برأيكم، أي امرأة من هاتين، صحتها أفضل من ناحية القدرة على حرق السعرات الحرارية ؟
قد نعتقد أن جسم المرأة إلى اليمين يحرق الأطعمة أفضل، ولكن من المستحيل أن نكون واثقين من هذا (ستفهمون لماذا).
أغلب الناس سيقولون إنها المرأة التي إلى اليمين. بالفعل، غالباً ما يقال إن الكيلوغرامات الزائدة ترفع خطر الإصابة ب :
- السكري النوع الثاني؛
- ارتفاع الضغط؛
- أمراض القلب والشرايين؛
- الخ.
- وهذا صحيح إحصائياً.
لكن من المهم جداً أن نفهم شيئاً. ربما ليست الكيلوهات الزائدة هي التي تسبب كل هذه المشاكل الصحية.
في الواقع، قد يكون الوزن الزائد هو نقطة انطلاق تفاعل صحي في جسمكم…بينما يحدث المرض عندما لا يعود جسمكم قادراً على أن يسمن اكثر !
إنها نظرية حديثة نوعاً ما، ولكنها مدهشة، سترون لماذا: هل يمكن أن نكون بدينين وفي نفس الوقت بصحة جيدة ؟
هناك مؤشرات عديدة على أن البدانة ليست السبب المباشر لمشاكل الأيض.
أولاً، هناك أشخاص نحيفون ولكنهم مصابون بالسكري النوع الثاني أو بمرض “الدهن على الكبد”.
إذا كانت المشكلة هي البدانة حقاً، فالأشخاص ذوي الوزن “الطبيعي” يجب أن لا يصابوا بهذا النوع من الأمراض المتعلقة بعملية الأيض !
المدهش أكثر : يبدو أن الوزن الزائد يحمي من عواقب بعض هذه الأمراض الأيضية.
يسمي الباحثون هذا “تناقض البدانة”: الاشخاص ذوو الوزن الزائد يكونون أحياناً أقل تعرضاً للموت نتيجة السكري أو أمراض القلب من الأشخاص النحيفين المصابين بهذه الأمراض.
هناك عنصر آخر مهم : الأشخاص الذين يعتمدون الصوم أو الريجيم الكيتوني (الفقير جداً بالنشويات) تتحسن صحتهم بشكل واضح قبل حتى أن يخسروا الوزن !
نعم، نتيجة هذه الريجيمات القاسية، يتحسن عندهم معدل السكر في الدم، وينخفض الضغط أو تتحسن صحتهم…قبل أن يخسروا الكيلوهات الزائدة !
لو كانت البدانة هي المشكلة حقاً، لكان عليهم أن ينتظروا حتى يعود الوزن الطبيعي ليحصلوا على كل هذا التحسن. ولكن الحال ليس كذلك !وهذا ليس كل شيء.
لنأخذ حالة الأشخاص المصابين ب “الضمور الدهني” : إنهم غير قادرين على تخزين الدهون في جسمهم، ولذلك هم نحيفون جداً عموماً. ومع هذا، هم أكثر عرضة بكثير للإصابة بارتفاع الضغط، بالسكري، بأمراض القلب والشرايين، بدهون الكبد، الخ.
إنها علامة على أن البدانة ليست المشكلة الحقيقية…لكن المشكلة هي عدم القدرة على تخزين الدهون تحت الجلد !
هذه هي نظرية الدكتورة آمي برجر المدهشة. وفكرتها بسيطة ولطيفة :
“نظرية عتبة الدهون” المدهشة
في الواقع، كلنا مختلفون عن بعضنا في قدرتنا على تخزين الدهون تحت الجلد. هناك حالات متطرفة، هم أولئك الذين يعانون من “الضمور الدهني” : إنهم لا يمتلكون غالباً إلا جلداً على العظام، مهما أكلوا.
وهناك حالات متطرفة من الناحية الأخرى، إنهم أولئك الذين ضربوا كل الأرقام القياسية في البدانة، أولئك الذين قد يتجاوز وزنهم 300 كلغ – وهذا مستحيل بالنسبة لغالبيتنا، حتى لو أكلنا بمقدار 6 أشخاص كل يوم طوال سنين.
بين هاتين الحالتين المتطرفتين، هناك الأشخاص “العاديون” الذين لديهم أيضاً عتبات مختلفة في قدرتهم على تخزين الدهون
فكروا بتوزيع الطول بين الناس : هناك الحالات المتطرفة (“الأقزام” و”العمالقة”)، وبين الاثنين، هناك المتوسطو الطول، وذوو القامات الصغيرة والكبيرة.
الأمر نفسه بالنسبة للدهون تحت الجلد.
إنها الدهون التي نكرهها، والتي تتموضع في الوركين، الفخذين، المؤخرة، الساعدين، الخ. ولكن من وجهة نظر صحتنا، إنها دهون صحية. يتم تخزين الدهون تحت الجلد بشكل طبيعي، في حال الحاجة إليها مستقبلاً.
بالمقابل، ليس من المفترض أن تتخزن الدهون داخل العضلات : إذا حدث لكم هذا، فليست بادرة خير. فيما يتعلق بدهون الأحشاء، فهي أيضاً أكثر ضرراً. إنها هي التي تتراكم حول بعض أعضاء بطننا، مثل الكبد أو البنكرياس. وبعكس الدهون تحت الجلد التي نراها بالعين المجردة، فإن اكتشاف هذه الدهون أصعب بكثير !
لكن إذا لم تكن هذه الدهون مفيدة للصحة، فلماذا يتراكم الدهن في هذه المناطق (العضلات وأعضاء البطن) ؟
وعلى هذا السؤال الجوهري تجيب بذكاء نظرية الدكتورة برجر.
المراجع :
- [1] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/28549096
- [2] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6015958/
- [3] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29981771
- [4] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20056169