نمر كلنا بهذه التجربة : عندما يولد طفل في العائلة، غالباً ما نتوجه نحو أهلنا للحصول على المساعدة. ولكن، بما ان كل شيء مسموح عند الجدين لهؤلاء العفاريت الصغار، نجد أنفسنا وسط صراع حقيقي بين الأهل والأجداد، ونعاود طرح السؤال حول مكان كل منهم في حياة الأولاد. طرق التربية التي تستخدمها الجدات دائماً ما تكون أكثر تساهلاً، حتى أنه قد يكون علينا “معاقبتهن” على هذا.
نحن نشجع على تقوية العلاقات بين مختلف الاجيال، ولكننا نريد في هذا المقال التذكير بأننا يجب أن نعرف كيف نضع حدوداً لكي يستطيع الاولاد أن يجدوا توازنهم فيها.
وضع سلطتكم تحت الامتحان
شئنا أم أبينا، قد تفوتنا بعض الأشياء أحياناً حتى لو كان الأولاد تحت مرمى نظرنا. تخيلوا الموقف : إنهم يثيرون الكثير من الضجة، بينما أنتم تحاولون تهدئتهم وتهديدهم بالعقاب. تتدخل الجدة فجأة قائلة :”دعيهم يلعبون، إنهم أولاد ويجب أن يتسلوا”. إنه موقف شائع وهو يؤدي إلى شكوك كبيرة في تفكير الولد. إلى من سيصغي ؟ من معه حق ؟
ما العمل : لا تتناقشوا أبداً، أو تعارضوا بعضكم البعض، أمام الأولاد.
فكروا بتطور الولد
عندما تشعرون بالضغوطات في عملكم، تطلبون من أهلكم أن يهتموا بالاولاد لكي تتنفسوا الصعداء قليلاً. لهذا يجب عليكم أن تنتبهوا لسلوككم ولاسلوب حياتكم. إذا كنتم تعانون من التعب في اغلب الاوقات، فولدكم سيشعر بهذا، وإذا لم تريدوا أن تلعبوا معه، فالنتيجة هي نفسها.
ما العمل: هل يمكنكم أن تضبطوا مثلاً ساعات عملكم ؟ خلال النهار، يمكن أن تبقى الجدة مع الأحفاد، ولكن يجب تجنب إرسالهم إلى الجد والجدة طوال أسبوع (بحجة العطل). وكل مساء، يستعيد الاولاد الروتين اليومي مع البابا والماما. قد يتحسس الاولاد على هذا الأمر ويشعرون أنهم “عبء” على أهلهم الذين لا يستطيعون أن يخصصوا وقتاً لهم.
اتخاذ قرارات مدروسة
تتطلب تربية الولد دائماً اتخاذ قرارات جدية جداً ومدروسة. إذا لم يفعل الأهل هذا أو لم يكونوا قادرين على فعله، فالمنطق يفرض أن تفعل الجدة هذا.
ما العمل : الأهل الواعون يجب أن يتحملوا مسؤولية سعادة وصحة ولدهم. لذلك هم الوحيدون المؤهلون لاتخاذ قرار عما هو جيد أو سيء في حياتهم.
العناية المفرطة بالأولاد
يلعب الاجداد هذا الدور غالباً، إنهم يحمون أحفادهم كثيراً وهذا قد يخلق مشكلة. قد يواجه الولد عندها صعوبة في أن يكبر ويصبح مستقلاً، وخصوصاً عندما يمضي الكثير من الوقت مع جدّيه.
ما العمل : نكرر ضرورة وضع الحدود. يجب احترام القواعد مهما كان الامر.
الإفراط في الأكل
استناداً إلى دراسات عديدة، فإن غالبية الأولاد الذي ترعاهم جداتهم بشكل مستمر، معرضون للبدانة أكثر من غيرهم. هذا الامر ناتج عن أن الجدات يوفرن لهم كل شيء : حلويات، وجبات غير صحية، الخ…
ما العمل : يجب علينا حتماً أن نتكلم مع الجدات عن خطر الوزن الزائد عند الاولاد، وعن الامراض الناتجة عن الاطعمة غير الصحية (الحساسية، السكري، مشاكل القلب، الربو، الخ.). من المهم ان يعوا لخطورة الامر قبل ان يعتاد الاولاد على عادات سيئة.
أسباب هذه التصرفات
الحاجة للحب. غالباً ما لا تعرف الجدّة كيف تقول لا للولد، وهذا قد يكون ناتجاً عن الخوف من ألا تبدو بمظهر الجدة المثالية في عينيّ حفيدها. يجب إذن أن تغيّر موقفها وأن تصغي خصوصاً للاهل، وأن تتناقش معهم وتفهم أن الجدّة ستكون دائماً محبوبة من أحفادها حتى لو كانت أحياناً صارمة قليلاً.
ما الذي يجب فعله لكي تسير الأمور على ما يرام ؟
علينا أن نبقى منفتحين وأن نتسلح بالنوايا الحسنة. الأشخاص المسنون لديهم غالباً وقت أكثر للعب مع أحفادهن. يجب علينا أن نستفيد أيضاً من معرفة ما يمكن أن يقدّموه لنا : يمكن للجدّة أن تعلّم أحفادها كيفية العناية بالحديقة : زرع الأزهار، ريّها، الخ…هل يحب جدي السيارات ؟ إذن لنر ما يخبئه تحت معطفه هذا المساء ! هذه التسليات تساعد أيضاً في تطوير الاولاد وتقوي العلاقات بين الأجيال. إذا كانت الحالة النفسية للأحفاد مهمة حقاً بالنسبة للجيل السابق، فسيبذلون أقصى جهد ممكن حتى لا يكون هناك نزاعات، ويخلقون هكذا جواً مفعماً بالثقة، يمكن أن ينمو فيه الاولاد بشكل منسجم لكي ينجحوا في الحياة.
كيف كانت علاقتكم مع جدّيكم ؟ هل كنتم تستطيعون فعل اشياء عندهم أكثر مما عندكم ؟ احكوا لنا تجربتكم في التعليقات !
اقرأ الجزء الأول من المقالة: لماذا يجب أن لا تحلّ الجدة محل الأم في تربية الأولاد : 9 أسباب