فتحت وكالة الدواء الأميركية (FDA) الباب واسعاً امام ما يسمى الطب “الروحي”. فقد أعطت صفة “العلاج الثوري”…لمادة طبيعية مستخرجة من فطر “سحري” : ال psilocybin !
يبدو أن الدراسات الأخيرة المنشورة في أكبر المجلات الطبية، مذهلة حقاً. إذ يستطيع ال psilocybin أن يشفي 50% من حالات الكآبة العميقة بجرعة واحدة.
كما أن هناك مواد مهلوسة أخرى تعطي نتائج مذهلة أيضاً.
في سنة 2017، حصلت مادة ال MDMA (Ecstasy) على هذا الوضع المميز بصفتها “علاجاً ثورياً”.
هنا أيضاً، التجارب العيادية الأولى واعدة للغاية : هذا “الدواء” يصنع المعجزات في علاج توتر ما بعد الصدمة !
يقول الدكتور تزافراتي :”بعد نهاية العلاج بسنة، نلاحظ أن 68% من الاشخاص الذين تلقوا علاجاً يتضمن مادة ال MDMA، لم يعودوا مصابين بعارض توتر ما بعد الصدمة ولم يعودوا يعانون من هذا العارض المرضي”.
وهذه الدراسة تتبع دراسة أخرى، نشرت سنة 2018 في مجلة The Lancet Psychiatry، وكشفت عن أهمية الأكستازي في علاج الجنود الأميركيين العائدين في حالة صدمة جراء الحرب ! وحتى المادة التي أثارت جدلاً واسعاً في الستينات من القرن الماضي، ال LSD، تثير الآن فضول الباحثين :
صدرت دراسة حديثة في مجلة Journal of Pyschopharmacology تتحدث عن فعالية ال LSD الكبيرة في الشفاء من…الإدمان على الكحول !
يقول الباحث النروجي بال-اورجان جوهانسن :”جرعة بسيطة من LSD تساعد خلال أقل من ستة شهور على التقليل من خطر انتكاس المدمنين على الكحول ويمكن أن تؤدي إلى الشفاء الكامل من الإدمان”.
والأمر الجيد هنا أن هذه المواد “المهلوسة” ليس لها تقريباً أي تأثيرات سلبية، عندما تكون تحت إشراف طبي (نشدد على هذه النقطة).
هل يبدو لكم كل هذا ثورياً ؟ هل تعتبرونه أمراً لا يصدق ؟
في الحقيقة، هذا الإنجاز العلاجي تم إثباته منذ أكثر من 60 سنة !!! ولكنهم خنقوا الاكتشافات ومنعوا الأبحاث في هذا المجال !!!
هذا هو الاكتشاف الذي سوف يسبب لكم الهلوسة (فعلاً !) عندما تقرأون كتاب The New Science of Psychedelics لمايكل بولان.
نعم، لقد أثبت العلماء منذ 50 سنة أن ال psilocybine وال LSD أكثر فعالية بكثير من الأدوية الحالية في محاربة الكآبة والقلق والإدمان على الكحول واضطرابات أخرى عقلية.
هذا ما برهنته مئات الدراسات الواعدة المنشورة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
ثم، فجأة، صدر قرار بمنع هذه الأبحاث… وبعدها لم يحدث شيء. بين عامي 1970 و 2000، لم يعد هناك إلا “ثقب أسود” ضخم.
منذ 50 سنة، لم يتعلم اي طبيب نفسي في كلية الطب أن هذه المواد هي علاجات ثورية.
كل ما تعلموه هو أن يصفوا أدوية كيميائية (مضادات الكآبة، مضادات القلق…) قليلة الفعالية ولها آثار جانبية خطيرة.
علينا أن نقول إن هذه الأدوية تدرّ أرباحاً أكثر بكثير لشركات الأدوية. لأنهم لن يستطيعوا تسجيل حق حصري بحيازة ال psilocybin (فهي مادة طبيعية)، ولم يعد هناك حقوق حصرية بمادتي LSD و MDMA منذ وقت طويل !
كما أن جرعة واحدة من هذه المواد تعطي مفعولاً يدوم حوالى 6 شهور…بينما الادوية المضادة للكآبة يجب تناولها كل يوم، وأحياناً مدى الحياة !
باختصار، حظر العلاجات المهلوسة جعل شركات الأدوية تزداد ثراءً.
ومع هذا، ليست الشركات الكبرى هي المسؤولة عن هذا الحظر. فالمذنب الحقيقي هو الحكومة الأميركية التي أرعبها تأثير آخر لهذه المواد.
ما هو هذا التأثير ؟ سترون في الجزء الثاني من هذا المقال ما هو هذا الأمر المدهش.
- المراجع :
- https://www.sante-corps-esprit.com/champignons-magiques-cer
- https://www.sudouest.fr/lutter-contre-le-stress-post-traumatique-medecins-misent-sur-l-ectasy
- https://www.thelancet.com/journals/lanpsy/article/PIIS2215-0366(18)30135-4/fulltext
- https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/0269881119845793?journalCode=jopa&
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5367557/
- https://theoutline.com/taking-mushrooms-for-depression-cured-me-of-m