من الضروري أن تحفظوا في ذهنكم العناصر التي تسمح لكم بتحديد ما هو الحب الحقيقي وما ليس هو:
1- أحبوا ذاتكم وحياتكم قبل أن تقعوا في حب أحد
من أجل أن تعشقوا من دون تعلّق وبعيداً عن الحاجة لملء فراغ من الضروري أن تقدّروا أنفسكم. سوف نفسّر ذلك ببساطة أكبر : لكي تستطيعوا أن تقولوا كلمة “أحبك” عليكم أوّلًا أن تقولوا “أحب نفسي”.
حب الذات ومعرفة الذات هما حجرا الأساس لبناء علاقة تدوم طويلًا. ومن أجل أن تجدوا الشخص المثالي لكم عليكم أولًا أن تكونوا جاهزين لبناء علاقة. وهذا الأمر يتطلّب جهدّا داخليًا قد يكون صعبًا ولكنه يستحقّ العناء.
“إذا كان العشق شجرة فجذورها هي حب الذات. وكلما أحببتم ذاتكم أكثر كلما أثمر حبّكم ثمارًا للآخرين ودام أكثر فأكثر”. – والتر ريسو –
2- الحب الحقيقي لا شروط له ولا استثناءات
من الطبيعي ألا تحبّوا كل شيء في الشريك. ولكن هذه الاختلافات هي التي تصنع جمال الأشياء لأنها تجعل الحب أكثر كمالًا.
إذا كنتم تحبون شخصًا لأن شكله يعجبكم أو تحبون صورته المثالية فلن يدوم ذلك الحنان الذي نكنّه له إلى الأبد.
لا تنسوا أننا كائنات مملوءة بالنور والظلام على السواء.
3- الحب ليس حاجة بل خيار
التبعية والحب أمران مختلفان تمامًا وإذا جمعتوهما بالقوّة سيدمّران بعضهما البعض. ليس من مسؤولية أي أحد في هذه الحياة أن يعوّض النواقص التي تجدونها في أعماقكم.
أنتم تختارون أن تحبّوا شخصًا بكل حرية ولا داعي أن تشعروا بالحاجة. مسألة الخيار هذه تضاهي بأهميتها الحب الذي تكنّونه لشريككم لأنكم تبرزون قيمة شخصيته وكل ما يجلبه إليكم من أمور مختلفة.
أحيانًا من الصعب أن تدمجوا بين مسألتين في علاقة واحدة. لذلك يجب أن تعتمدوا على أنفسكم كي لا تقعوا في فخ “الحاجة إلى أحد” من أجل أن تضمدوا جروحكم وتعوّضوا عن نواقصكم.
ولهذا السبب بالتحديد تجدون الحب الحقيقي في أنفسكم وليس عند الآخرين.
4- أن تكونوا الشريك المثالي لا يعني أن تكونوا خالين من المشاكل بل أن تعرفوا كيف تتعاملون معها
أحيانًا نخطئ عندما نظن أنه من أجل أن تنجح العلاقة يجب تفادي المشاكل مهما كلّف الأمر وعدم الشجار مع الشريك والاتفاق معه على الدوام. في حين على الحب الحقيقي أن يواجه الحسن والسيء على السواء من دون أن تخدّره هذه الاختبارات.
على الحب أن يسمح بتقبل الواقع كما هو وأن يجد الحل للمشاكل الموجودة باحترام والتزام وثبات.
5- الحب لا ينمو وحده، الحب يُبنى
من أجل بناء الحب من الضروري أن تشكّلا فريقًا وأن تضعا قواعد للّعبة. وقبل أن تدخلا إلى أرض الملعب يجب أن تعرفا أن التواصل والإصغاء الصادق والتعاطف والحرية في الكلام وتفادي الادّعاء هي عناصر أساسية تسمح لكم بتسديد الأهداف مباشرة.
يُبنى الحب بسبب إسمنت الدعم والتقدير والحنان الحقيقي. واندماج هذه العناصر يمكن أن يخلق شيئًا أقوى من الحب: الوفاق.
6- من أجل أن تحبوا بصورة كاملة يجب أن تضعوا حدودًا عاطفية
لا تؤسَّس العلاقة السليمة على لعبة القوة أو على الشروط بل على الأهداف المشتركة والمتوازنة والسليمة.
يجب التخلّص كلّيًا من الفكرة التي تربط الحب بالتضحية. بعض الأمور يجب عدم السماح بها في العلاقة كالإيذاء والتلاعب العاطفي وسوء المعاملة أو التعدي على القيم.
هذه التصرفات تنشأ بسبب فقدان الاحترام والحب. ويجب إذًا التخلّي عن هذه التصرفات وعدم السماح لها بأن تتعدى حدود مشاعركم.
7- الحب الحقيقي لا يُطلَب بل يُقَدَم
الحب ليس مرتبطًا بالمطالبة فهو قبل كل شيء حرية وثقة. وعلى الرغم من ذلك فالاستعباد العاطفي مألوف أكثر بكثير مما يرغب الناس بمعرفته. ولكن يجب التخلّي عن كافة الأفكار المغلوطة التي تسري في علاقة الثنائي.
ولذلك من الضروري أن تتخلّصوا من عملية التحوّل إلى ضحية وغيرها من الأمور التي تسعى إلى تبرير التصرفات السيئة والكلام الجارح.
هذه التصرفات تجعلكم عالقين في دوامة سلبية تغذّي علاقتكم بالظلام وقلة الثقة والآمال الخاطئة.
وبالطريقة نفسها إذا ضحّيتم بقسم منكم أو من حياتكم لكي تتمكّنوا من أن تبقوا إلى جانب شخص سيقتلكم هذا الحب على نار هادئة. فالحب أساسه الاحترام وسعادة الطرفين.
كل من هذه المفاتيح أساسيّ لبناء علاقة سليمة وتدوم طويلًا.
إذًا لقد حان الوقت لكي تتخلّوا عن كافة الأفكار المتعلّقة بالحب والتي تتعارض مع القيم الأساسية لهذا الأخير كالحرية والثقة والاحترام المتبادَل.