُعالج هذه الأمراض غالباً بدواء قوي مثبط للمناعة، ولكن لا تتم معالجة السبب.

إذا أردتم أن تتخلصوا من الالتهاب في الجسم، يجب أن تعثروا على مصدره. عالجوا النار لا الدخان. في الطب، نتعلم خصوصاً تشخيص المرض عن طريق أعراضه، وليس عن طريق اكتشاف السبب الكامن وراءه.

الأمراض الذاتية المناعة : ما هي وعن ماذا تنتج ؟

نحن نواجه في عصرنا الحالي وباء من الحساسية، الربو والأمراض الذاتية المناعة. تتضمن التهاب المفاصل الروماتيزمي، الذئبة، التصلب اللويحي، الصدفية، مرض السيلياك، أمراض الغدة الدرقية وعوارض أخرى عديدة من الصعب تصنيفها في القرن الواحد والعشرين.

إنها كلها أمراض ذاتية المناعة، وكلها ترتبط بعملية بيوكيميائية أساسية : إنها ردة فعل مناعية لا يمكن التحكم بها معروفة أيضاً باسم التهاب في أجهزة الجسم يدفع جسمكم لمهاجمة أنسجته.

جهازكم المناعي هو دفاعكم ضد الغزاة. إنه جيشكم الداخلي ويجب أن يميّز بوضوح الصديق من العدو. تحدث الأمراض الذاتية المناعة عندما بكون جهازكم المناعي مشوشاً.

بحارب جسمكم شيئاً ما : التهاب، مادة محسسة، طعام أو ردة فعل على الضغط النفسي- ولكنه يعيد توجيه هجومه العدواني نحو مفاصلكم، دماغكم، غدتكم الدرقية، أمعائكم، جلدكم أو أحياناً كل جسمكم.

كل تشوش مناعي ينتج عما نسميه تقليد الجزيئات. الطب التقليدي لا يمتلك طريقة للعثور على أصل المشكلة. الطب الوظيفي يمنحنا خريطة لاكتشاف أي جزيئة تقلّدها الخلايا.

ملاحظة مهمة، الأمراض الذاتية المناعة تحدث تقريباً بشكل حصري في البلدان المتطورة. الناس في البلدان الفقيرة لا يصابون بهذه الأمراض.

إذا كبرتم في مزرعة محاطين بالكثير من الحيوانات، فأنتم أقل عرضة للإصابة بهذه الأمراض الالتهابية. اللعب بالأوساخ والتعرض للحشرات والعدوى يدرب جهازكم المناعي على التعرف إلى ما هو غريب.

لسوء الحظ، أن هناك العديد من العلاجات التقليدية المتوفرة يمكن أن تجعلكم تشعرون بأنكم في حال أسوأ. مضادات الالتهاب مثل Advil، الستيرويدات، مثبطات المناعة مثل methotrexate وكوابح TNF-alpha مثل Enbrel و Remicade يمكن أن تتسبب بنزيف في الأمعاء، بقصور كلوي، بكآبة، بحالة ذهان عقلي، بترقق العظام، بفقدان العضلات وبالسكري.

عندما تستخدم هذه الأدوية بطريقة انتقائية ومدروسة، يمكنها أن تساعد الناس على استعادة حياتهم. لكنها لا توصلهم إلى حل على المدى الطويل. إنها ليست علاجاً، لكنها تخفف الالتهاب ولا تعالج السبب العميق للمرض.

اترك رد