البروفسور دافيد لودويج هو أحد أكبر الأخصائيين العالميين في البدانة ومؤشر السكر. إنه يدير برنامجاً حول البدانة في مستشفى الأطفال في بوسطن (ماساشوستس)، ويعلّم أيضاً في قسم التغذية التابع لكلية الصحة العامة في جامعة هارفرد. في هذه المقابلة، التي أجرتها معه مجلة الصحة العامة في هارفرد، يخبرنا ما هي، بحسب رأيه، أفضل وسيلة للتنحيف.
“انسوا السعرات الحرارية، ركزوا على نوعية الطعام واتركوا جسمكم يفعل الباقي”.
لماذا يجب أن ننسى السعرات الحرارية ؟
دكتور دافيد لودويج : الحدّ من السعرات الحرارية، وهي الطريقة الكلاسيكية في خسارة الوزن، تنجح على المدى القصير فقط. لكن بالنسبة لأغلب الناس، تنتهي بالإخفاق، لسبب بسيط : يحارب الجسم، بطريقة قابلة للتنبؤ بها، حرمانه بالقوة من السعرات الحرارية، عن طريق زيادة الإحساس بالجوع وإبطاء عملية الأيض وزيادة إفراز هورمونات الضغط النفسي. جزء بسيط فقط من الناس يمكن أن يخفض وزنه بفضل تقييد السعرات الحرارية. إنها ليست قصة إرادة ضعيفة – إنها عملية بيولوجية بحتة.
ما هي الأعباء التي يفرضها النظام الغذائي العصري ؟
المشكلة الأساسية مع الأطعمة اليوم أنها مصنعة بشكل مفرط. إنه عصر الإنجاز السريع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى : تأكلون بسرعة، ولكنكم تبتلعون بسرعة أيضاً، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ ثم انحدار مفاجئ أيضاً في عملية الأيض. تبرمج النشويات المكررة جسمنا لزيادة الوزن، لأنها ترفع مستويات الأنسولين، الهورمون الذي يعمل كسماد للخلايا الدهنية.
بالمقابل، يتم ابتلاع الأطعمة الكاملة والخام ببطء، على طول الأمعاء، وهو ما يؤدي إلى زيادة طفيفة فقط في مؤشر السكر وعودة ناعمة إلى نقطة الصفر. لا تخزن الأنسجة الدهنية، في هذه الحالة، السعرات الحرارية، ولكن يستخدمها بالأحرى بقية الجسم والدماغ.
ما العمل لكي ننحف بشكل دائم ونهائي ؟
لكي يستخدم الجسم السعرات الحرارية ولا يقوم بتخزينها، يمكننا أن نقوم بثلاثة أشياء :
أولاً، استبدلوا النشويات المصنعة، المكررة، بفواكه كاملة، بخضار، ببقوليات وكميات معتدلة من منتجات الحبوب الكاملة.
ثانياً، كلوا ما يكفي من البروتينات، بما فيها تلك التي من مصادر نباتية.
ثالثاً، تلذذوا بالأطعمة الدهنية الغنية بالمواد الدهنية (ثمار زيتية، زبدة الثمار الزيتية، زيت الزيتون، الخ. ) لأن الدهون تجعلكم تشعرون بالشبع بسرعة وتأثيرها على الأنسولين ضعيف.
عندما تأكلون بهذه الطريقة، تتغير مستويات السكر في الدم ومستويات الهورمونات والأنسولين بشكل تدريجي أكثر بعد الوجبات. إنه مثل مدّ المحيط الذي يعلو ويهبط ببطء (بعكس التسونامي الذي يولّده النظام الغذائي المصنّع)، إنها عملية هضم الأطعمة الطبيعي والصوم اللذان يتكيف معهما الجسم بسهولة. تهدأ الخلايا الدهنية في هذه الحالة ويتراجع معدل تخزينها. يخف الجوع. تتسارع عملية الإيض. إنها وصفة للتحكم بالوزن على المدى الطويل بدون تقييد أو حرمان.
كل محاولة لفقدان الوزن تؤدي إلى حرمان، تتعب الجسم على الصعيدين النفسي والبيولوجي. لكن إذا أعطيتم لجسمكم ما هو بحاجة إليه، فهذا يؤدي إلى ردة فعل إيجابية فورية، الأمر الذي يقويه. الجانب الجمالي في العمل مع جسمكم، بدل العمل بعكسه، أن الحلول المتعلقة بالتنحيف لا تنتهي مدتها ولا مفعولها أبداً.