هل تعرفون أثر طنجرة الضغط؟
تعرفون ذلك الشعور بالتوتّر والعصبيّة المكبوتة، ذلك الانزعاج الذي يجعل البعض مهتاجاً ويدفع البعض الآخر إلى الانعزال ويدفعنا في أكثر الأحيان إلى الأكل لكي نخفّف عن أنفسنا.
أثر طنجرة الضغط هو في الواقع ناتج عن تراكم الأمور المزعجة اليومية: الضغط النفسي في العمل والشجار مع الشريك والقلق بشأن الحدث القادم…
أبقوا في ذهنكم أن العواطف السلبيّة كالقلق والحزن وحتى الضغط النفسي طبيعية وحتى مفيدة : تسمح لنا هذه العواطف بأن نتأقلم مع بيئتنا.
مثلًا إن الشعور ببعض الضغط النفسي في العمل يسمح لنا بتعبئة أقصى حدّ من الطاقة لتأدية هذا النشاط على أكمل وجه. لكي تتمكّنوا من التعامل بشكل ملائم مع انفعالاتكم يجب أيضًا أن تدركوها وتحدّدوها.
لنراقب قليلًا حالة ريتشارد، 43 عامًا
“أنا دائمًا نشيط بنسبة 200%، من الصباح منذ لحظة استيقاظي من النوم إلى المساء وقت عودتي من العمل لا أتوقّف، أنا ما يسمّونه “بالسّريع”. أسمح لنفسي ببعض الراحة مع الزملاء حول آلة القهوة ولكني لا أفصل بتاتًا. أشعر حتى أن هذا الأمر يعزلني في عملي كما لو أن هذه الطاقة تتشتت بشكل جزئي. المشكلة هي أنني عندما أجِد نفسي وحيدًا في المنزل أشعر بأنني راكمتُ كثيرًا من التوتّر من دون أن أتمكّن من أن أعبّر ولو بكلمة واحدة عن هذه المشاعر والطريقة الوحيدة لكي أهدأ هي أن أنقض على الأكل وألتهمه إلى أن يمتلئ بطني.”
حالة ريتشارد خير مثال لأثر طنجرة الضغط. ريتشارد لا يخصّص أي وقت لهضم “عواطفه” بل يراكمها من دون أن يعي ذلك حتى، وعندما تنضغط الطنجرة كثيرًا تنفجر.
نصيحتي هي أن تتجنّبوا أثر طنجرة الضغط: خذوا 3 إلى 5 دقائق من الراحة كل ساعتَين أو بعد حدث مشحون بالعواطف (شجار مع زميل، صعوبات…) من أجل هضم كافة هذه العواطف.
إليكم تمريناً ذهنياً بسيطاً يسمح بإدراك عواطف قد تتخطّانا:
- اجلسوا باسترخاء
- أغمضوا عينيكم
- ركّزوا على تنفّسكم من دون محاولة تغييره
- راقبوا هذا التنفّس: الهواء يدخل باردًا من الأنف أو الفم ويخرج ساخنًا ورطبًا
- لا تحكموا عليه : ليس هناك تنفسّ جيّد وتنفّس سيّئ
- ركّزوا على التنفّس لمدّة دقيقتّين كاملتَين
- والآن قّربوا إبهام وسبابة اليد اليمنى من بعضيهما حتى يتلامسا
- كونوا واعين لهذا التلامس
- حرّكوا الإبهام على السبابة
- اعتبروا أنكم أخذتم استراحة صحيّة تستحقّونها
- عودوا إلى تنفّسكم
أثناء هذا التمرين، من الممكن أن تخطر في بالكم الكثير من الأفكار والذكريات والمشاعر الجميلة والتعيسة. دعوا هذه الأفكار والمشاعر تتجول في داخلكم من دون أن تحاولوا التمسّك بالأفكار الجميلة وإبعاد الأفكار السيئة.
قوموا بالاختبار لمدّة أسبوع. كلّما قمتم به سينخفض مستوى التوتّر وستنخفض الدوافع إلى الأكل وستتمكّنون من إيجاد المزيد من الراحة في الطعام، الأمر الذي يدفعكم في النهاية إلى التقليل من الأكل.