إحدى النصائح الأكثر شيوعاً المرتبطة بحياة الزوجين هي تشجيع التواصل والحفاظ عليه مفتوحاً بقدر الإمكان. الكلام عن مشاكلنا، التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا يجعل علاقاتنا سليمة ودائمة. ولكن في الحياة الحقيقية، الكثير من الرجال ليسوا مستعدين لكي يدعوننا نرى ما يخفون خلف تصرفاتهم.
سنشرح لكم في هذه المقالة لماذا من الصعب بالنسبة لهم أن يتكلموا عما يجري في عالمهم.
الرجل والمرأة لا يتكلمان نفس اللغة
يبدو لنا أن التواصل الدائم هي فكرة جيدة إلى أن نكتشف في لحظة معينة أن شريكنا يتكلم لغة مختلفة تماماً عن لغتنا. يقول البروفسور في علم النفس جريج هنريك إن هناك عارضاً مرضياً اسمه alexithymia، يصاب به أغلب الرجال. يعود هذا العارض إلى عدم قدرة الرجل على الربط بين عواطفه وافعاله وحتى التعبير عنها. لا يعني هذا أن الرجال لديهم مشاعر أقل من النساء، ولكنه يعني بكل بساطة أنهم لا يعرفون كيفية التعبير عنها.
بالنسبة للرجل، لا يلائمه أن يكون حساساً.
السبب الذي يجعل الرجال يصابون بهذا العارض، هو أن المجتمع عوّدنا أن النساء يحصلن على مكاسب عندما يتكلمن عن مشاعرهن. بحسب ما تقول عالمة النفس العيادية برباره ماركواي، فهن يشعرن أنهن مفهومات أكثر، وأنهن مرتاحات ومسترخيات بعد أن يتكلمن عن مشاكلهن. من جهة أخرى، ينظر الرجال إلى التعبير عن مشاعرهم على أنه يفتح نافذة على نقاط ضعفهم مما يقود إلى الحكم عليهم وانتقادهم وإساءة فهمهم. لهذا فهم يتجنبون التعمق في مشاعرهم، ويتجنبون أكثر أن يتشاركوها بشكل منفتح في كل موقف، وهذا ما يجعل الرجال تاريخياً، لا يمتلكون أي تجربة في هذا المجال.
يستبدل الرجل مشاعره
ما يفعله الرجال بمشاعرهم، هو أن يأخذوها في اتجاه آخر. في مقال منشور في Psychology Today، تؤكد برباره ان المشاعر التي يعتبرونها علامة ضعف يقومون بتحويلها إلى ردات فعل مقبولة اجتماعياً أكثر من البكاء ومن التعبير عاطفياّ، مثل الغضب، أو بكل بساطة اتخاذ القرار بالنسيان. بينما تجلس النساء في قهوة ويتكلمن عن مشاغلهن وهمومهن، يفضل الرجال أن يتخلصوا من همومهم عن طريق ممارسة رياضتهم المفضلة أو القيام بتسلية معينة لأن هذا الأمر عملي أكثر.
مشاعر الرجل أكثر قوة
خلال دراسة قام بها قسم علم النفس في جامعة امستردام، جعل الباحثون عدداً من الرجال والنساء يتعرضون لمواقف مختلفة من أجل تقييم قوة مشاعرهم في كلٍ من هذه المواقف. ولوحظ أن النساء أظهرن قدرة أكبر على تمييز مشاعر الحب والحزن والإحباط، والتعبير عنها.
كان الرجال يعيشون هذه المشاعر بقوة أكبر، ولكن قدرتهم على تمييزها كانت محدودة جداً، لهذا كان يعبّرون عنها بفعالية أقل أو يقررون قمعها.
كيف تحسّنين التواصل مع شريكك
لكي تحسّني التواصل بينك وبين شريكك، أظهري له أنك تهتمين بمشاعره، اختاري أمكنة لطيفة لأجله عندما تريدين أن تعرفي ما يدور في رأسه. من الضروري أن يدرك أن الكلام عن مشاعره أمر طبيعي وأنه، بعكس ما يعتقد، هذا النوع من الحوار يساعد على حل الخلافات في العلاقة الزوجية وعلى الاستفادة أفضل من الأشياء الجيدة.
وانتم كيف تعبّرون عن مشاعركم ؟ ما الذي تعتقدون أن علينا أن نفعله، رجالاً ونساءً، لتحسين التواصل ؟ شاركوا وجهة نظركم في التعليقات.