دور الأب الناجح : أعترف بذلك. تفوقني زوجتي وابنتَيّ عددًا. وهما ليسَتا “غنّوجتَيّ البابا بل “غنّوجتَيّ الماما” على الأقلّ إلى حدّ الآن. وأنا ذكيّ كفاية لأعترف بهذا وأعرف أن هناك أسباب كثيرة. أوّلًا زوجتي وحبيبتي هي أم عظيمة. ولا أنكر ذلك، فهي تمنحهم حبًا وانتباهًا وإشرافًا مدهشًا. وثانيًا زوجتي تهتم بالفتاتَين أكثر منّي بما أنني أعمل في الليل. ومثلنا مثل عائلات كثيرة تبقى لدينا 48 ساعة في نهاية الأسبوع لتعويض أسبوعنا وما حصل فيه وما سيحصل لاحقًا. نعم بسبب هذا كلّه أحيانًا أشعر بأنني ضيف في منزلي.
هذا الحديث دار بيني وبين زوجتي اليوم. بعد 23 سنة معًا، 15 سنة زواج، حتى الثنائي المُتَيَّم مُلزَم بالشجار مرّة كلّ فترة من الزمن. ربما نعرف بعضنا البعض جيّدًا. إذًا اليوم وسط إحدى الأحاديث التي دارت بيننا وأنا أشعر ببعض الإهمال والحزن وأحاول تفسير موقفي، قلتُ لها “أحيانًا أشعر كأنني العجلة الرابعة”. أنا مجرّد إضافة.
سمعت ابنتي الحديث. ومن دون التفكير مرّة أخرى ومن دون انتظار صرخَت قائلة: “ولكن يا أبي إن العجلة الرابعة هي التي تحافظ على توازن الأشياء”. جعلني كلامها أقف متجمّدًا.
العجلة الرابعة تحافظ على توازن الأشياء. كلام بسيط ولكنه مثالي من تلميذة الصفّ الرابع التي تبدو صغيرة جدًا لتكون بهذا القدر من الحِكمة. ولكن هذا صحيح جدًا.
هنّ يتفوقن عليّ. لا يمكن تغيير ذلك. وربما أشعر بأنني مجرّد زائر في منزلي أحيانًا بسبب جدول أعمالي. ولكن هذا لا يعني أنني لستُ مهمًا. فأنا أحافظ على توازن العائلة. أعلم أن “غنوجتَيّ الماما” يمكنهما أن تكونا غنوّجتيّ البابا يومًا ما..بل الأفضل… غنّوجتَينا. أعرف أنني هنا لأحبّهما وأرعاهما وأمشي معهما نحو العريس إذا أرادتا ذلك. أعلم أنهما يمكنهما طلب المساعدة من أمّهما ويمكنهما طلبها من أبيهما أيضًا. كتفي ناعم جدًا لتتمرّغا عليه.
ساعداي آمنان لأحتضنهما. وقلبي دافئ. ربّما إنها إشارة وعليّ أن أبذل مزيدًا من الجهد الآن لكي أكون بقربهما على الرغم من كافّة الحواجز. قد أشعر أحيانًا بأنني العَجَلة الرابعة …ولكني أهمّ بكثير من أي عَجَلة احتياطيّة…العَجَلة الرابعة تحافظ على ثبات الأشياء. استغرقتُ 10 سنوات لكي أدرك ذلك. وسأستمرّ بالمحافظة على توازن ابنتَيّ وزوجتي.
إذا وجدتم أن هذه الرسالة التي قدمناها من التربية الذكية عكست شيئاً في داخلكم، لا تترددوا في مشاركتها مع كل الآباء والأمهات الذين تعرفونهم. شكراً لكم !