هذه الأم تعترف بالحاجز الذي يفصل الأهل عن أولادهم
مَن مِن الأهل لم يطلب منهم اولادهم أن يناموا معهم ؟ يؤكد الكثيرون أنه يجب على الأهل أن يرفضوا دائماً هذا النوع من الطلبات، لعدة أسباب. إذن عندما نقول “نعم”، نشعر بالذنب لأننا لم نقم بالأمور كما يجب…
كتبت بيكي في مدونة “Your Modern Family” مقالاً مؤثراً عن الموضوع. إليكم ترجمته :
أولادي لديهم عبارة جديدة مفضلة…”ماما أتريدين أن تنامي معي؟” هل تسمعون هذا كل مساء مثلي؟ أولادي يريدون أن أنام معهم كل مساء. هذا السؤال دائماً في تفكيرهم، لأنهم يحبون أن يمضوا وقتاً معنا.
منذ بضع سنوات، توفي ابن صديق للعائلة بينما كان نائماً. بعد أسبوع، توفي صبي آخر في مدينتنا عمره سبع سنوات، فجأة، بينما كان يلعب. من الصعب عليّ أن أفكر وأن أتكلم وأن أكتب عنهما. لدينا أولاد أعمارهم متقاربة مع هؤلاء الصبيان.
أتعرفون ما كان يسألني إياه أحد أولادنا كل مساء بينما انا أعانقه…”ماما، هل ستنامين معي؟” أنا حزينة الآن لأنه في أغلب الليالي، يكون جوابي هو التالي :”ثانية فقط، عزيزتي. يجب أن أتأكد من أن أختك وأخوتك ناموا كلهم. يجب أن أنظف المطبخ. يجب أن أسجل ملاحظاتي حول العمل. بابا وماما سيتعشيان، لأننا لم نستطع أن نأكل باكراً مثلك هذا المساء…”
مهما كان السبب، نقول دائماً نفس الشيء :”ثانية واحدة فقط. هناك أشياء أخرى لها الاولوية”.
أعرف، أعرف…بصفتنا أهلاً، لا نستطيع ان نبقى هناك طوال الليل. إنهم يتوقعون هذا، كما يفعل كل أولادنا. “كلما قدمنا لهم شيئاً، طلبوا أكثر”. نعتقد أننا سنتمدد بقربهم مدة 5 دقائق، وإذا بهم يريدون 20. نعطيهم 20 دقيقة، فيريدون 40.
لكن أتعرفون ماذا ؟ الأشياء الجيدة تحدث في هذا الوقت. في هذا الوقت، أنا أسمع كل التفاصيل التي لم يعد يقولها الأولاد تقريباً لأمهاتهم.
“رفيقي قال لي إنني جميلة اليوم. يا للرعب ماما؟”
“اليوم، كان عندنا اختبار في الرياضيات وفهمته جيداً…كنت مشتتاً حقاً وظننت أنني لن أنهيه، لأن الأولاد كانوا يحضّرون في الممر من أجل المسرحية. هل كلمتك عن المسرحية؟”
“أفتقد كلبي. هل كل الكلاب تموت من السرطان؟ متى تعتقدين أننا نستطيع اقتناء واحد آخر؟”
“ماما، هل تتذكرين عندما قلت لي إنني، خلال رياضة الركض، يجب أن أساعد الآخرين على النهوض وأشجعهم ؟ اليوم فعلت هذا. لقد ركضت بموازاتهم، بالضبط كما قلت لي أنت وبابا. أظن أن هذا حسّن معنوياتهم. رفيقي قال إن معدته تؤلمه عندما يركض وقلت له إنه إذا أراد أن يبطئ، سأبطئ معه، مع أن الركض ببطء ممل فعلاً !”
هذه هي الأشياء التي تحدث عندما نضع جانباً كل البقية. هذه هي الأشياء التي تحدث عندما ننسى كل ما يجب أن نفعله أو نريد أن نفعله.
كانت جدتي تقول لي إن علينا أن نستفيد من أولادنا ما داموا لدينا. كانت تقول إنها لا تعرف لماذا ينجب الناس أولاداً إذا كانوا لا يمضون وقتاً معهم. كانت تقول إنها أحبت تربية الأولاد وإنها كانت تعرف أن نفس الشيء سيحدث معي.
أهلي وأهل زوجي يذكروننا أنه، في ذات يوم، أولادنا لن يرغبوا في أن يقضوا وقتاً معنا. ينكسر قلبي عندما أفكر بهذا، ولكن أتعرفون ماذا ؟
اليوم، سأنام معه عندما سيطلب مني هذا، ومع أولادنا الأربعة. وسأغني لهم أغنياتهم المفضلة.
أتعرفون ماذا أيضاً ؟
قد يضيف هذا عشر دقائق إلى نهاية أمسيتنا، عندما نكون منهكين وصبرنا نافداً، ولكن هذه الدقائق العشر الإضافية من حظي أن أمضيها مع أولادي…أصغي، أشجع، أعبّر لهم عما لا يقال عادةً : “اليوم، والآن، أنت أهم شيء بالنسبة لي”.
أتعرفون ماذا أيضاً ؟
في خلال عشر سنوات، هذه الكلمات غير الملفوظة ستعود لي عندما يصبحون كباراً، يتحضرون لكي يبدأوا حياتهم الخاصة، فأطلب منهم أن يوقفوا كل ما يفعلونه ويجلسوا معي للحظة…وهم سيفعلون.
لدينا فقط بضع سنوات نكون فيها حاضرين حقاً في حياتهم. لنمضِ هذه السنوات بحكمة.