لماذا يتصرف الطفل بشكل سيء؟
آه ماذا أفعل.. لقد كلّ لساني من كثرة ما أغرقته بعظاتي عن حسن التصرف والأدب وحسن المعاملة.. ولكني كمن يضع الماء في سلة .. لا شيء ينفع .. حين يغضب ابني قد يرمي أي شيء وقد يضرب أخته وفي بعض الأحيان قد يرد علي بوقاحة.. يؤلمني سوء تصرفه ويؤلمني أني أقف عاجزة.. فلا الصراخ نفع ولا التهديد بوالده نفع.. ابني عنيد ويسيء التصرف .. فلماذا يا ترى؟
في هذه المقالة سنرد على سؤال هذه الأم . إن إحدى أهمّ الأسباب التي من أجلها يتصرّف الأولاد بشكل سيّئ هي لأنهم يشعرون بالإحباط والضعف. يقول الدكتور بروك ” عندما تعطون أولادكم الوسائل التي يحتاجون إليها من أجل اكتشاف الأمور بمفردهم سيتحسّن سلوكهم لأنهم سيكونون مجهزين بشكل أفضل لكي يعتنوا بأنفسهم، ولن يأتوا إليكم وهم يصرخون أو لن يتصرّفوا بغرابة كلّما واجهوا تحدّيًا ما”.
دعوا الأولاد يتّخذون قرارات
امنحوا الأولاد فرصة اتخاذ الخيارات ما إن يصبحوا في سنّ كافٍ ليفهموا. اسألوهم “أتريد أن ترتدي بيجاما إلمو أم قميص النوم؟” “أي وجبة خفيفة تريد أن تأخذ معك إلى المدرسة : تفّاحة أم أصابع الجبن؟”. عندما يتمكّن الولد من إتّخاذ هذه القرارات الصغيرة ارفعوا الدرجة: إذا كان ابنكم يتشاجر مع شقيقته مثلًا، بدلًا من الصراخ “لا تفعل ذلك!” وبدلًا من أن تعطوه استراحة، يقترح الدكتور بروكس أن تسألوه “كيف يمكنك أن تتعامل مع الأمر بطريقة مختلفة؟”. قد تتفاجأون بكيفيّة توصّله إلى الحلول.
شجّعوا موقف “هيّا حاول مرّة أخرى”
تقول دونا جينيت الحائزة على شهادة دكتوراه وصاحبة كتاب :” بالطبع سيكون أسرع بكثير إذا فعلتم كلّ شيء مكانهم ولكن من الضروري أن تسمحوا لأطفال الروضة أن يمارسوا وينجحوا من دون تدخّلكم – أكان بربط شريط حذائهم أم توضيب الألعاب أم فرز الجوارب في غرفة الغسيل”.
دعوهم يضعون النقاط على الحروف
وسّعوا مهارات ابنكم المعرفيّة من خلال تحدّيه من أجل العثور على الإجابات لنفسه. مثلًا عندما يسألكم ابنكم حول كيفيّة القيام بأمر ما، أجيبوه بسؤال: “برأيك ماذا عليك أن تفعل” فجواب مثل هذا سيعطيه الثقة بقدرته على اكتشاف الأشياء.