نمر كلنا بهذه التجربة : عندما يولد طفل في العائلة، غالباً ما نتوجه نحو أهلنا للحصول على المساعدة. ولكن، بما ان كل شيء مسموح عند الجدين لهؤلاء العفاريت الصغار، نجد أنفسنا وسط صراع حقيقي بين الأهل والأجداد، ونعاود طرح السؤال حول مكان كل منهم في حياة الأولاد. طرق التربية التي تستخدمها الجدات دائماً ما تكون أكثر تساهلاً، حتى أنه قد يكون علينا “معاقبتهن” على هذا.
نحن نشجع على تقوية العلاقات بين مختلف الاجيال، ولكننا نريد في هذا المقال التذكير بأننا يجب أن نعرف كيف نضع حدوداً لكي يستطيع الاولاد أن يجدوا توازنهم فيها.
العناية بالمولود الجديد، قصة تاريخ طويل
إليكم بعض المقارنات بين الأمس واليوم : في السابق، كنا نحمم المولود الجديد في ماء تبلغ درجة حرارته 37°، ولكن اليوم، لتحسين جهازه المناعي، ننصح بأن تكون درجة حرارة الماء خلال حمامه تتراوح بين 33-34 درجة، وحتى أقل أيضاً. كان الأطفال يشربون حليب البقر وعصير الفواكه الطازجة، كوصفات طبيعية. اليوم هناك زجاجات تحتوي كل الفيتامينات الضرورية لنموهم بشكل سليم.
كانت الأمهات الحديثات يتعلمن من الجيل الأكبر كيف يعتنين بأطفالهن، بينما من العبث اليوم أن نطلب من الجدة مشاهدة اليوتيوب لترى كيف تغيّر حفاظاً.
ما العمل : لا تخافي من النقاش ومن شرح أن الزمن تغير وان ما كان جيداً من قبل ربما لم يعد هكذا اليوم. يمكن للجدة ان تهتم بالاولاد، ولكن القواعد يجب أن يضعها الاهل.
نموذج تربوي قد يكون عفا عليه الزمن
أصبحت تربية الأولاد في أيامنا مختلفة عن التربية التي كنا نتلقاها منذ 50 سنة. لقد كانت التربية التي تلقاها أهلنا أكثر قسوة غالباً. منذ 50 سنة، لم يكن منح الحب والدفء للمواليد الجدد شيئاً شائعاً. لم يكونوا يربون الأولاد لكي يصبحوا عائلة سعيدة ومبتهجة.
ما العمل : يجب على الأهل أن يضعوا القواعد المناسبة لكل الأشخاص الذين يشكلون جزءاً من حياة العائلة. كل شيء يجب أن يكون واضحاً ومحترماً من الجميع بطريقة متساوية : نتصرف عند الجدة أ بنفس الطريقة التي نتصرف بها عند الجدة ب.
الكثير من الاهتمام والحب
تميل الجدات إلى تدليل أحفادهن بشكل مفرط وإلى تلبية كل رغباتهم، وهذا معروف جيداً. الولد يتصرف كأنه ملك عند الجدّين، بينما يجب عليه بالتأكيد أن يشارك في المهام المنزلية. الجدّة دائماً هي التي تتولى غسل الأطباق أو ترتيب المائدة. علينا القول أن الكبار هم مثال بالنسبة للأولاد، ما يعني ان الصغار، وبشكل غير واعٍ، يميلون لتكرار التصرفات التي يرونها عند المقربين منهم. إذا اختلفت التربية باختلاف المكان، فسيتساءل الولد مع من الحق ؟
ما العمل : نعود للحدود الشهيرة. على الولد أن يعرف ما يمكنه فعله أم لا في كل مناسبة. لا تترددوا إذن في التدخل وفي قراءة مقالات للجدين عن هذا الموضوع، حتى يفهما أنهما لو التزما بقواعد الاب والام، فهذا لن يجعل منهما جداً أو جدة سيئين في نظر الاولاد. بالعكس، قد يساعدهما هذا في المستقبل، عندما يكبر الاولاد ويصبح التحكم بهم أصعب.
التحكم بحياة العائلة
رغم واقع أن الجدات مفيدات في حياة أحفادهن، فيجب دائماً تذكيرهن بدورهن ومكانهن. لكن لسوء الحظ، فقد أصبحت الجدات موجودات في كل شيء : الخروج إلى الحديقة، العشاء يوم الأحد، قراءة الحكايات، إيقاظ الأولاد من القيلولة، الخ.
ما العمل : شددوا على وضع الحدود والتقيّد بها. عندما تؤسسون عائلتكم، من المهم أن توضحوا الحدود التي لا يمكن للأم أو الحماة أن تتجاوزاها. إذا كنتم تشعرون بأنكم جاهزون لتربية أولادكم، فلستم مجبرين على اتبّاع كل نصائح الآخرين.
ترقبوا الجزء الثاني.